تردد اسم محور فيلادلفيا، على مدار الأسابيع الماضية، في الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة، مُعلنه هدفها بالقضاء على حركة حماس، ومع تضخم الاشتباكات في القطاع المُحتل، عادت الخطة الإسرائيلية للاستيلاء على محو فيلادلفيا الحدودي مع مصر إلى الواجهة مرة أخرى، مع إعلان مسئول عسكري إسرائيلي أن بلاده تحتاج إلى السيطرة على الحدود هناك لدوافع أمنية.. فما التفاصيل؟
نتنياهو: محور فيلادلفيا ينبغي أن يكون تحت سيطرة إسرائيل
كان رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح في مؤتمر صحفي، في وقت سابق، بأنه يتعين على إسرائيل أن تسيطر بشكل كامل على المحور، لضمان نزع السلاح من المنطقة، مضيفًا:
«محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن يكون تحت سيطرتنا، يجب إغلاقه.. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه».
سر إصرار إسرائيل على السيطرة على محور فيلادلفيا
يعتبر محور فيلادلفيا نقطة التقاء الحدود بين مصر وغزة وإسرائيل، بجانب كونه منطقة استراتيجية أمنية تخضع لاتفاقية ثنائية بين مص وإسرائيل، وظلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تسيطر على المنطقة « د » من المحور لمدة تقارب الـ 26 عام، قبل أن تعلن انسحابها من قطاع غزة منتصف أغسطس عام 2005، وتسمليها إلى السلطة الفلسطينية بإشراف مراقبين من الاتحاد الاوروبي، على أن تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري لها على طول الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر في المرحلة الأولى، وذلك لتوفير الحماية الأمنية على أن يكون إخلاء المنطقة مشروطًا بالواقع الأمني والتعاون المصري في التوصل إلى اتفاق.
وفي 7 أكتوبر من العام الماضي، أصبح محور فيلادلفيا محور اهتمام الجميع، كونه أحد أهم المناطق الاستراتيجية التي يحاول الكيان الصهيوني استهدافها، في محاولة منه لعزل قطاع غزة، حيث قام بتوجيه عدة ضربات جوية متكررة، بزعم تدمير الأنفاق، وسط تحذيرات مصرية متكررة بعد تجاوز الخط الأحمر، وكان أحد أبزر تلك الضربات في ديسمبر الماضي، عندما شنت قوات الاحتلال هجومًا على طول الحدود بين مصر وغزة، بزعم تدمير الأنفاق التي تستخدمها حركة المقاومة الفلسطينية حماس لتهريب الأسلحة.
في نفس الوقت ترفض مصر وجود أي قوات إسرائيلية بمحور فيلادلفيا للحدود المصرية، حيث لا يحق للاحتلال وفقًا لإتفاقية كامب ديفيد مخالفة الترتيبات الأمنية القائمة دون موافقة مصر، التي أكدت تدمير جميع الأنفاق التي كانت تستخدم للتهريب بينها وبين القطاع.
ما لا تعرفه عن محور فيلادلفيا
يمتد محور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، على شريط الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويتمد من البحر المتوسط شمالاً إلى معبر كرم أبو سالم جنوبًا بطول 14 كيلو مترًا.
يرجع إنشاء محور فيلادلفيا على إثر معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر والاحتلال الاسرائيلي عام 1979م، حيث نصت المعاهدة على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بين الطرفين، على أن تخضع المنطقة الحدودية التي تقع على الأراضي الفلسطينية، والتي أطلق عليها « د » لسيطة قوات الاحتلال، فيما يمنع وجود أي قوات مسلحة مصرية على الأراضي المصرية المتأخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها «ج »، والاكتفاء بوجود شرطة مدنية بأسلحة خفيفة.
تنشر مصر عددًا محدود من القوات على جانبها من محور فيلادلفيا، لمنع عمليات التسلل والتهريب، وفي الآونة الأخيرة انتشرت تقارير صحفية عن خطة إسرائيلية لبناء جدار تحت الأرض في منطقة المحور.