كشفت سلسلة الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران عبر الحدود، على أهداف في سوريا والعراق عن امكانيات جديدة لأسلحتها بعيدة المدى، وذلك من خلال استخدامها الصاروخ خيبر شيكان الموجه بدقة، والمعروف أيضًا باسم صاروخ خيبر بريكر، وهو صاروخ باليستي.
ويعد هذا أول استخدام قتالي للصاروخ، حيث غطى مسافة 1300 كيلومتر ليصل إلى أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا بعد إطلاقه من جنوب غرب إيران، حسبما ذكرت وكالة تسنيم للأنباء.
[[system-code:ad:autoads]]
يمثل إطلاق الصاروخ خيبر شيكان معلما تاريخيا لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، كونه الهجوم الأبعد مدى في تاريخه، كما يتطابق مدى الصاروخ تقريبًا مع المسافة المطلوبة للوصول إلى تل أبيب، مما يثير مخاوف بشأن قدرته على التأثير بشكل مباشر على إسرائيل.
وتؤكد طهران أن صاروخ خيبر-شيكان يبلغ مداه الأقصى 1450 كيلومترًا وتفتخر بقدرته على التهرب من الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ.
ويرتبط تطوير هذا الصاروخ المتطور بالتوترات طويلة الأمد بين إيران وإسرائيل، خصوصا وأن إيران تتعامل تقليدياً مع إسرائيل من خلال جماعات مثل حماس وحزب الله، لكن إدخال خيبر شيكان يشير إلى تحول نحو المزيد من القدرات المباشرة.
ويعترف محللون، مثل فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، بتطور الصاروخ وإمكاناته باعتباره تهديدًا كبيرًا لإسرائيل. ومع ذلك، فإن فعالية الضربة المباشرة على إسرائيل ستعتمد على قدرة إيران على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الهائل، بما في ذلك القبة الحديدية.
وتقدر الولايات المتحدة أن إيران تمتلك أكثر من 3000 صاروخ باليستي من أنواع ومدى مختلف، وبعضها لديه القدرة على الوصول إلى إسرائيل. ويضيف خيبر شيكان بعدًا جديدًا إلى المشهد الجيوسياسي، مما يفرض تحديات على الاستقرار الإقليمي.
وفي تطور ملحوظ، يبدو أن إيران قامت بتزويد حلفائها في اليمن، الحوثيين، بصاروخ خيبر شيكان، وهذا يثير مخاوف بشأن التداعيات الأوسع نطاقا على الصراع في المنطقة، لا سيما في البحر الأحمر، حيث أدت هجمات الحوثيين على الشحن التجاري إلى تعطيل التجارة.
ولم يتم استخدام صاروخ خيبر شيكان في الضربة السورية فحسب، بل أيضًا في هجوم على "مقر تجسس" إسرائيلي مزعوم في شمال العراق. وتؤكد الضربات الصاروخية المتزامنة التي تنفذها إيران على جبهات متعددة نفوذها المتزايد في المنطقة والعواقب المحتملة على الدول المجاورة.