تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء الموافق 14 طوبة وفق التقويم القبطي بذكرى نياحة القديس دوماديوس أخى مكسيموس أولاد الملك فالنتيانوس وهى إحدى العائلات المقدسة المذكورة داخل الكتب المسيحية ويحظوا بمكانة كبيرة ومميزة لدى الأقباط.
مكسيموس ودوماديوس
وقال كتاب التاريخ الكنسي "السنكسار" الذي يدون سير القديسين والشهداء، إن في هذا اليوم تذكار القديسين الجليلين مكسيموس وأخيه دوماديوس .
وكان أبوهما الندينيانوس ملك الروم رجلا خائف الله قويم المعتقد، فرزقه هذين القديسين، وكانا منذ صغرهما مثل الملائكة في الطهر والقداسة، ملازمين الصلاة ومطالعة الكتب المقدسة.
ولما تحقق لهما زوال هذا العالم وكل مجده، قررا تركه وعزما علي العيشة الرهبانية، فطلبا من أبيهما ان يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ، ليصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الاول ، الذي انعقد سنة 325 م ، ففرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك.
ولما وصلا أمرا الجند ان يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له انهما يريدان ان يمكثا هناك أياما ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين من انهما يريدان لباس الإسكيم المقدس.
فلم يوافقهما علي ذلك خوفا من أبيهما، وأشار عليهما ان يذهبا إليه وظلا عنده حتى تنيح، وكان قبل نياحته قد البسهما شكل الرهبنة ، وعرفهما بأنه رأي في رؤيا الليل القديس مقاريوس وهو يقول له أوص ولديك ان يأتيا إلى بعد نياحتك ويصيرا لي بنينا .
ثم قال لهما: أنني كنت اشتهي ان انظر هذا القديس بالجسد ، ولكنني قد رايته بالروح فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام، وقد انعم الله عليهما بموهبة شفاء المرضي ، وشاع ذكرهما في تلك البلاد وخصوصا بين التجار والمسافرين ، وتعلما صناعة شراع ( قلوع ) السفن.
فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعان منها ويتصدقان علي الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما، وذات يوم رأي أحد حجاب أبيهما شراع إحدى السفن مكتوبا عليه " مكسيموس ودوماديوس " ، فاستفسر من صاحب السفينة فقال له : هذا اسم أخوين راهبين ، كتبته علي سفينتي تبركا ، لكي ينجح الله تجارتي، ثم أوضح له أوصافهما بقوله ، ان أحدهما قد تكاملت لحيته والأخر لم يلتح بعد ، فعرفهما الحاجب واخذ الرجل وأحضره أمام الملك ولما تحقق منه الأمر أرسل إليهما والدتهما والأميرة أختهما .
فلما تقابلتا بالقديسين وعرفتاهما بكتا كثيرا ورغبت أمهما ان يعودا معها فلم يقبلا، وطيبا قلب والدتهما وأختهما وبعد ذلك بقليل تنيح بطريرك رومية ، فتذكروا القديس مكسيموس ليقيموه بدلا عنه ففرح والده بذلك ولما وصل هذا الخبر إلى القديس مكسيموس وأخيه ، تذكرا وصية أبيهما الانبا أغابيوس ، فغير الاثنان شكلهما ، وقصدا طريق البحر الأبيض.
وكانا إذا عطشا يبدل الله لهما الماء المالح بماء عذب، وتعبا كثيرا من السير حتى أدمت أرجلهما، فناما علي الجبل وقد أعياهما التعب ، فأرسل الله لهما قوة حملتهما إلى برية الاسقيط ، حيث القديس مقاريوس، وعرفاه انهما يريدان السكني عنده.
ولما أراهما من ذوي التنعم ، ظن انهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها فأجاباه قائلين : ان كنا لا نقدر يا أبانا فأننا نعود إلى حيث جئنا.
فعلمهما ضفر الخوص ثم عاونهما في بناء مغارة لهما وعرفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز فأقاما علي هذه الحال ثلاث سنوات ، لم يجتمعا بأحد ، وكانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين ، فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة ، وصلي طالبا من الله ان يكشف له أمرهما وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة.
فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة، رأي القديسين قائمين يصليان، وشعاع من النور صاعدا من أفواهها إلى السماء ، والشياطين حولهما مثل الذباب ، وملاك الرب يطردهم عنهما بسيف من نار.
فلما كان الغد البسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلا : صليا عني فضربا له مطانية وهما صامتين ولما اكملا سعيهما وأراد الرب ان ينقلهما من أحزان هذا العالم الزائل مرض القديس مكسيموس فأرسل إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور فلما أتي إليه وجده محموما فعزاه وطيب قلبه .
وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم قائمين حول القديس إلى ان اسلم روحه الطاهرة بمجد وكرامة فبكي القديس مقاريوس وقال : طوباك يا مكسيموس .
أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرا، وسال القديس مقاريوس ان يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يلحقه بأخيه وبعد ثلاثة ايام مرض هو ايضا، وعلم القديس مقاريوس فذهب إليه لزيارته فيما هو في طرقه رأي جماعة القديسين الذين كانوا قد حملوا نفس أخيه ، حاملين نفس القديس دوماديوس وصاعدين بها إلى السماء فلما آتي إلى المغارة وجده قد تنيح ، فوضعه مع أخيه الذي كانت نياحته في الرابع عشر من هذا الشهر وأمر ان يدعي الدير علي اسمهما فدعي دير “البراموس” نسبة إليهما ، وهكذا يدعي إلى اليوم .
إعلان من دير البراموس
أعلن دير السيدة العذراء البراموس بوادي النطرون برئاسة الأنبا إيسيذوروس أسقف ورئيس الدير، اقتصار الاحتفال بعيد القديسين مكسيموس ودوماديوس على الرهبان فقط.
وقال الدير فى بيان له اليوم، تنويه من دير البراموس يعلن دير السيدة العذراء برموس بوادي النطرون بأن الاحتفال بعيد القديسين مكسيموس ودوماديوس يوم الخميس 25 يناير 2023، سيكون قاصرًا على الآباء رهبان الدير فقط، ولن يسمح بزيارة الدير طوال اليوم، سواء للأفراد أو المجموعات أو الرحلات.
وأوضح الدير أنه يعتذر عن عدم استقبال الأباء الكهنة أو الشباب طالبى قضاء فترة خلوية روحية، متابعا: نرجو في المحبة عدم توقع قبول أي استثناء في هذا الأمر".
أما عن أسماء كنائس قبطية أرثوذكسية باسم القديس دوماديوس أخ مكسيموس في مصر فهناك كنيسة القديسان مكسيموس ودوماديوس والأنبا موسى الأسود، بالعصافرة، بالإسكندرية.
جدول النهضة بكنيستهم
أعلنت كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوي الأنبا موسى بشارع 45 بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، جدول النهضة الروحية لعيد القديسين مكسيموس ودوماديوس شفيعي الكنيسة، بحضور 3 أساقفة خلال أيام النهضة التي تنطلق من 21 إلى 25 يناير الجاري.
وتشهد النهضة الروحية حضور 3 أساقفة، خلال أيام النهضة منهما أسقفان خلال العشية وهم كالتالي:
- الأحد 21 يناير، نيافة الأنبا هيرمينا أسقف عام كنائس شرق الإسكندرية.
- واليوم الثلاثاء 23 يناير، نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة.
- ويختتم نيافة الأنبا بافلي، أسقف عام كنائس المنتزه بالإسكندرية النهضة الروحية بترأسه قداس العيد الذي يقام صباح ذلك اليوم.