قال محافظ الإسكندرية محمد الشريف إن هناك تكاملًا بين تطوير شارع النبي دانيال وبين أعمال تطوير ميدان محطة مصر والمتحف اليوناني الروماني، وذلك لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية.
جاء ذلك خلال جولة محافظ الإسكندرية التفقدية اليوم /الخميس/ لأعمال تطوير ورفع كفاءة شارع النبي دانيال بطول 750 مترًا باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بنحو 103 ملايين جنيه.
وأضاف محافظ الإسكندرية أن المرحلة الأولى تضمنت أعمال التطوير بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر مع إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ16 عمارة، مع مراعاة المباني التراثية وعمل أنظمة إضاءة للواجهات، بجانب عمل نموذج موحد لكافة محال الشارع وتوحيد اللافتات الإعلانية للمحال طبقًا للتنسيق الحضاري مع استخدام خط الإسكندرية.
وأوضح أن أعمال تطوير تشمل أيضًا دهان وعمل واجهات (جى ار سى) لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الديني والمركز الثقافي الفرنسي مع إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية (الصهريج)، وإعادة تأهيل ودهان مسجد سيدي عبدالرازق وبوابة مسجد النبي دانيال، مع مراعاة إقامة سوق للكتب بما يتناسب مع الهوية البصرية للمكان وتغيير الأرصفة وتشطيبات الأرضية ليتحول الشارع لممشى تراثي مع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.
وتابع أن إعادة تأهيل شارع النبي دانيال تأتي لرصد أهم المباني المسجلة بقائمة حصر المباني ذات الطراز المعماري المميز بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، مع إعادة النسق الحضاري للشارع وتنظيم نشاط بيع الكتب من خلال مجموعة من الأماكن بباكيات محددة ذات تصميم يتماشى مع الطابع التراثي للشارع بشكل عام.
وأكد أن شارع النبي دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع في عروس البحر المتوسط، حيث يعود تاريخه لعام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية؛ لتكون عاصمة جديدة لإمبراطورتيه لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد وكان شارع النبي دانيال هو جزء من الشارع الرئيسي الطولي للمدينة وقت إنشائها.
ونوه بأن الشارع يعد بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة حيث يضم الكنيسة المرقسية وهي أقدم كنيسة بإفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التي شُيدت بالإسكندرية ومسجد النبي دانيال، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان بأنحاء العالم.
ولفت إلى أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المباني الموجودة في الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلي للمباني التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها، حيث يوجد نحو 15 مبنى تراثي بالشارع.
وعلى صعيد آخر، نظمت الإدارة العامة للوعي البيئي بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية وبالتعاون مع قصر ثقافة الأنفوشي يومًا ترفيهيًا للأطفال بالقصر، تضمن مجموعة من الندوات التوعوية وورش الرسم والمسابقات وتقديم جوائز لجميع الأطفال.
وذكرت شركة الصرف الصحي أن اليوم الترفيهي شمل عدة فعاليات لتوعية جيل المستقبل بالسلوكيات الصحيحة للتعامل مع مرافق الدولة، كما تم توضيح دور المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والتأثير السلبي للتغيرات المناخية وكيفية مواجهته.
ومن جانبه، أكد رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية محمود نافع أهمية توعية المواطنين بالحفاظ على المشروعات القومية والاستخدام الآمن للمرافق الحيوية وإيضاح المجهودات الضخمة التي تقوم بها الدولة لإيصال الخدمة لكافة المواطنين، والدور الهام للشركة في الحفاظ علي البيئة من مخرجات عملية المعالجة.