الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل مقتل كليبر جاء بسبب فشل اتفاقية العريش.. تفاصيل تاريخية مدهشة

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى توقيع اتفاقية العريش في 24 يناير 1800 بين فرنسا والدولة العثمانية بعد حصار استمر لمدة 11 يومًا. تهدف هذه المعاهدة إلى إنهاء سيطرة بريطانيا على طرق التجارة في شرق البحر المتوسط، وتعترف الدولة العثمانية فيها بسلطة فرنسا على مصر. نتيجة لهذه المعاهدة، قامت روسيا بإرسال المزيد من السفن الحربية إلى شرق البحر المتوسط.

تم توقيع الاتفاقية بعد أن غادر نابليون بونابرت مصر، وكانت الحملة الفرنسية تتعرض للتهديدات من كل جانب. انخفضت قوة الجيش الفرنسي بسبب المعارك والصراعات الداخلية والخارجية.

وقامت الدولة العثمانية بإرسال حملة أخرى إلى العريش ودمياط، في حين عادت المماليك للمقاومة ونشبت ثورة جديدة في مصر امتدت من الشرقية إلى وسط وغرب الدلتا.

ووفقًا لكتاب "الدولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب السقوط (الجزء الثاني)" للكاتب علي محمد الصلابي، بعد رحيل الجنرال نابليون بونابرت إلى فرنسا، تولى الجنرال كليبر قيادة الحملة الفرنسية في مصر. قام كليبر بفتح قنوات اتصال مع السلطان العثماني للتفاوض حول الانسحاب. تمت المفاوضات في العريش واتفقا على شروط بموجبها يتم سحب القوات الفرنسية من مصر مع جميع أسلحتها وعتادها، وعودتهم إلى فرنسا، مع الاتفاق على هدنة لفترة تمكن خلالها الحملة من المغادرة، والحصول على تعهد من الدولة العثمانية وحلفائها مثل روسيا وبريطانيا بعدم التعرض للجيش الفرنسي المنسحب.

فشل اتفاقية العريش 

ومع ذلك، رفضت الحكومة البريطانية الاتفاقية وعرقلتها، حيث كانت تخشى عودة القوات الفرنسية المحاصرة في مصر إلى ساحات المعركة في أوروبا، حيث كانت ترجح تفوق القوات الفرنسية وتغيير الميزان العسكري على القارة.

وبناءً على ما ورد في رسائل الضباط والجنود الفرنسيين إلى ذويهم في فرنسا، والتي تم الاستيلاء عليها من قبل البحرية البريطانية، كان يُعتقد أن الحملة الفرنسية تتقدم ببطء داخل الأراضي المصرية. لذا، فضلت حكومة لندن أن يبقى الفرنسيون في مصر أو يسلموا أنفسهم كأسرى حرب. ولهذا السبب، أصدرت في 15 ديسمبر 1799 أوامر صريحة للورد كيث، القائد العام للأسطول البريطاني في البحر المتوسط، برفض أي اتفاق يتضمن الانسحاب من مصر ما لم يتم تسليم الفرنسيين أنفسهم كأسرى حرب بشكل كامل وغير مشروط.

مقتل كليبر

قد يكون فشل الاتفاقية هو السبب المباشر لاغتيال كليبر، حيث تم قتل الجنرال كليبر طعنًا بواسطة سليمان العبسي في 14 فبراير 1801 في القاهرة. ومع ذلك، استمرت المفاوضات بين فرنسا وبريطانيا وانتهت في نهاية المطاف بتوقيع اتفاقية أمستردام في 27 أغسطس 1801، حيث تم الاتفاق على سحب القوات الفرنسية من مصر.

اتفاقية العريش هي حدث تاريخي مهم يمثل نهاية الهيمنة الفرنسية على مصر وشرق البحر المتوسط، وفتح الباب أمام تأثير بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى في المنطقة. كما أنها تعكس التوترات السياسية والعسكرية في ذلك الوقت والصراع بين القوى الكبرى على الهيمنة في المنطقة.