فضل شهر رجب والاعمال المستحبة فيها، يعد شهر رجب من الشهور التي لها أفضلية عن غيره من الشهور خاصة وأنه من الأشهر الحرم الأربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، وحرم الله عز وجل في هذه الشهور القتال والظلم فكان لايسمع فيه صوت سيف احتراما لهذا الشهر الكريم قال تعالى "إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم..سورة التوبة : 36 وقال تعالى: بعد هذه الآية (فإذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُم فاقْتُلُوا المُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُموهُمْ) (سورة التوبة : 5) .
فضل شهر رجب
من فضائل شهر رجب أنه بالإضافة إلى كونه أحد الأشهر الحرم فهو شهر ندب فيه الصوم، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث الشريف ما رواه أبو داود من مُجيبة الباهليّة عن أبيها أو عمِّها أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له ـ بعد كلام طويل ـ “صُمْ من الحُرم واتركْ” ثلاثَ مرّات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمّها وأرسلها والظّاهر أن الإشارة كانت لعدد المرّات لا لعددِ الأيّام.
ويستحب في شهر رجب الإكثار من العمل الصالح لأن العمل الصالح في هذا الشهر العظيم مثل الصيام وقيام الليل والذكر والمحافظة على السنن والرواتب.
ومن الأحاديث الواردة في فضل شهر رجب أن أول ليلة من شهر رجب مستجاب فيها الدعاء وفي الحديث إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (غافر: 60)، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ كما أن هناك عدد من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام، وهي الحرص على الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.
واغتنام العبادة في هذه الأشهر، وأبرزها الصيام والصلاة، وترك الظلم خاصة في شهر رجب وباقي الأشهر الحرم، و الإكثار من إخراج الصدقات والاستغفار قراءة القرآن.
الدعاء في شهر رجب
الدعاء في شهر رجب، خص الله عز وجل شهر رجب بأن أول ليلة فيه يستجاب فيه الدعاء ، لذا يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء في أوله والحرص على الصيام والصلاة والاستغفار، وفي شهر رجب وقعت أكبر معجزة في التاريخ وهي رحلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى أنه في شهر رجب وقعت في العديد من الانتصارات حيث استطاع صلاح الدين تخليص الصليبيين من بيت المقدس، وشهر رجب له أفضلية كبيرة لذا يستحب لكل مسلم الحرص على الإكثار من الدعاء في شهر رجب.
-اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ
- اللهم ارزقني علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت
-اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لنا كل ذنب أذنبته، وكل خطيئة أخطأتها.
اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم إني أسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم، واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب.
اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة يا رب الذي يرسل هذا الدعاء اجعله مع حبيبك ورسولك المصطفى في الجنة.
سبب تسمية شهر رجب
سبب تسمية شهر رجب، سمي بشهر رجب من الرجوب والتي تعني التعظيم حيث كان العرب قديما يعظمون شهر رجب، ومنعوا فيه القتال أو صك السيوف، فهو شهر الراحة والسكينة ، وذكر أيضا أن سبب تسمية العرب رجبًا بالأصم أنه لا يسمع فيه صوت سلاح ولا حركة قتال ومما استشهد به العلماء نصا يقولون:" فقد قال الجوهري -رحمه الله- في الصحاح: وكان أهل الجاهلية يسمون رجبًا شهر الله الاصم. قال الخليل: إنما سمى بذلك لأنه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث، ولا حركة قتال، ولا قعقعة سلاح، لأنه من الأشهر الحرم. انتهى. وقال المناوي -رحمه الله- في التيسير بشرح الجامع الصغير: (رجب) ويقال له الأصم؛ لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال، فلا يسمع فيه صوت سلاح.
وأما تسمية شهر رجب بالرجم: فقد نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في رسالته (تبيين العجب بما ورد في شهر رجب) عن ابن دحية أن سبب تسميته بذلك أن الشياطين ترجم فيه.
ووقع في شهر رجب أهم معجزة في التاريخ الإسلامي وهي رحلة الإسراء والمعراج وقد أشار القرآن إلى الإسراء في قوله ـ تعالى ـ: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)