EN
كثُر من يتنبؤون بالمستقبل وبأحداث حصلت بالفعل وبدأ البعض يربطون كلامهم بما يحدث من الأقاويل الكثيرة، مما جعل الكثير يتساءلون عن حكم التنبؤ بالمستقبل؟ وهل نصدق كلامهم إذا حدث بالفعل؟.
فى هذا الصدد.. قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، فى تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن التنبؤ بأحداث ستحدث فى المستقبل تكهن بالغيب لا يجوز.
[[system-code:ad:autoads]]
وتابع قائلاً:" أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها جاءت تقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يذهب احدنا الى الكهان يخبره بالأمر فيقع كما كان فقال صلى الله عليه وسلم يا عائشة "كذب المنجمون ولو صدفوا.. بالفاء" أي لو جاءت معهم بالصدفة، كما أن هناك نوعا من الجن حينما يقضى الأمر فى السماء فيسترق السمع فيأخذ كلمة فيأتي بها على المنجم فيكذب معه مائة كذبة، فما يفعله المنجمون وما ترجو له وسائل الإعلام على قنوات مخصوصة بأن هناك سحر كل هذا لعب بعقول الأخرين، فلو ان هناك من يفهم لا يذهب الى كاهن ابدا.
وجاء فى الحديث (ليس منا من تطيَّرَ أو تُطيِّر له أو تَكَهَّن أو تُكهِّن له أو سَحَر أو سُحِر له ومَن عقد عقدةً أو قال عقدَ عقدةً ومَن أتَى كاهنًا فصدَّقه بما قال فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)، وهناك أدلة على ذلك .
هل الله أعطى علم الغيب للملائكة ؟
الدليل الأول: أن الله سبحانه وتعالى لو أعطى علمه لأحد، لمن يعطيه؟ فهناك من يقول الله يعطي علمه للملائكة ومنهم من يقول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول للجن، ومنهم من يقول للإنسان وهذا آخر واحد، ولكن الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم قال للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة فغضبت الملائكة وعلمت ان الله سيخلق خلقا ينافسها فى حبها لله تعالى "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ».. فغضب الله على الملائكة، وقال «إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ»، فلم يُعطِ علمه للملائكة، هذا هو الدليل الأول.
هل النبي محمد اطلع على علم الغيب ؟
الدليل الثاني على أن الله عز وجل لم يعط علمه لأحد، فدعت امرأة يهودية النبي صلى الله عليه وسلم ودست له السُم فى الطعام ولبى النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة وهم بالأكل فانطق الله العظم لا تأكل مني يا محمد فإن الأعرابية قد دست لك السُم فى الطعام، فلو أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق وأحب الخلق الى الله تعالى يعلم ذلك أكان سيذهب؟.
كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فى مكانا فى يوما ما ولدغه عقرب، فتسأل الشيخ عبدالحميد الاطرش، فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم انه سيلدغه عقرب كان هيصلي فيه؟، فهذا هو الدليل الثاني ان الله عز وجل لم يعطي علمه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هل يطلع الجن على الغيب ؟
الدليل الثالث: نعلم جميعا ان الجن كان مسخرا لنبي الله سليمان عليه السلام، وحدث ان نبي الله سليمان كلف الجن بعمل وهو واقف متكأ على عصاه، فكلما رأى الجن سيدنا سليمان كان يعمل ويتعب الى أن جاءت حشرة “الارضة” من الأرض وأكلت العصا المتكأ عليها سيدنا سليمان فوقع على الأرض فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبسوا فى العذاب المهين.
فيتساءل رئيس لجنة الفتوى السابق، إذا كان هؤلاء الملائكة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق وأحب الخلق لله عز وجل، والجن، كل هؤلاء لا يعلمون الغيب، فهل سيعطي الله عز وجل الغيب لناس يأكلون الطعام حلالا وحراما ويشاهدون الحرام ويفعلون الحرام والحلال أيعقل هذا؟.
