هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء يبطلها ؟ ، لعلهمن أهمما ينبغي معرفته حيث إن صلاة العشاء هي آخر صلوات الفريضة المكتوبة ، وكذلك الحال لكل ما يتعلق بها من أحكام مثل أفضل وقت لأدائها، وكيفيتها، وعدد ركعاتها، وهو ما يطرح السؤال عن هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء يبطلها ؟، لما لها من فضل عظيم، لذا لا ينبغي التهاون أو الاستهانة بأي من أحكامها، فإذا كانت صلاة العشاء من المعلومات فلا تزال هناك أمور مخفية عنها لا يعرفها الكثيرون ، منها هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء يبطلها أو يلزم سجود السهو؟.
هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء
قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الفقهاء مختلفون في مدى الإلزام بالجهر في الصلاة الجهرية، والإسرار في الصلاة السرية، فيرى المالكيةُ والحنابلةُ أنَّ الجهرَ في الصلاةِ الجهريةِ والإسرار في الصلاة السريةِ، سنةٌ للإمامِ والمأمومِ، ووافقهم على ذلكَ الشافعيةُ في الإمامِ دونَ المأمومِ، فالجهرُ عندهم سنةٌ للإمامِ، ومن الهيئاتِ للمأمومِ؛ قال العلامة الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 275، ط. دار الفكر): [منْ سُنَنِ الصلاةِ: الجهرُ فيما يُجْهَرُ فيه؛ كَأُولَتَيِ المغربِ والعشاءِ، والصبحِ، والسرُّ فيما يُسرُّ فيهِ كالظهرِ والعصرِ وأخيرتيِ العشاءِ] اهـ.
وأوضحت " الإفتاء" في مسألة هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء يبطلها أو يلزم سجود السهو ؟، أنهقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "الإقناع" (1/ 142-143، ط. دار الفكر): [(وهيئاتُ الصلاةِ) جمع هيئةٍ، والمرادُ بها هنا ما عدا الأبعاض من السننِ التي لا تُجبر بالسجودِ، وهي كثيرةٌ، والمذكورةُ منها هنا: (خمسة عشر خصلة).. الخامسةُ: (الجهرُ) بالقراءةِ (في مَوْضِعِهِ)؛ فيُسَنُّ لِغَيرِ المأمومِ أنْ يَجْهَرَ بالقراءةِ في الصبحِ، وَأُولتَيِ العشاءين، والجمعةِ، والعيدين، وخسوفِ القمرِ، والاستسقاءِ، والتراويح، ووتر رمضان، وركعتي الطوافِ ليلًا أو وقتَ الصبحِ، (والإسرارُ) بها (في موضعهِ)] اهـ.
وأشارت إلى أنه قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 25، ط. مكتبة القاهرة): [وجملةُ ذلكَ أنَّ الجهرَ والإخفاتَ في موضعهما منْ سُنَنِ الصلاةِ، لا تَبْطلُ الصلاةُ بتركهِ عمدًا] اهـ، وذهب الحنفيةُ إلى القولِ بأنهُ يجبُ على الإمامِ مراعاةُ صفةِ القراءةِ من الجهرِ والمخافتةِ؛ قال العلامة السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 222، ط. دار المعرفة): [مراعاةُ صفةِ القراءةِ في كلِّ صلاةٍ بالجهرِ والمخافتةِ واجبٌ على الإمامِ] اهـ.
ورد في هل الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء يبطلها ؟ أن الجهر بالقراءة في الركعتين الأخيرتين من العشاء، أو الأخيرة من المغرب، وكذلك في الصلوات السرية، لا يشرع، ولكنه لا يبطل الصلاة، ولا يوجب سجود السهو؛ لكون الإسرار والجهر في موضعه مستحبًّا، قال النووي في شرح المهذب: لَوْ جَهَرَ فِي مَوْضِعِ الْإِسْرَارِ، أَوْ عَكَسَ، لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، وَلَا سُجُودَ سَهْوٍ فِيهِ، ولكنه ارتكب مَكْرُوهًا، هَذَا مَذْهَبُنَا، وَبِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ، وَأَحْمَدُ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ. وَقَالَ مَالِكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو حنيفة، وإسحاق: يَسْجُدُ لِلسَّهْوِ. دَلِيلُنَا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ: وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا ـ وَهُوَ صَحِيحٌ كَمَا سَبَقَ.
و ورد فيه أنه جاء في المغني لابن قدامة مع مختصر الخرقي: قوله: أو جهر في موضع تخافت، أو خافت في موضع جهر، وجملة ذلك أن الجهر والإخفات ـ في موضعهما ـ، من سنن الصلاة، لا تبطل الصلاة بتركه عمدًا. انتهى. وهذا الحكم في حالة كون الفعل على وجه الخطأ، والنسيان، وهو كذلك إذا كان على جهة العمد، عند الجمهور، وفي قول عند المالكية بأن التعمد يبطلها، ففي الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: وأما لو جهر في محل السر، أو أسر في محل الجهر عمدًا، فقيل: يستغفر الله، ولا تبطل صلاته، وقيل: تبطل.
حكم من نسي الجهر في الصلاة
ورد أن الصلوات المفروضة منها السرية وهى الظهر والعصر، ومنها الجهرية وهى المغرب والعشاء والفجر، ويستحب للمسلم أن يسر فى الصلاة السرية وأن يجهر فى الجهرية سواء كان إماما أو مأموما، وليس معنى الجهر هو تعلية الصوت بشكل يسمع من خارج البيت ولكن بصوت يسمع نفسه.
و ورد أن المصلى لو جهر بصوته فى الصلاة السرية متعمدا فلا يبطل هذا صلاته، وليس له أثر عليها لكنه فعل شيئا ليس مستحبا فى الصلاة ولا يتطلب ذلك سجدتين سهو ولكنه ينقص من أجرها.
حكم ترك الجهر في الصلوات الجهرية
ورد أن الجهر في صلاة الفجر والمغرب والعشاء واجبة ولا يمكن الصلاة فيها بالسرية اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام، والعلماء اختلفوا حول ما إذا تعمد الإمام ترك الجهر في الصلاة الجهرية، فالفريق الأول أقر بجوازها ولكن استند إلى أحاديث ضعيفة لا يعمل بها، وفريق آخر أقر بعدم جوازها وهذا هو الرأي الأرجح، حيث استند هذا الفريق إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها جهرية، فالأفضل اتباع السنة في مثل هذه الحالة لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
و جاء أنه في حالة ما إذا صلى الشخص منفردا، فله مطلق الحرية أن شاء صلاها جهرية أو سرية، ففي حالة ما إذا نسي المصلي الجهر في الصلاة الجهرية فله أن يسجد للسهو أو لا يسجد لأن عدم الجهر لا يبطل الصلاة وبالتالي صلاته صحيحة.
صلاة العشاء جهرا ام سرا
ورد أنه تعد صلاة العشاء من الصّلوات المكتوبة الرُّباعيّة، وعنصلاة العشاء كم ركعة جهرًا ، فإنالجهر بالقراءة فيها يكون في الرّكعتين الأُولَيَين، كما يجب أن يتحقّق المصلي من توفّر الشّروط اللازمة لصحّة صلاته، وتكون الركعتين الآخرتين سرًا.
وورد أنه يجهر بها المصلّي في أوّل ركعتين منها، ويُسِرُّ في الرّكعتين الأخيرتين؛ سواءً كان إمامًا أو مُنفرِدًا، ويفصل بين ركعاتها الأربع بتشهُّدٍ أوسط بعد أن يصلّي ركعتين؛ حيث يجلس بعد نهاية السّجود من الرّكعة الثانية، ثمّ يُتِمّ الصّلاة حتّى يصل إلى الرّكعة الرّابعة، ثمّ يجلس للتشهُّد الأخير، ثمّ يسلّم.
صلاة العشاء كم ركعة
تعد صلاة العشاء هي إحدى الصلوات الخمس المفروضة، وعدد ركعاتها أربع، أمّا بالنسبة لسنّة صلاة العشاء فهي ركعتان مؤكدتان بعد الفريضة، و تُؤدّى صلاة العشاء في الحضر -أي إذا كان الإنسان مقيمًا في بلده- أربع ركعات كاملة، في حين إذا كان مسافرًا فله قصرها على ركعتين، وجمعها مع صلاة المغرب جمع تقديم أو جمع تأخير بحيث يختار الأيسر له.
وقد أجمع العلماء على أنّ صلاة العشاء أربع ركعاتٍ؛ فهي من الصّلوات الرُّباعيّة، مثل: الظُّهر، والعصر، وهي صلاةٌ ليليّةٌ؛ تُؤدّى في الليل، وصلاةٌ جهريّةٌ.
صلاة العشاء
ورد أنهعندما فُرِضت الصّلاة في السّماء السّابعة، جاءت فرضيّتها على أنّها خمسون صلاةً، ثمّ خفّف الله على عباده لتصبح خمسًا في العمل، وخمسين في الأجر، وقد وُزِّعت الصّلوات على أوقات النّهار والليل؛ لتشملها ابتداءً من الفجر، حتّى آخر أوقات اليوم؛ وقت صلاة العشاء، بعد غياب الشّفق الأحمر، ولأنّ صلاة العشاء من الفرائض الخمس؛ فإنّ أداءَها واجبٌ على كلّ مسلمٍ، وهي صلاةٌ رباعيّة تتكوّن من أربع ركعاتٍ.
أفضل وقت لأداء صلاة العشاء
يعد أفضل وقت لأداء صلاة العشاء وذلك إذا لم يَشقَّ على الناسِ، وهو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقول لمالكٍ، وقولٌ للشافعيِّ، وبه قال أكثرُ أهلِ العِلم، واختارَه ابنُ حَزمٍ، والشوكانيّ، حيث وردعن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ، قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: «... وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها...» وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ».
وقد رويأهل العلم اختلفوا في آخر وقت يُصلي فيه الشخص العشاء حاضرًا، بحيث تكون صلاة العشاء بعد هذا التوقيت «قضاءً»، فمنالعلماء من قال إن وقت صلاة العشاء ممتد إلى آخر ثلث الليل الأول، ومنهم من قال إلى نصفه، ومنهم من قال إلى طلوع الفجر الصادق الذي منه بدء الصوم، وهذا هو الراجح، وعليه الفتوى، وأن صلاة العشاء تكون أداء إذا أديت قبل أذان الفجر، فإذا أذن للفجر، فقد خرج وقتها اتفاقا، وهي بعد ذلك قضاء.
وقت صلاة العشاء الشرعي
ورد أن الفقهاء قسموا وقت العشاء إلى خمسة أوقات،أولها مِن غروب الشَّفَق الأحمر (يعني بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة)، وثانيها وقت الجواز ويبدأ من الأذان،وثالثها وقت الوجوب، وهو عند منتصف الليل، وفيه يجب على الإنسان أن يُصلي العشاء ما لم يكن لديه عذر، ورابعًا يمتد وقت العشاء إلى قبل الفجر.
وجاء فيه بخصوص تأخيرصلاة العشاء بعد منتصف الليل يُعرض الإنسان للملامة الشرعية،حيث إنمن يؤخر العشاء عن الثانية عشرة بمنتصف الليل بدون عذر يكون كأنه يرتكب خلاف الأولى، ويكون فعله غير لائق ويقع عليه ملامة شرعية".
فضل صلاة العشاء
1- وهي من أحبّ الصّلوات.
2- صلاة العشاء أكثرها أجرًا.
3- وجاء في الحديث الصّحيح قول المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى صلاةَ العشاءِ والصُّبحِ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ ليلةٍ، وقالَ عبدُ الرَّحمنِ: من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ نِصفِ ليلةٍ، ومن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ كَقيامِ ليلةٍ)، ويدلّ ذلك على أفضليّة صلاة العشاء ومكانتها؛ فأداؤُها جماعةً يقوم مقام قيام نصف الليل، ومعلومٌ أنّ قيام الليل له من الفضل والأجر ما له.
4- الدعاء بعدها مستجاب ، لأنها من الصلوات المكتوبة.