قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إنه عندما تم البدء بتنفيذ منظومة بناء مدن الجيل الرابع منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، أثيرت تساؤلات عديدة عن سبب اللجوء لبناء هذه المدن الجديدة،
وعقب الدكتور مصطفى مدبولي: نُشيد هذه المدن لأبنائنا وأحفادنا؛ حتى يجدوا مكانا صحيحا يعيشون فيه، مضيفا: إننا ونحن في قلب مدينة العاصمة الإدارية الجديدة فلا بد من الإشارة إلى أن الدولة تعمل على محورين في هذا الصدد، تطوير العمران القائم الذي كان مهملا وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمحور الثاني نبني لمستقبلنا حتى لا تتكرر نفس المشكلة التي نعاني منها حاليا.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته في احتفالية تسليم ٣ ابراج بالعاصمة الادارية إلى أن المشروع عندما بدأنا تخطيطه كان الهدف هو أن ننشئ منطقة مركزية، شارحا سبب اللجوء إلى ذلك، بأنه في أي مدينة كبرى في العالم، يتم تخصيص مركز المدينة أو قلب المدينة كمقار للشركات العالمية والمحلية والمناطق التجارية والمباني الإدارية، بالإضافة إلى تخصيص جزء من هذه المباني للأغراض السكنية، وهذه المناطق تكون هي العلامة المميزة لأي مدينة جديدة، ولذا كان هناك حرص على الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية؛ حيث تمت الاستعانة بأكبر المكاتب العالمية المحلية والأجنبية، وتمت الاستعانة بأفضل الشركات في العالم التي تنفذ مثل هذه المشروعات والأبراج.
ووجه الشكر للشركة الصينية التي قامت بتنفيذ منظومة العمل بمنتهى الاحترافية، ونحن لا ننكر الخبرات التي لمسناها في هذه الشركة ونقلناها عنهم، لكن الأهم في هذا الشأن هو أن الأبراج تم تنفيذها بأياد مصرية، وشركات مصرية عملت كتحالف مع الشركة الصينية، ولذا فقد انتقلت إليهم خبرات هائلة من خلال هذا المشروع تمكن شباب المهندسين والفنيين المصريين من تنفيذ مثل هذه النوعية من المشروعات سواء في مصر أو خارجها خلال الفترة المقبلة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه مع تشغيل هذا المشروع، سيتم توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب المصري في مقرات الشركات وفي أعمال الإدارة للعديد من الأماكن ومنها المناطق التجارية والترفيهية؛ بحيث تُسهم تلك الفرص في خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
وأضاف: أردتُ أن أبدأ بهذه المقدمة، لدحض تشكيك العديد من الأشخاص في هذا المشروع العملاق، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيدهم أنه لن يُكتب له النجاح، مشيراً في هذا الصدد إلى أن معظم مدن العالم تنفذ مشروعات عملاقة لإنشاء مدن أو عواصم إدارية جديدة، بما في ذلك الصين التي تنفذ اليوم حياً إدارياً جديداً داخل عاصمتها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن مشروع العاصمة الإدارية لمصر استشراف للمستقبل؛ حيث تضخمت القاهرة القديمة بصورة كبيرة ما جعل من الضروري الخروج بالأنشطة الإدارية والحكومية للخارج وجذب التنمية المستقبلية لأماكن أخرى. وذلك ما استهدفه إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال: كي لا تتكرر أخطاء المدن الجديدة السابقة في العاصمة الإدارية وفقًا لآراء الخبراء -من حيث إنشاء المدينة ثم التخطيط بعد ذلك لربطها بالمدن القديمة- فقد تم الاهتمام منذ اليوم الأول بربط العاصمة الإدارية بالقاهرة وباقي مدن الجمهورية من خلال شبكة متطورة جدًا من وسائل النقل الحديثة، مُشيرًا إلى القطار الكهربائي فائق السرعة، والقطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والأتوبيسات التي تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى شبكة من الطرق العملاقة تربط بدورها العاصمة الإدارية بكل مكان في مصر.
وتابع: بعد الانتهاء من ذلك الحدث سأعود إلى مكتبي في العاصمة الإدارية بالحي الحكومي الجديد الذي أضحى يضم 50 ألف موظف ينتقلون بمنتهى السلاسة من وإلى الحي الحكومي، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم انتقل للسكن داخل العاصمة الإدارية أو حتى في المدن القريبة منها، وبذلك نكون قد بدأنا وضع لبنات النجاح لنقل السكان والموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأضاف رئيس الوزراء أنه مع كل هذه المشروعات، تم الانتهاء من تسكين المرحلة الأولى لإسكان الموظفين، بواقع ما يقرب من 10 آلاف وحدة سكنية في مدينة بدر الملاصقة للعاصمة الإدارية الجديدة. وسيتم تسليم المرحلتين الثانية والثالثة في غضون الفترة القليلة القادمة.
وأشار مدبولي في هذا الإطار إلى أول حي سكني تم إنشاؤه في العاصمة الإدارية الجديدة R3، موضحًا أن أكثر من 24 ألف وحدة سكنية في الحي، بمختلف المستويات، تم بيعها بالكامل تقريبًا.
وقال: إذا تم اعتبار أن متوسط عدد الأسرة القاطنة للوحدة الواحدة يبلغ نحو 4 أفراد، فذلك يعني أن حوالي 100 ألف مواطن مصري ينتقلون لذلك الحي.
وتابع: أسرد كل تلك النقاط لتوضيح أن التفكير والتخطيط للمستقبل بناءً على أسس صحيحة يُفضي إلى النجاح.
ونوّه الدكتور مصطفى مدبولي، بمنظومة إدارة العاصمة الإدارية، مؤكدًا أنه منذ اللحظة الأولى أوضحنا أننا نريد إدارتها بفكر القطاع الخاص؛ لذلك تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية الجديدة، لافتًا إلى أن الإنفاق على المشروع لم يكن من خزانة الدولة، بل على العكس من ذلك تم تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية بنفس نهج شركات التطوير العقاري العملاقة في العالم والتي تشهد نجاحًا؛ لذا أنشأنا شركة لإدارة العاصمة الإدارية الجديدة، وشهد العام المالي الماضي للشركة أرباحًا تجاوزت 20 مليار جنيه ما يؤكد أنه مشروع ناجح.
وأشار مدبولي إلى أنه عادة كانت أي مدينة جديدة تستغرق على الأقل 20 عامًا حتى تصبح نابضة بالحياة، وهنا أقول لحضراتكم تقديري -باعتبار هذا من صميم عملي- إنه خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر سنجد هذه المدينة نابضة بالحياة ويقطنها مئات الآلاف.