كشف المهندس هاني ميلاد جيد رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها العديد من مسئولي بنك الاحتياطي الفيدرالي دفعت الدولار الى أعلى مستوى شهري له، كما كانت سببا رئيسا لانخفاض أسعار الذهببالأسواق العالميةخلال الأسبوع الماضي،حيث سجل الدولار خلال آخر تداول 102.833 بعد أن أغلق عند 102.589 ويستقر حاليًا على ارتفاع بنسبة 0.75% عند 103.348، بينما تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب لشهر فبرايربنسبة 20 دولارًا أو 0.97٪ وثبت عند 2031.60 دولار ، وهذا مجرد انتعاش طفيف من أدنى مستوى اليوم عند 2027.60 دولار.
جاء على رأس تلك التصريحات ما قالهالمحافظ كريستوفر والر، أحد أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الاثني عشرلمواجهة توقعات احتمال تخفيض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من هذا العام والتي كان لها أثر مباشر على تراجع سعر الدولار بالبوصات العالمية، مشيرا الى أن الفيدرالي سيتخذ تلك الخطوة ولكن ليس بالسرعة التي يتوقعها المحللون لتخفيف السياسة النقدية، لافتا الى أن تلك السياسة لا يمكن تخفيفها في ظل معدلات التضخم بالأسواق الأمريكية والتي ترفض الهبوط للمعدلات المستهدفة، كما لا يرى ضرورة للتسرع في اتخاذ إجراءات تخفيفية في الوقت الراهن .
يأتي خطاب "والر" بعد أن تناول العديد من مسئولي الاحتياطي الفيدرالي توقيت وعدد تخفيضات أسعار الفائدة التي سينفذها بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام وكان منهم جون ويليامز والذي قال إنه لا يتوقع حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة إلا عندما يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي واثقًا من أن التضخم يعود بشكل كبير إلى هدفه البالغ 2٪ لتأتي تلك التصريحات متسقة مع ما قالتهلوريتا ميستررئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضيوتصريحاتتوم باركينرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند.
تأتي تلك التصريحات الجماعية إلى جانب التصريحات الحذرة من قبل مسئولي البنك المركزي الأوروبي ، للتأكيد على أن خفض سعر الفائدة في مارس أمر غير مرجح، إلا أنها تظل داعمة لتوقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام بمقدار 75 نقطة أساس بحلول نهاية الربع الثاني.
وأوضح ميلاد أن أهمية السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي لا تقف عند التأثير على سعر الدولار بالأسواق العالمية وأسعار الذهب بل تمتد لعودة الاستثمارات الخارجية المباشرة للأسواق الناشئةوالتي تبحث عن سبل لتمويل اقتصادياتها وسط معدلات تضخم عالمية غير مسبوقة وتراجع معدلات نمو عالمية،وبالرغم من كل تلكالتصريحات الا أن الواقع يؤكد ضعفا متسارعا للاقتصاد الأمريكي بدءا من ارتفاع حجم الديون الخارجية وعدم تراجع معدلات التضخم بالشكل المرجو وانهيارات متتالية للبنوك الأمريكية مع وجود شبح الركود والانكماش الاقتصادي والذي ظهر تأثيره على الاقتصاد العالمي بما يعطي الانطباع أن تلك التصريحات هي حلقة جديدة من المسلسل الأمريكي لاستخدام التصريحات الاعلامية لمحاولة السيطرة على الأوضاع الاقتصادية المتردية.
أما على الصعيد المحلي يقول المهندس أسامة الجلا السكرتير العام للشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية ان أسواق الذهب شهدت ارتفاعات متتالية منذ الأسبوع الأخير من العام الماضي لتسجل ارتفاعات قياسية وسط حالة من عدم اليقين حول مستقبل الأسعار بالبورصات العالمية خاصة مع تصاعد حدة الصراعات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط واتساع دائرة الصراع ضد الكيان الصهيوني مع استمرار أزمة السيولة الدولارية بالاضافة إلى وجود ضغوط الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن وتحوطا من موجات تضخمية جديدة ليتخطي سعر جرام 21 أثناء كتابة التقرير 3560 جنيها، بينما سجل الجنيه الذهب قبل احتساب الدمغة والضريبة وقيمة المصنعية 28 الفا و480 جنيها، أما عيار 18 الأكثر شيوعا في إنتاج المشغولات الذهبية فتخطي ثلاثة آلاف جنيه للجرام .