كيف تؤدي شكر اليوم والليلة ؟ سؤال يغفل عنه كثيرون خاصة لما ثبت في شأن الشكر كواحد من أسباب البركة والزيادة في عطاء الله تبارك وتعالى، يقول سبحانه:«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، فكيف تؤدي شكر اليوم والليلة؟، هذا ما سنجيب عنه بكلمات بسيطة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[[system-code:ad:autoads]]كيف تؤدي شكر اليوم والليلة
والمقصود بالشكر في الاصطلاح: هو ظهور أثر نعم الله -سبحانه وتعالى- على عبده في قلبه من خلال الإيمان به، وفي لسانه، من خلال حمده والثناء عليه، وفي جوارحه من خلال عبادته وطاعته
[[system-code:ad:autoads]]وفي توضيح كيف تؤدي شكر اليوم والليلة كشف مختار مرزوق عبد الرحيمأستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن الذكر النبوي المعين على شكر الله تعالى.
وقال العالم الأزهري يسأل بعض الأخوة عن ذكر نبوي يستعين به لأداء شكر نعم الله تعالى عليه؟: لأداء شكرالله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى على المسلم أن يواظب على الذكر النبوي العظيم الوارد في الحديث الآتي .
جاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر ذلك اليوم ) صحيح ابن حبان.
وعند أبي داود عن عبدالله بن غنام البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته) سنن أبي داود
قال صاحب عون المعبود : قوله صلى الله عليه وسلم (فقد أدى شكر ليلته) هذا يدل على أن الشكر هو الاعتراف بالمنعم الحقيقي ورؤية كل النعم دقيقها وجليلها منه ، وكماله أن يقوم بحق النعم ويصرفها في مرضاة الله.
وشدد: ينبغي على كل واحد منا أن لا ينسى أن القليل من الناس هم الذين يقومون بواجب الشكر قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور)، أورد السيوطي في الدر المنثور قال: وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال قال رجل عند عمر رضي الله عنه : اللهم اجعلني من القليل، فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟ قال إني سمعت الله يقول (وقليل من عبادي الشكور) فأنا أدعو الله أن يجعلني من ذلك القليل، فقال عمر رضي الله عنه : كل الناس أفقه من عمر .
كيف تؤدي شكر اليوم والليلة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن من أسباب بقاء النعم وداومها شكر الله فمن شكرها فقد قيد بعقالها، مشيراً إلى أن مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوَالِهَا، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ الله وَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا عندما يكون معك دابة» كمن دخل على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «يا رسول الله أَعْقِلها أو أطلقها وأَتَوَكَلّ؟ قال له: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّل»، اربط الدابة وتوكل على الله لأنه من الممكن أن يأتى الذئب ويأكلها. إذن توكل على الله ولكن بعد فعل الأسباب.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في فتوى له، أن من أسباب بقاء النعم ودوامها شُكْرُ الله - فَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا - فهل تستطيع الدابة أن تفر وهى مقيدة؟ بالطبع لا، وكذلك النعم لا تستطيع الهرب منك وهى مقيدة بالسلسلة .. وما هو سلسالها؟ إنه شكر الله.
وتابع: جاء أحد البدو الجفاة إلى سيدنا عَلِىّ وقال له: اعطنى فأعطاه بعضاً من التمر- أى إنه شئ بسيط - فلم يتقبل الرجل ذلك، فدخل سيدنا عَلِىّ إلى بيته وجعل يبحث عن شئ - وكان من سادة الكُرَمَاء - فلم يجد سوى درعه -وكان بحوالى 400 دينار أى 4000 جنيه تقريباً الآن- فخرج وأعطاه الدرع وقال له : خذه فأنا ليس عندى غيره، فتعجب الرجل من هذا الكرم وقال بيتين من الشعر:
وَمَا كَانَ شُكْرِى وَافِيًا لِجَمَالِكُم ... وَلَكِنِّى حَاوَلْتُ فِى الشُّكْرِ مَذْهَبًا
أَفَادَتْكُم النَّعْمَاءُ مِنِّى ثَلاَثَةً ... يَدِى وَلِسَانِى والضَّمِيرَ الْمُحَجَّبَ
أى أننى لا أعرف كيف أشكرك.
وأفاد بأن العطاء والحب والسخاء والجود من صفات النبوة، وهذا الكلام لم يكن فى الصحابة فقط ولكننا شاهدناه فى مشايخنا . فشاهدنا من مشايخنا من لا يُحْصِى النقود لا دخولاً ولا خروجاً. يضع يده فى جيبه ويُعْطِى.