ما هو جزاء الصبر على المرض ؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
وأجاب ممدوح، قائلًا: أنه إذا ابتلي الإنسان بالمرض فعليه أن يتحلى بالصبر الجميل، والصبر الجميل هذا الذي لا شكوى معه، والله تعالى وعد الصابرين بوعد لم يذكره بسواهم فقال تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
معية الله للمريض
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " رواه مسلم باب فضل عيادة المريض.
يبين لنا هذا الحديث الجليل فضل عيادة المريض وثواب زيارته والاطمئنان عليه وكذلك فضل إطعام المحتاج وسقى الماء.
معنى الحديث: قوله "مرضت فلم تعدني" قال العلماء أضاف الله سبحانه وتعالى المرض إليه والله منزه عن كل نقص والمراد هو العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له ليكون ذلك رفعا لروحة المعنوية بأنه فى معية الله والله معه ويُثيبه على مرضه بأن يخفف به من ذنوبه ويُثيب من زاره وقوله " لوجدتني عنده" أى وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى فأنا أجزيك على إعانتك له فى مرضه.
وعبر الله تعالى عن مرض عبده بأنني مرضت، فهذا الأسلوب في التعبير مألوف عند الأمهات، فإذا مرض ابنها من شدة محبتها له، وشدة رحمتها به، ومن شدة رأفتها به، كأنها هي المريضة (قال: مرضت) والحقيقة لو علم الناس ما عند الله من الرحمة، لو علم الناس رحمة الله عز وجل، وأن كل ما ترى في الأرض من رحمات، من رحمة الأمهات بأبنائهم، من رحمة أمهات البهائم بأولادهم، لعجبت أن كل هذه الرحمة مشتقة من رحمة الله عز وجل.
ما يستفاد من هذا الحديث معية الله تعالى للمريض وأنه يُثيبه على مرضه بتخفيف ذنوبه، أن إعانة المريض ليست فى زيارته وإطعامه وسقيه فقط بل مساعدته بكل ما يستطيع الإنسان تقديمه له من أنواع المساعدات.