EN
مع بداية الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023 أظهرت الولايات المتحدة دعمها غير المسبوق لإسرائيل من خلال إحضار حاملات الطائرات للمنطقة وتشكيل جسر جوي من المساعدات العسكرية، ووضع خطط عسكرية لإسرائيل لمساعدتها في حربها للاجتياح البري لقوات الاحتلال.
القلق على المصالح الأمريكية
كما أكدت مرارا وتكرارا الولايات المتحدة أن إسرائيل لها حق في الدفاع عن نفسها، وأنه لا وقف لإطلاق النار إلا بتحقق أهدافها، وهي: القضاء على حركة المقاومة حماس، واستعادة الأسرى.
ومع الدعم الكبير لإسرائيل أنقلب الجميع على الرئيس بايدن وانحيازه الاعمى لقوات الاحتلال وهذا جعل أمريكا تدرك عمق فشل إسرائيل الاستخباري والأمني والعسكري، كما رأت أن ترك حكومة متطرفة فيها بن غفير وسموترتش قد يتسبب بنكسة ثانية لقوات الاحتلال، وبالتالي التسبب بضرر بالغ للمصالح الأمريكية.
واعتبرت أيضا الإدارة الأميركية أن توسيع دائرة الحرب، قد يعرض حليفها لهزة استراتيجية أخرى، بما يهز ثقة حلفائها التقليديين بها.
فقد باتت واشنطن تدرك أن الثمن الذي تدفعه لدعمها غير المشروط نتنياهو وحكومة المتشددين أصبح كبيرا وغير محتمل، خاصة مع عدم تقديم الاحتلال أي تصور لما بعد الحرب، كما تطالب بذلك واشنطن.
تصاعد التوتر بين بايدن ونتنياهو
وأفاد موقع أكسيوس، اليوم الإثنين، أن صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ ينفد من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
ووفق "أكسيوس"، فإن إدارة بايدن محبطة من نتنياهو بسبب رفضه لطلبات أمريكية وجهت للحكومة الإسرائيلية.
أغلق الهاتف في وجهه
وأفاد الموقع بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أغلق الهاتف في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال آخر مكالمة بينهما، في دليل جديد على توسع الخلاف بينهما بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن آخر مرة تحدث فيها بايدن ونتنياهو كانت في 23 ديسمبر الماضي، وحدثت فيها الواقعة المذكورة، منوهًا أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلي منذ أكثر من 20 يوماً.
ونقل أكسيوس عن مسئولين أمريكيين، أن بايدن ومسئولين كبارا بإدارته محبطون من نتنياهو، لرفضه طلبات لواشنطن متعلقة بالحرب على غزة.
وأشار الموقع إلى أن هناك أدلة متزايدة على أن بايدن بدأ يفقد صبره تجاه المسئول الإسرائيلي، ومحبط بسبب عدم رغبة نتنياهو في مناقشة وضع غزة بعد الحرب بجدية.
وأوضح أن بايدن يعتقد أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لإدخال المساعدات إلى غزة، كما أنه غاضب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب رفضه الإفراج عن أموال السلطة الفلسطينية.
وبحسب الموقع، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي، نتنياهو أنه يستحيل تنفيذ خطة إسرائيل لغزة بعد الحرب.
وأضاف الموقع الأمريكي أن زيارة بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل، أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض وداخل الوزارة.
والخلافات قائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد من النقاط حول غزة، منها:
- مستقبل القطاع وحماية المدنيين.
- أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية التي ضمنتها اتفاقية أوسلو.
- مرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة.
إسرائيل أضرت بالمصالح الأمريكية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن الخلاف بين بايدن ونتنياهو ليس جديدا ولكن الخلاف مرتبط بمطالبة الرئيس الأمريكي بتغير مكونات الائتلاف واعادة تشكيلة بصورة كبيرة.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أن الخلاف بين نتنياهو وبايدن ربما يكون شخصي ولكنه له خلفية مرتبطة بأمرين عدم وجود توافقات سابقة بين الطرفين، والخلاف حول الترتيبات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية التي يتم العمل عليها في هذا التوقيت، معقبا: فمن المهم ان يتم الإشارة إلى ضرورة مراجعات في هذا السياق.
وتابع: حرب غزة والرئيس بايدن وايضا بلينكن لهم تحفظات وان لم تكن غير معلنه بصرف النظر عن الدعم المباشر للعملية وامتدادها ودرورها اضافة الي رفض اسرائيل لحل الدولتين او استئناف اي اتصالات.
نتنياهو تسبب في هبوط شعبية بايدن
وواصل: ويتزايد الصراع والخلاف بين بايدن ونتنياهو لان نتنياهو تسبب في هبوط شعبية الرئيس الامريكي بصورة كبيرة وهذا إثر على طبيعة العلاقة والحوار الاستراتيجي بين الطرفين ويتمدد الى بعض الاطراف الأخرى مثل الكونجرس ومجلس الشيوخ.
واختتم: بايدن أدرك أن إسرائيل أضرت بالمصالح الامريكية بصرف النظر عن الدعم الاستراتيجي والعسكري الكبير لأنها امور هيكلية.
المطالبة بتغيير حكومة نتنياهو
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي بايدن، إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي "تغيير حكومته" المتشددة، بعدما باتت تل أبيب "تفقد دعم المجتمع الدولي، نتيجة للقصف العشوائي" في غزة الذي يعاني تحت وطأة أزمة إنسانية فادحة.
وكان كشف استطلاع للرأي أن ثقة الجمهور الإسرائيلي بالانتصار في الحرب تراجعت إلى 61% لافتا إلى أن ثقة المواطنين بحكومة نتنياهو الائتلافية انخفضت أيضا إلى 5.
وترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 23968 شهيدا و60582 إصابة منذ "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.
