فضل شهر رجب ، من الأشهر الحرم، وكلمة رجب تأتي من الترجيب و تعني التعظيم ، وفي الجنة قصر لصوام شهر رجب، وأطلق عليه رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر، وكانت هذه القبيلة تعطي هذا الشهر تعظيما كبيرا بخلاف الكثير من القبائل العربية حيث كانوا يغيرون ويحاربون ويبدلون في الشهور حسب حالة الحرب كما سمي برجب الأصم لعدم سماع صوت السيوف ولإيقاف الحروب.. وفضل شهر رجب كبير نعرضه بالتفصيل في السطور التالية.
[[system-code:ad:autoads]]
فضل شهر رجب
ومن فضائل شهر رجب، أن فيه ليلة الإسراء والمعراج وهي المعجزة الكبرى في ديننا الإسلامي، وعلى كل مسلم في شهر رجب الأصم التقرب إلى الله عز وجل بالعبادات الصالحة سواء بالصلاة الفروض والنوافل وقيام الليل والدعاء والذكر والتسبيح، والصيام، والصدقة، والعمرة ، لأن العمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم ووفقا لفتوى دار الإفتاء المصرية، فإن صيام شهر رجب سواء في أوله أو آخره جائز شرعًا ولا حرج في ذلك والدليل على ذلك في فضل الصوم فى شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» .
كما ان من فضائل شهر رحب التنفل بالصوم ، سواء صيام الاثنين والخميس فلا يوجد نص يمنع من صيام شهر رجب ، والتنفل فيه بالصوم أمر مقبول شرعا وتستند دار الإفتاء إلى نص يقول "الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال"، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
الصوم في شهر رجب
يستحب الصوم في شهر رجب والدليل على ذلك ما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» الأمر الذي يؤكد ويحث على الصوم في شهر رجب وهو شهر رجب الذي تحقق فيه الكثير من الانتصارات الكبرى منها غزوة تبوك، وتحرير المسجد الأقصى من أيدى الصليبين على يد صلاح الدين (عام 583هـ ـ 1187م) ومعجزة الإسراء والمعراج، وفي فضل شهر رجب روى ابن أبى حاتم فى تفسيره عَنْ قَتَادَةَ قال: إِنَّ الظُّلْمَ فِى الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ- عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا-، وَكَأَنَّ اللَّهُ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ.
وحول الصيام في شهر رجب فإن هذا الشهر الحرام يشرع فيه من الصيام مثل غيره من الشهور، سواء كان صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم، وقال ابن عباس: وجعل الذنب فيهنّ أعظم، والعمل الصّالح والأجر أعظم.
وكما ذكر العلماء والفقهاء إن المعاصيَ تعظُمُ فى الشهرِ الحرامِ أيضًا إن الحسناتُ والطّاعاتُ تعظُمُ وتُضاعفُ فى هذه الأيّام؛ فالتّقرّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالطّاعةِ فى الشّهرِ الحرامِ أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التّعبُّدِ فى سائرِ الأيّامِ، وروى البخارى عن أبى رجاء العطاردى قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه فى شهر رجب.
كما أن في الأشهر الحرم هم أربعة أشهر وضحها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث "الصحيحين" في حجة الوداع بأنها ثلاثة سَرْد -أي متتالية-: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذى بين جمادى الآخرة وشعبان.
دعاء شهر رجب
وفي شهر رجب على كل مسلم أن يعظم ويرعى حرمة هذا الشهر الكبير، رب العزة جعل له منزلة كبيرة وحذر من الوقوع في المعاصي فيه تقديرا لحرمته، كما حذر من ظلم النفس فيه قال تعالى فلا تظلموا فيهن أنفسكم وعلينا أن نبتعد عن الذنوب والمعاصي والظلم والاعتداء أو سفك الدماء أو أكل أموال الناس بالباطل أو نهش لحوم الغير أو تتبع العورات وافشاء الأسرار كل ذلك ممنوع في هذا الشهر الكريم والبعد عن الذنوب مهما كانت صغيرة في شهر رجب فقد ثبت أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِى بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْه”.
- اللهمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
- يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين.
-اللهم اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك.. فإنك الوسيع رحمته، البديع حكمته، وأعطني السعة والدعة، والامن والصحة، والبخور والقنوع، والشكر والمعافاة، والتقوى والصبر، والصدق عليك وعلى اوليائك، واليسر والشكر، واعمم بذلك يا رب.. أهلي وولدي وإخواني فيك ومن أحببت واحبني، وولدت وولدني من المسلمين والمؤمنين.. يا رب العالمين.
-اللهم اهله علينا بالامن والإيمان، والسلامة والاسلام ، ربي وربك الله عزوجل.
-اللهم صل على محمد وآلة الائمة، ينابيع الحكمة واولى النعمة ومعادن العصمة، واعصمني بهم من كل سوء، ولا تأخذني على غرة ولا على غفلة، ولا تجعل عواقب اعمالي حسرة، وارض عني فان مغفرتك للظالمين، وأنا من الظالمين…
-اللّهم صب علينا الخير صبا صبا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا اللّهم يا رزاق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين اللّهم إنّي أحمدك حمدًا كثيرًا وأشكرك شكرًا كثيرا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.
-اللّهم يا باسط اليدين بالعطايا، سبحان مَن قسم الأرزاق ولم ينس أحدًا، اجعل يدي عُليا بالإعطاء ولا تجعل يدي سفلى بالاستعطاء إنّك على كل شيء قدير. الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل والحبل منّا.
-اللّهم إنّي أحمدك حمدًا كثيرًا وأشكرك شكرًا كثيرًا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللّهم ربّ السموات السّبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيءٍ فالق الحَبّ والنّوى ومنزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته
- اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين واغننا من الفقر.
-يا كريم، اللهم يا ذا الرحمة الواسعة يا مطّلعًا على السرائر والضمائر والخواطر، لا يعذب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء فهب لنا ما تقر به أعيننا وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، على بابك واقفون ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
اللهم استجب دعائهم، وشافي مرضاهم، وعافهم واعفو عنهم واغفر لهم.
اللهم كما جمعتني بهم في الدنيا أسألك يا رحمن يا رحيم أن تجمعني بهم في جنّات النعيم.
-اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسالك كلمة الحق في الرّضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر
-اللهمّ أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي الّتي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي الّتي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كلّ خير واجعل الموت راحة لي من كلّ شر.
- اللهمّ إنّي أعوذ بعزّتك لا إله إلّا أنت أن تظلّني، أنت الحيّ الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.
-اللهم أعطني من الدّنيا ما تقيني به فتنتها، وتغنيني به عن أهلها، ويكون بلاغًا لي إلى ما هو خير منها، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك
-يا رب يسر لي التوبة وثبِّت قلبي على دينك. اللهم اقضِ لي كلَّ حوائجي وقدر لي الخير أينما كان. يا الله يسِّر ما أنت أعلم به ولا تكلني إلى اختياراتي.
-اللهمَّ خفِّف من ألم قلبي وارحمني برحمتك. يا رب يسِّر لي الخير كله، وأبعد عني المصائب والمكائد. اللهم هوّن عليّ المصائب والأمور العسيرة وكل ما يجعل الحياة ضنكي. يا الله امنن عليّ بكرمك وتجاوز عن سيئاتي وأكثر لي من الحسنات.