بعد 155 عام من الإنتاج والعمل توقف مصنع سكر أبو قرقاص جنوب المنيا عن إنتاج السكر من القصب هذا العام لضعف توريد المزارعين لمحصولهم إلى المصنع للمرة الأولى منذ إنشاء المصنع في عهد الخديوي إسماعيل وذلك بسبب انخفاض أسعار التوريد وزيادة تكاليف الانتاج.
فالازمة بذات منذ إعلان شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا توريد محصول القصب المتعاقد عليه إلى مصانع سكر جرجا بمحافظة سوهاج بدلا من مصانع أبوقرقاص وذلك من يوم الاثنين الماضي وحتى 13 مارس 2024 مع تحمل مصانع سكر أبوقرقاص كافة تكاليف النقل بالكامل.
وأوضحت الشركه في بيانها ان هذا الإجراء جاء نظراً لانخفاض كمية القصب المتعاقد عليها مع مصانع سكر أبوقرقاص لموسم 2023 / 2024 عن الكمية اللازمة لتشغيل المصانع بكامل طاقتها والتزاماً من شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية مع المزارعين والهيئات الزراعية والإصلاح الزراعي المتعاقدين لهذا الموسم.
يقول خلف عبد الرحمن وعثمان قاسم وظزيف شعراوي مزارعون إن الأزمة بدأت منذ تهميش التعامل مع المزارعين والسعر الضعيف الذي تم تحديده هذا العام من قبل الشركة معتقدين أن زيادة الـ500 جنيه للطن عن العام الماضي كافية للمزارع الذي يتكبد الكثير في زراعة محصول يبقى طوال عام كامل في أرضه دون أن يتمكن من زراعة محصول اخر.
وأضاف محسن شادي وغالي بطرس وعيون ابراهيم مزارعون ان مساحة محصول القصب المنزرعة في المحافظة انخفضت بشكل كبير ووصلت العام الحالي إلى 31 ألف فدان فقط بعدما كانت تتخطى الأعوام الماضيه 80 أو 90 ألف فدان على مستوى المحافظة.
وأشار عبد الباسط جمال وخليل ثابت وضاحي كامل مزارعون اننا كنا نزرع محصول القصب بسهوله شديدة ودون اي مشاكل وبمنتهى الأريحة ولكن الآن نعاني كثيرا من ارتفاع أسعار الأسمدة وارتفاع سعر الأيدي العاملة وكذلك استخدام سلالات لا تعطي انتاجيه عالية ولذلك تراجع الإنتاج الحالي إضافة إلى تراجع سعر التعاقد مع الشركة وارتفاع الأسعار لدى التجار وأصحاب العصارات من أجل إنتاج العسل الاسود
وقال علام صلاح وتوفيق طهير مزارعون إننا توجهنا في الأعوام الأخيرة إلى زراعة محاصيل البطاطا والفول الصويا والحمص وبعض النباتات العطرية كالراوية واليانسون إذ تأخذ الدورة الزراعية لكل منها فترة زمنية قصيرة وتحقق مكاسب أكبر للمزارع فالكل الآن يفعل هذا، خاصة المستأجرين الذين لا يمكنهم تحمل أية خسائر في ظل الغلاء الكبير التي تعاني منه كل القطاعات.
وأشاروا إلى ان عدم وضع سعر عادل ومناسب هو السبب الحقيقي للازمه الحاليه فالشركة تركتنا لبيع المحصول الي العصارات وخاصتا بعد تحديد سعر التوريد بـ 1500 جنيه للطن في حين أن سعر السوق الأخرى 2500 جنيه وأن الشركة لم تتدارك ذلك على الإطلاق.
احد المسؤلين بمصنع سكر أبوقرقاص أكد ان المصنع لا يزال يعمل ولكن على المنتجات البديله فالمصنع ينتج حاليًا 4 منتجات هامة وهي "الكحول الإثيلي بدرجة نقاء تصل إلى 96% والفيناس السائل والفيناس البودر وثاني اكسيد الكربون.
مشيرا إلى أن المصنع ينتج 120 ألف لتر كحول إيثيلي يوميًا، وذلك بعد جلب كميات ضخمة من مولاس مصانع الوجه القبلي تصل إلى 500 طن في اليوم الواحد تأتي من " كوم أمبو وإدفو وأرمنت وقوص ودشنا ونجح حمادي وجرجا" عن طريق خطوط النقل الخاصة بالشركة والتي لم تتوقف.
وأشار المصدر ان كل طن سكر يستخرج منه 5% مولاس أي ما يوازي 50 كيلو مولاس تقريبًا والمولاس هو الحبيبات الناتجة عن نفض السكر الخام، مشيرًا إلى أن إحدى الجهات الحكومية متعاقدة مع المصنع منذ عقود
كما ينتج المصنع "فيناس" سائل بنحو 100 طن يوميًا و"فيناس" بودر بنحو 30 طن يوميًا، وهي مواد هامة، تستخدم في العديد من الصناعات خاصة تصنيع علف المواشي
يشار إلى ان المصنع أنشأ في عهد الخديوي اسماعيل 1869 م وتبلغ طاقته الإنتاجية حاليا 115 ألف طن خلال موسمي عصير القصب والبنجر، منها 40 ألف طن سكر خلال موسم عصير القصب، و75 ألف طن خلال موسم عصير البنجر، ويغطي ذلك حوالي 34٪ تقريبًا من إجمالي إنتاج مصر من السكر، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التي يتم استخراجها من عصير قصب السكر، ما بين الكحول النقي، والعلف حيواني، وغيرها وتصل مساحتة 84 فدانًا ويُعد متكاملا في جميع أعماله، بدءًا من وجود أسطول كبير من عربات قطارات الديكوفيل التي تنقل القصب بالمجان من القرى المختلفة التي تقوم بزارعة المحاصيل إلى المصنع، لتصل بعدها إلى الموازين الإلكترونية ليتم وزنها، ثم يتم دخول المحصول للكسارات العملاقة والتي تدفع المحصول إلى العصارات ليتم تجهيز العصير لعمليات الإنتاج بعد عمل معالجة له، ويبدأ يدخل في خطوط الانتاج المختلفة، والتي تبدأ بعصر القصب على مرحلتين لضمان الوصول إلى أعلى نسبة نقاء، ثم تصفيته، ويدخل على الغلايات العملاقة وفقاً للإشتراطات اللازمة لبدء الإنتاج كما يعتمد على إنتاج طاقته بنفسه فيوجد قسم المراجل البخارية والذي يستخدم مصاص القصب في الإحتراق ليُصدر البخار لتعمل به توربينات القوة التي تدير أقسام المصنع
.