قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن الإنسان لابد أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة فى الأشهر الحرم، لافتا إلى أن من يقول إن الصيام فى الأشهر الحرم بدعة فهو جاهل.
وتابع العالم الأزهري، خلال تصريح له: "سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال من صام يوما فى سبيل الله باعد الله وجه عن النار 70 سنة، وإحنا بنقول الصيام فى الأشهر الحرم بدعة، هذا أمر غير معقول".
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف: "الأشهر الحرم لها مكانة كبيرة عند الله، وأفضل الأعمال الصالحة هو الصيام، والقرآن الكريم أمرنا بالصيام، والعلماء والفقهاء عمرهم ما قالوا الصيام فى رجب مكروه، لكن البعض منهم رأوا أن المكروه هو صيام الشهر كاملا مثل صيام شهر رمضان".
الصيام في رجب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "هل يجوز صيام شهر رجب؟ لأن بعض الناس يذكرون أن تخصيص شهر رجب بالصيام بدعة محرمة، وأن الفقهاء الذين استحبوه -كالشافعية- مخطؤون، وهم قد استندوا في قولهم هذا لأحاديث ضعيفة وموضوعة، فهل هذا صحيح؟
وأجابت دار الإفتاء، بأن شهر رجب من الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله عَزَّ وجَلَّ في مُحكم التنزيل؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]، وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب، كما بينتها السنَّة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وروى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». وهذه الأشهر الحرم هي أشرف الشهور، بالإضافة إلى شهر رمضان، وهو أفضلها مطلقًا. انظر: "حاشية الشرقاوي على التحرير" (1/ 426، ط. دار إحياء الكتب العربية، فيصل الحلبي).