متى أول أيام شهر شعبان 2024؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين مع اقتراب الأسبوع الأول من شهر رجب على نهايته، وقد جاء في فضل صيام شهر شعبان أنه سنة نبوية عظيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه يرفع الأعمال، ولكن متى شهر شعبان 2024، وكم باقي على شهر شعبان 1445 هجريا.
متى أول أيام شهر شعبان 2024؟
يوافق شهر شعبان يوم الحادي عشر من فبراير 2024، وهو الشهر الثامن من السنة الهجرية، ويستمر حتى اليوم العاشر من شهر مارس والذي يوافق الثلاثين من الشهر الثامن 1445 هـ بحسب الحسابات الفلكية.
[[system-code:ad:autoads]]
وقد جاء في فضل شهر شعبان أنه من الأوقات التي فضلها الله –عز وجل – عن الكثير من الأوقات، وفيه ليلة النصف من شعبان ومن الأمثلة على الأوقات المفضلة أيضا شهر رمضان والعشر الأواخر وليلة القدر، والعشرة الأوائل من ذي الحجة وذلك حسب قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-“ ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”[الراوي: عبد الله بن عباس] [المحدث: البخاري]، وفضائل شهر شعبان هي:
ومن أعمال شهر شعبان كثرة الصيام فيه لأن في صيامه ثوابا عظيما، باعتباره سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلك فقد كان يكثر الصيام في شهر شعبان فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:«كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ».
وهو شهر ترفع الأعمال وتعرض على الله -سبحانه وتعالى – ويكون ذلك في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام في شهر شعبان لكي ترفع أعماله إلى الله وهو صائم.
يوجد في شعبان ليلة عظيمة وهي ليلة النصف من شعبان، حيث قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:«إنَّ اللَّهَ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشرِكٍ أو مشاحنٍ».
كيف نستعد لاستقبال شهر شعبان 2024؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في بيان كيف نستعد لاستقبال شهر شعبان 2024: «شهر شعبان شهر مبارك، ففي شهر شعبان ترفع الأعمال إلى الله تعالى، وقد كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى سأله الصحابي الجليل أسامة بن زيد فقال: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [أحمد].
وتابع في جواب: ما السبيل للاستعداد لاستقبال شهر رمضان ووظائف وأعمال شهر شعبان؟ يمكننا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بعدة أمور منها: تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، ومنها :
التدريب على الصيام، والتلاوة، والقيام، والذكر، والدعاء، وغير ذلك من العبادات والطاعات.
وأكد: لعل اتباع هدي النبي ﷺ بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
ولا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} .
ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد].
واختتم: بذكر الله يعان المؤمن على كل ما أراد أن يقبل به على ربه عز وجل، ولا ننسى أن نؤكد على أهمية الإعداد والاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وأن ترك هذا الإعداد يعد من النفاق العملي، لكن من أراد تحصيل شيء استعد له، ومن أراد النجاح ذاكر، فمن أراد أن يغتنم هذا الشهر الفضيل أحسن الاستعداد له، ولقد ذم الله أقواما زعموا أنهم أرادوا أمرا ولكنهم ما أعدوا الله فقال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ}. نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء ورزقنا الله حسن الاستعداد لاستقبال رمضان.