في سلسلة من الاغتيالات المستهدفة، أثارت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان مخاوف بين الدبلوماسيين، مما يشير إلى تصعيد خطير محتمل في الصراع الحدودي المستمر منذ ثلاثة أشهر، وفقًا لمصادر تحدثت إلى صحيفة الجارديان.
يأتي مقتل اثنين من قادة حزب الله مؤخراً في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر. ويحذر دبلوماسيون من أن هذه الاغتيالات المستهدفة قد تمزق التفاهم الدقيق بين الجانبين بشأن ما يشكل تصعيدا خطيرا.
أدى صاروخ موجه أطلق من لبنان يوم الأحد إلى مقتل امرأة تبلغ من العمر 76 عاما وابنها البالغ من العمر 40 عاما في شمال إسرائيل. وقع هذا الحادث بعد ساعات من ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين مدججين بالسلاح كانوا يحاولون الدخول من لبنان.
رغم أن إسرائيل استهدفت تاريخيا أعضاء الجماعات الفلسطينية، فضلا عن الشخصيات الإيرانية الرئيسية، فقد امتنعت عن استهداف شخصيات بارزة في حزب الله بشكل مباشر في ضربات استخباراتية منذ حرب لبنان عام 2006. وقد لفت التحول الأخير، الذي اتسم بمقتل وسام الطويل، القائد الكبير في قوة الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله، وقائد آخر في حزب الله، هو علي حسين برجي، الانتباه إلى قدرته على تغيير ديناميكيات الصراع.
كشف مقتل الطويل، على وجه الخصوص، عن التحدي الذي يواجه حزب الله، حيث يعتبر بعض القادة أكثر أهمية للمنظمة ويصعب استبدالهم بسهولة. ويشير المراقبون إلى أن هذا يمثل انطلاقة جديدة في الصراع، مما يثير مخاوف بشأن نمط محتمل من الاغتيالات يمكن أن يضغط على ضبط النفس الحالي.
يرى مكرم رباح، الأستاذ المساعد في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن رسالة إسرائيل في هذه الضربات واضحة: يمكنها استهداف الشخصيات الرئيسية المسؤولة عن الهجمات الصاروخية. وزادت الاغتيالات الأخيرة من المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا، فيما تكافح الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.