محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية، والتى تمتلك عبر التاريخ والعصور مشروعات قومية وتنموية عملاقة.
وبمناسبة العيد القومى الـ 53 لمحافظة أسوان نستعرض عبر منصة " صدى البلد " الحديث عن أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، وهو مشروع السد العالى.
السد العالى
وقال الحاج محمد يوسف أحد أبناء بناة السد العالى فى حديثة عن مشروع السد العالى بأنه يجسد حكاية شعب وملحمة المصريين لكل من شارك فى بناء السد العالى، وتحديهم للغرب فى استكمال هذا المشروع، بعد أن رفض البنك الدولى تمويل المشروع، وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الاستعانة بسواعد المصريين والخبرة السوفيتية لإنجاز مشروع السد.
ويمثل السد العالى ملحمة شعب تفوق على نفسه من خلال إرادة صلبة استطاعت أن تبنى سد هو الأعظم فى القرن العشرين والحادى والعشرين يحمى مصر من فترات الفيضانات والجفاف المنخفضة ويخزن خلفه أكبر بحيرة صناعية.
ومشروع السد العالى جاء تنفيذه بمبادرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأعطى إشارة البدء للعمل فى هذا المشروع القومى العملاق الذى يعتبر بمثابة ملحمة وطنية يحتفل بها المصريون كل عام، عندما وضع حجر الأساس له فى التاسع من يناير عام 1960، حيث بناه المصريون بعرقهم وجهدهم، وبعد 4 سنوات تم الانتهاء من بنائه، وتم تغيير مجرى نهر النيل للسد العالى، ثم تم افتتاحه فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى 15 يناير 1971.
فيما قال إبراهيم محمد حامد، أحد شهد عيان ملحمة بناء السد العالى، والذى بلغ من العمر 81 سنة، بأنه التحق بالعمل فى السد العالى قبل تحويل مجرى النيل سنة 1964، وكان يعمل مسعف فى موقع العمل بالسد وتم تخصيص كشك إسعاف له فى منطقة القناة الأمامية التى تحتوى على 12 توربين، وكان يعالج المرضى والمصابين من عمال السد، وكان يتابع حماسهم وهمتهم فى العمل وإصرارهم على استكمال المشروع حتى وبعضهم فى جراحه وتعبه.
وأضاف أن ميدان العمل كان لا يتوقف عن الحركة، الكل يعمل على مدار 12 ساعة متواصلة، ويقسم العمل ورديات بين العاملين، الذين واصلوا الليل بالنهار دون توقف، حتى استكملوا بناء السد وقهروا كل الظروف والصعوبات وصنعوا المستحيل بأيادى مصرية وخبرة روسية، وواجهوا بذلك تحكم الاستعمار الغربى بعد أن رفض البنك الدولى تمويل السد.
وأوضح أن العمالة المصرية كانت متنوعة ما بين: "لحام وميكانيكى وخرام وسائقين وفنيين كهرباء وسباكين" وغيرهم، وأن جميع العمال يتجمعون فى فترات انتهاء العمل ويسهرون مع بعض يغنون ويطربون ويسلون أنفسهم، خاصة فى ظروف ترك كثير منهم لأهله وأولاده وسفرهم إلى أسوان للمساهمة فى هذا المشروع القومى لمصر.
حكاية شعب
وأشار إلى أنه رغم العمل فى هذه الظروف الصعبة إلا أن الروح المعنوية كانت مرتفعة والهمة كانت عالية لشعور العمال وسعادتهم بالمشاركة فى إنجاز عمل كبير لمصر يفيد المصريين فى الوقت الحالى وأجيال المستقبل، وهذه هى الأسباب التى كانت الدافع الأكبر والمحفز الرئيسى لإنهاء أعظم مشروع فى مصر والشرق الأوسط.
بينما اشار فخرى أحمد حماد، 80 سنة، يصف نفسه بأنه ابن السد العالى" فهو شهد مشروع السد فى كل مراحله من بدايته حتى انتهاءه، والتحق بالعمل فى مشروع السد العالى عام 1960، وكان يتعامل مع معدات العمل والحفر فى السد، وجئت إلى أسوان بأسرتى وأبنائى وكانوا صغار وكنت أحكى لهم عن أمجاد زملائى فى العمل بمشروع مصر القومى، وكان نتقاضى 7 جنيهات فى الشهر، إلا أن روح العزيمة على استكمال مشروع قومى لمصر والمصريين كانت المحفز الأكبر.