EN
كيف يكون القرآن عربيا مبينا، وبه كلمات أعجمية كثيرة، من فارسية، وآشورية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، ومصرية، وحبشية، وغيرها؟ سؤال أجاب عنه وعظ الأزهر الشريف من خلال شبهات وردود حول القرآن الكريم من خلال بيان قوله تعالى: «قرآنًا عربيًّا».
كيف يكون القرآن عربيا مبينا وبه كلمات أعجمية كثيرة؟
وتساءل البعض كيف يكون القرآن عربيا مبينا، وبه كلمات أعجمية كثيرة، من فارسية، وآشورية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، ومصرية، وحبشية، وغيرها؟، ليوضح الدكتور محمود سليمان أحمد الواعظ بالأزهر الشريف، التالي:
١- إن كل ما في القرآن من كلمات غير عربية الأصل إنما هي كلمات مفردات، أسماء- أعلام- أشخاص أو صفات.
٢- إن القرآن يخلو تمامًا من تراكيب غير عربية، فليس فيه جملة واحدة إسمية، أو فعلية من غير اللغة العربية
٣- إن وجود مفردات أجنبية فى أي لغة سواء كانت اللغة العربية أو غير العربية لا يخرج تلك اللغة عن أصالتها، ومن المعروف أن الأسماء لا تترجم إلى اللغة التي تستعملها حتى الآن.
٤- إن هذه المفردات غير العربية التى وردت فى القرآن الكريم، وإن لم تكن عربية في أصل الوضع اللغوي فهي عربية باستعمال العرب لها قبل عصر نزول القرآن وفيه، وكانت سائغة ومستعملة بكثرة في اللسان العربي قبيل نزول القرآن، وبهذا الاستعمال فارقت أصلها غير العربي، وعُدَّتْ عربية نطقًا واستعمالًا وخطًّا.
كيف يكون القرآن عربيا مبينا وبه كلمات أعجمية كثيرة؟
يقول الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى بسورة يوسف: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)»: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس; فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان ، فكمل من كل الوجوه.
ويشير السعدي في تفسيره الآية ومن بيانه وإيضاحه: أنه أنزله باللسان العربي، أشرف الألسنة، وأبينها، [المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة ] وكل هذا الإيضاح والتبيين { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ} أي: لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه، وأوامره ونواهيه. فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم واتصفت قلوبكم بمعرفتها، أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه، و{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ}أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية، على أذهانكم،. فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.
