أثر انخفاض زراعة القصب في مصر وعلى صناعة السكر من القصب رغم وجود البديل وإنتاج السكر من البنجر.. وقد وصلت مصر لنسبة تصل إلى 85% من الاكتفاء الذاتي من السكر بعد التوسع في زراعة بنجر السكر إلا أن تراجع زراعات السكر دفع اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية باتخاذ قرار بإيقاف خطوط إنتاج السكر من مصنع أبو قرقاص في المنيا من قصب السكر والاكتفاء بتشغيل خطوط الانتاج من بنجر السكر.
[[system-code:ad:autoads]]
ووفقًا لتصريحات اللواء عصام البديوي، فإن زراعة القصب انخفضت بشكل كبير في الفترة الماضية، وتحديدًا في محافظة المنيا، رغم أن محافظة المنيا كانت تنتج سنويًا 950 ألف طن وكان مصنع أبو قرقاص يستقبل 750 ألف طن من القصب سنويًا حتى عام 2020، ولكن في العام الماضي استقبلوا فقط 90 ألف طن، مما تسبب في خسائر بلغت 112 مليون جنيه.
وأضاف أنه بسبب هذه الخسائر وتقليص المساحة المزروعة بالقصب وتراجع التوريد، تم اتخاذ قرار بإيقاف خطوط إنتاج السكر من القصب والاعتماد بدلاً من ذلك على البنجر مشيرا إلى أن تراجع كميات التوريد ليس السبب الوحيد في تراجع المساحات المزروعة بالقصب، بل يعود أيضًا إلى ارتفاع أسعار القصب بسبب تجار العسل الأسود الذين رفعوا أسعاره بشكل كبير.
واقترح أيضًا وقف تصدير العسل الأسود لمدة 4 أشهر لتستقر أسعار القصب ولا تشتعل المنافسة عليه بين صناع السكر وتجار العسل الأسود.
وفي بيان للديوان العام، أعلنت محافظة المنيا عن توجيه شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا، "مصانع سكر أبو قرقاص الجديدة"، بتوريد محصول القصب المتعاقد عليه إلى مصانع سكر جرجا بمحافظة سوهاج، وذلك بدءًا من الإثنين المقبل مع تحمل الشركة كافة مصاريف النقل بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها وعدم كفايتها لتشغيل المصنع بكامل طاقته.
أسباب رئيسية وراء انخفاض زراعة القصب في مصر
1. نقص المياه: يُعتبر نقص المياه والتحديات المائية أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على زراعة القصب في مصر نظرًا لتزايد الطلب على المياه في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والصناعة والسكان، تم تقليص حصص المياه المخصصة للزراعة، مما أدى إلى تقليل المساحات المزروعة بالقصب.
2. التغيرات المناخية: تأثرت مصر بشكل عام بالتغيرات المناخية، بما في ذلك التقلبات في نمط وكمية الأمطار وزيادة درجات الحرارة هذه التغيرات المناخية تؤثر على نمو النباتات وتتطلب تكييفات وتقنيات زراعية خاصة لزراعة القصب.
3. عوامل اقتصادية: تأثرت زراعة القصب في مصر ببعض العوامل الاقتصادية، مثل تكلفة إنتاج القصب وحاجة المزارعين للاستثمارات الكبيرة في الأراضي والمعدات الزراعية فقد يتردد بعض المزارعين في زراعة القصب بسبب العائد المالي المحدود أو صعوبة الحصول على تمويل لتطوير الأراضي وتحسين الإنتاجية.
4. المنافسة: يواجه مزارعو القصب في مصر منافسة من صناعات أخرى، مثل صناعة السكر من البنجر كما ان بعض المزارعين قد يفضلون تحويل المساحات المزروعة بالقصب إلى محاصيل أخرى ذات ربحية أعلى أو أقل تحديات.
5. زيادة تكلفة الإنتاج: يعاني مزارعو القصب في مصر من زيادة تكلفة الإنتاج، مثل تكاليف الأسمدة والمبيدات والوقود والعمالة فقد يكون ذلك عاملاً يدفع بعض المزارعين للتحول إلى محاصيل أخرى ذات تكاليف إنتاج أقل.
جهود الدولة لتعزيز زراعة قصب السكر في مصر
هناك جهود مبذولة لتعزيز زراعة القصب في مصر وتخفيف التحديات التي تواجهها وزارة الزراعة والري في مصر تعمل على تنفيذ عدة إجراءات وبرامج لتعزيز زراعة القصب وتحسين إنتاجيتها. ومن بين هذه الجهود:
1. مشروعات الري: تم توجيه الاهتمام لتحسين نظام الري وزيادة كفاءته، وذلك من خلال تطوير مشروعات الري المائي وتوفير مصادر المياه للأراضي المخصصة لزراعة القصب.
2. التكنولوجيا الزراعية: يتم تشجيع استخدام التكنولوجيا الزراعية المتقدمة والتقنيات الحديثة لتحسين إنتاجية القصب وتخفيف تأثير التحديات المناخية. وتشمل هذه التقنيات استخدام الري الحديث ونظم الري بالتنقيط والتحكم في الرطوبة والتحكم في الأعشاب الضارة.
3. التوعية والتدريب: تُقدم وزارة الزراعة والري التوعية والتدريب للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية وتطبيق التقنيات الحديثة في زراعة القصب. يهدف ذلك إلى تعزيز معرفتهم ومهاراتهم في إدارة المزارع وتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية.
4. البحث والتطوير: يتم تنفيذ برامج البحث والتطوير لتطوير سلالات جديدة من القصب ذات إنتاجية عالية ومقاومة للتحديات البيئية والمرضية. تهدف هذه الجهود إلى تحسين جودة القصب المنتج وزيادة كفاءة الإنتاج.
5. الدعم المالي: تقدم الحكومة المصرية دعمًا ماليًا ومساعدات للمزارعين لتشجيع زراعة القصب وتخفيف الأعباء المالية عنهم. يشمل ذلك توفير التمويل والقروض بشروط ميسرة، وتقديم المساعدات الحكومية المباشرة لتعزيز إنتاجية القصب.
هذه الجهود تهدف إلى تعزيز زراعة القصب في مصر وتخفيف التحديات التي تواجهها، وتعزيز دورها في صناعة السكر وتوفير فرص العمل وتحسين الدخل للمزارعين.