وسط تصاعد التوترات في الصراع بين إسرائيل وحماس، أثارت التقارير حول معاملة إسرائيل القاسية للمعتقلين الفلسطينيين في غزة قلقاً دولياً. ووفقاً لروايات ما يقرب من عشرة معتقلين وأقاربهم، إلى جانب منظمات الأسرى الفلسطينية، فإن الادعاءات تشمل التجريد من الملابس والضرب والظروف غير الإنسانية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، رداً على هجوم 7 أكتوبر الذي قادته حماس، قامت القوات الإسرائيلية باحتجاز آلاف الرجال والنساء والأطفال، وتم تهجير بعضهم قسراً من منازلهم، بينما تم اعتقال آخرين أثناء فرارهم من أحيائهم امتثالاً لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
تكشف الصور التي التقطها صحفيون من غزة عن المعتقلين المفرج عنهم وقد أصيبوا بجروح عميقة حول أيديهم، مما يدل على القيود الصارمة التي تعرضوا لها على مدى أسابيع. وأشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن معاملة إسرائيل للمحتجزين في غزة قد تشكل تعذيبا، وقدر آلاف المحتجزين في ما وصفه بظروف "مروعة".
وردا على ذلك، دافع الجيش الإسرائيلي عن أفعاله، قائلا إن المعتقلين المشتبه في قيامهم بنشاط إرهابي يتم احتجازهم وإطلاق سراحهم بعد الإخلاء. وقال الجيش إن تفتيش المعتقلين بتجريدهم من ملابسهم يتم لمنع إخفاء سترات ناسفة أو أسلحة.
ومع ذلك، يرى المدافعون عن حقوق الإنسان أن معاملة إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين في غزة قد تنتهك قوانين الحرب الدولية. وتتهم منظمات بينها هيئة الأسير والضمير، إسرائيل بالاعتقال العشوائي والمعاملة المهينة، مشددة على التكتم على مصير المعتقلين ومنع زيارات المحامين والصليب الأحمر.
وتقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقارير يومية عن عائلات غزة بشأن أقاربها المحتجزين. ومن بين حوالي 4,000 حالة من الفلسطينيين المفقودين من غزة، يُعتقد أن نصفهم تقريبًا محتجزون لدى الجيش الإسرائيلي.
ويؤكد الخبراء القانونيون أن القانون الدولي يضع معايير عالية لاحتجاز غير المقاتلين، الأمر الذي يتطلب معاملة إنسانية. وقد أثيرت مخاوف بشأن الافتراض بأن الذكور في سن الخدمة العسكرية يعتبرون مقاتلين، ووصفه منتقدون بأنه مثير للقلق.
وأدت تحذيرات الحكومة الإسرائيلية لأولئك الذين لم يخلوا المناطق بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية واعتقال "الرجال في سن الخدمة العسكرية" إلى تأجيج مزيد من النقاش حول الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي.
وعلى الرغم من تبرير إسرائيل لأفعالها، فإن التقارير والصور التي تصور معاملة المعتقلين لا تزال تثير تساؤلات حول مدى الالتزام بالمعايير الإنسانية أثناء النزاع الدائر.