أحدثت جهود الدولة المصرية فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمى نموا وتطورا واضحا، سواء فى زيادة وانتشار الجامعات الجديدة والمؤسسات الجامعية، أو ارتفاع جودتها بشكل غير مسبوق وينتج عن ذلك خلق وعى مجتمعى أكبر بما ستكون عليه وظائف المستقبل.
جهود التعليم العالي
وتمثل الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى استكمالًا للجهود المبذولة خلال الأعوام الماضية، التى هيأت البيئة المناسبة لتحويل هذه الخطط إلى نتائج ناجحة على أرض الواقع، مما يشكل رسمًا واضحًا لمسار التعليم العالى فى المستقبل، سواء فى زيادة التوسع فى أعداد الجامعات والكليات وانتشارها الأكبر فى كل أقاليم مصر حتى تستوعب الزيادة الكبيرة فى أعداد الطلاب الراغبين فى الالتحاق بالتعليم الجامعى، أو استمرار ارتفاع جودة البرامج التعليمية التى تقدمها الجامعات المصرية الحكومية أو الخاصة والأهلية.
[[system-code:ad:autoads]]
الجامعات المصرية الجديدة
وتستهدف خطة عام ٢٠٢٤/٢٠٢٣ استكمال تجهيز ١٦ جامعة أهلية، تشمل جامعة الجلالة والعلمين وجامعة الملك سلمان والمنصورة الجديدة و ۱۲ جامعة منبثقة من جامعات حكومية بالمحافظات.
وقال الدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة كان له دور في استيعاب الزيادة المتتالية على التعليم الجامعي، مشيرا إلى أن هذه الجامعات لا تهدف إلى تحقيق الربح، وإنما تتم إعادة استخدام المصروفات الطلابية في تحديث المعامل، وتطوير المنظومة التعليمية، وأعمال الصيانة اللازمة، بالإضافة إلى دورها في تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة.
ووقعت جامعة الجلالة العديد من بروتوكولات التعاون وأبرزها الانضمام لتحالف إقليم القناة وسيناء بمشاركة 13 جامعة حكومية وأهلية، بجانب بروتوكولات تعاون مع (جامعة السويس، وجامعة القاهرة التكنولوجية، والكلية الفنية العسكرية، ومعهد إعداد القادة بحلوان، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية مُمثلة في المبادرة الرئاسية حياة كريمة، ومذكرة تفاهم بين برنامج الأطراف الصناعية ومؤسسة Human study الألمانية)، كما نظمت العديد من الأنشطة وورش العمل والندوات التوعوية والتثقيفية والمسابقات الرياضية، والزيارات الميدانية العلمية داخل وخارج مصر، والرحلات الترفيهية للطلاب، بجانب توفير فرص للتدريب الصيفي داخل الحرم الجامعي وخارجه بالتعاون مع أكثر من 25 شركة، لربط الدراسة الاكاديمية بالتدريب العملي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأكثر من 300 طالب بنظام الـ part time، داخل العديد من القطاعات الإدارية بالجامعة، فضلًا عن استقبال وفدًا من جامعة أريزونا ستيت الأمريكية، وذلك ضمن اتفاقية التعاون المُشتركة بين الجامعتين، كسابقة شراكة "مصرية - أمريكية" هي الاولي من نوعها، في 8 برامج دراسية حيث يمكن للطالب الحصول على شهادتين، كما زاد اهتمام الجامعة بالبحوث العلمية، وظهر ذلك بالحصول على المرتبة 19 محليًا و55 عربيًا في التصنيف العربي للجامعات العربية، بالإضافة إلى وجود 17 مشروع بحثي، منهم 14 مشروع ممول حتى الآن، بجانب 3 مشروعات بحثية مُقدمة وقيد المراجعة، وكذلك إطلاق حملات توعوية ضد العديد من الأمراض وتنظيم العديد من حملات التبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم الإقليمي.
كما نجحت جامعة العلمين الدولية في توقيع مذكرة تفاهم بالأحرف الأولى مع جامعة ابيرتاي وكلية آل مكتوم للدراسات العليا بإسكتلندا، وأكاديمية الفلاح بجدة لتطوير الرعاية الصحية في العالم العربي، هذا بالإضافة إلى انضمام الجامعة لرابطة الجامعات الإسلامية، وإنشاء سفارة المعرفة التابعة لمكتبة الإسكندرية بالجامعة، كما وقعت الجامعة بروتوكولات تعاون مع (مجموعة صيدليات محفوظ ومستشفى مبرة العصافرة)، وتم اختيار جامعة العلمين الدولية ضمن الجامعات المستفيدة من برنامج رواد وعلماء مصر والمُمول عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية، كما شاركت في فعاليات أسبوع إعداد قادة الجامعات الأهلية والتكنولوجية، وتنظيم أسبوع ريادة الأعمال، وتنظيم العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية، والقيام بزيارات ميدانية للطلاب، منها (مستشفى أورام الأطفال ببرج العرب ومستشفى العجمي المركزي، وقاعدة محمد نجيب العسكرية، وقاعدة رأس التين البحرية)، بالإضافة إلى تنظيم هاكاثون المدن الجديدة، واستضافت فعاليات النسخة الثانية من بطولة العلمين للروبوتات، وإطلاق حملة تبرع بالدم بالتعاون مع بنك دم الشاطبي الجامعي، وإطلاق العديد من القوافل الطبية لطب الأسنان في مدارس مدينة العلمين.
ووقعت جامعة المنصورة الجديدة الأهلية العديد من بروتوكولات التعاون المُشتركة مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والصحية، ومنها (جامعة السويس، جامعة المنصورة، جامعة الإسكندرية، جامعة كفر الشيخ، جامعة طنطا، جامعة سمنود التكنولوجية، مستشفى بهية، أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، صندوق دعم صناعة الغزل والمنسوجات، شركة هواوي العالمية لإنشاء أكاديمية هواوي لتدريب طلاب كلية علوم وهندسة الحاسب، وشركة يوتوبيا للصناعات الدوائية، وهيئة ميناء دمياط، والجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، والمجلس القومي لحقوق الإنسان)، فضلًا عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء سفارة المعرفة التابعة لمكتبة الإسكندرية بالجامعة، وتوقيع بروتوكولات تعاون مع مؤسسات أكاديمية دولية، ومنها (جامعات الشارقة وبلجراد وجامعة موسكو الاتحادية، ومعهد المحاسبة الإدارية الدولي)، بالإضافة إلى الانضمام لتحالف إقليم الدلتا الذي يعُد "أكبر تحالف من نوعه" بين المؤسسات الأكاديمية والإنتاجية، كما شاركت الجامعة في في معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار 2023، والمؤتمر الدولي لأمراض القلب، هذا بالإضافى إلى بحث سُبل تعزيز التعاون مع كلية سانت ميري بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أطلقت الجامعة برامج دراسية دولية مُشتركة للحصول على شهادتين من جامعات أمريكية بالإضافة إلى شهادة جامعة المنصورة الجديدة ( كلية أوشن كونتي من الولايات المتحدة الأمريكية)، وابتكر فريق من طلاب هندسة المنصورة روبوتًا لنزع الألغام والمعادن بطريقة آمنة، كما تم عقد ندوات توعوية وتثقيفية، وتنظيم العديد من الأنشطة الطلابية والمسابقات.
وبدأت جامعة الإسكندرية الأهلية فعالياتها بتنظيم عدة مسابقات رياضية، وفنية، واجتماعية للطلاب، وشاركت الجامعة في مسابقة "عباقرة الأهلية" بـ 10 فرق، فضلًا عن مشاركة الجامعة في فعاليات أسبوع إعداد قادة الجامعات الأهلية والتكنولوجية، بالإضافة إلى تنظيم كلية الطب بالجامعة مؤتمرها الطلابي الأول عن أمراض الدم، وتنظيم تدريبًا صيفيًا لطلاب كلية الطب، وإطلاق مُبادرة الدراسة السريرية التطبيقية، كما تمت إضافة 6 برامج دراسية جديدة ليصبح إجمالي عدد البرامج 19 برنامجًا دراسيًا وهم (برنامج الطب والجراحة، برنامج جراحة الفم والأسنان، برنامج الصيدلة "فارم دي كلينيكال"، برنامج هندسة الحاسبات والاتصالات، برنامج الميكاترونكس وهندسة الروبوتات، برنامج هندسة الكهروميكانيكا، برنامج هندسة العمارة والتصميم الحضري، برنامج هندسة البترول والغاز الطبيعى، برنامج الأمن السيبراني، برنامج الأنظمة الذكية، برنامج علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، برنامج صناعة البرمجيات والوسائط المُتعددة، برنامج البنوك والتمويل، برنامج الإدارة، برنامج التسويق وإدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد، برنامج المحاسبة ونظم المعلومات، برنامج الجيوماتكس والدراسات المساحية، برنامج الإعلام الرقمي، وبرنامج الصوتيات واللسانيات.
ونظمت جامعة المنوفية الأهلية عدة مسابقات رياضية وفنية وثقافية، وعقدت ندوات احتفالًا بانتصارات أكتوبر، وكذلك ندوات تثقيفية علمية وتوعوية، بالإضافة إلى عقد مسابقة تطوير البرمجيات، وإقامة المهرجان الرياضي الأول، والمشاركة بالملتقى العلمي الأول بجامعة المنوفية، كما استقبلت الجامعة طلاب إحدى المدارس؛ لتعريفهم بالمشروعات القومية للدولة، وتم تكريم الطلاب الفائزين المشاركين بمختلف الأنشطة والفعاليات، وإطلاق حملة للتبرع بالدم، كما شاركت الجامعة في معرض إيدكس للسلاح، وكذلك تنظيم مسابقة علمية ترفيهية مُرتبطة بمجال البرمجيات.
وشاركت جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، في تنظيم مؤتمر شباب الباحثين العاشر، والمؤتمر السنوي الخامس للبحوث الطلابية، فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون مع شركة "انطلاق" وIncision Academy؛ لإتاحة الفرصة أمام الطلاب للاستفادة من المهارات الإكلينيكية والتشريحية على الموقع، بالإضافة إلى وعقد دورات لتأهيل الطلاب من الناحية المهارية والسلوكية، وتنظيم زيارات ترفيهية وتعليمية للطلاب، وعقد مسابقات رياضية في (كرة القدم، الشطرنج)، ومسابقة Best Class Award، كما تم تفعيل منظومة التأمين الصحي لطلاب الجامعة، وتنظيم يومًا تعريفيًا بالبرامج الدراسية بالجامعة، هذا بالإضافة إلى طرح الجامعة العديد من البرامج المُتميزة في كليات (الطب والجراحة، الصيدلة، طب الفم والأسنان، التمريض، الهندسة، التجارة الدولية واللغات، تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية).
ونظمت جامعة بني سويف الأهلية عدة فعاليات وأنشطة علمية، ورياضية وفنية وترفيهية، فضلًا عن تنظيم مؤتمرات وندوات توعوية وتثقيفية للطلاب، وزيارات ميدانية ومعارض فنية وتكنولوجية، والمشاركة في المؤتمرات، والمُلتقيات العلمية، ومهرجان المواهب الإلكتروني، وأسبوع إعداد القادة، وقد بدأت الدراسة في جامعة بني سويف بـ 13 برنامجًا دراسيًا (الطب والجراحة، وطب الفم والأسنان، والتمريض، والعلاج الطبيعي، والهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجيا، والمحاسبة والتمويل الدولي، والإنتاج التليفزيوني والسينمائي، وعلم النفس الإكلينيكي، والمساحة ونظم المعلومات الجغرافية، والذكاء الاصطناعي، والمعلوماتية الطبية، والأمن السيبراني).
وعقدت جامعة الزقازيق الأهلية ندوات توعوية وتثقيفية وعلمية، ونظمت مُلتقى لاكتشاف مواهب الطلاب الثقافية، والأدبية، والفنية، والرياضية، كما شاركت الجامعة بمؤتمر الجمعية الدولية لجراحة الجهاز الهضمي والأورام، ومؤتمر جمعية جراحة الكبد والبنكرياس المصرية، فضلًا عن مشاركتها في فعاليات أسبوع إعداد قادة الجامعات الأهلية والتكنولوجية، وتم تكريم الطلاب المُتميزين على المستوي العلمي والثقافي، وتنظيم زيارات علمية للطلاب إلى مصنع "بيدو" والكلية الجوية، وإقامة مسابقات دينية، كما شاركت الجامعة في معسكر إعداد القادة، كما شارك الطلاب في مسابقات دولية، وتنظيم Poster Day بمختلف الكليات.
وكان للتوسع الكبير فى تقديم خدمة تعليمية جامعية تتسم بمستوى أعلى من الجودة مقارنةً بما كان موجودًا من قبل، تأثير كبير على تصنيف الجامعات المصرية فى العديد من التصنيفات الدولية؛ إذ ارتفع عدد الجامعات المصرية المدرجة فى تصنيف “التايمز” البريطانى إلى 40 جامعة فى عام 2023، فى حين دخلت 49 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالى المصرية تصنيف “سيماجو”، و31 جامعة مصرية فى تصنيف “QS” البريطانى، فى حين بلغ عدد الجامعات المصرية فى تصنيف “US News” الأمريكى 19 جامعة، وفى تصنيف شنغهاى، ارتفع عدد الجامعات المصرية إلى 24 جامعة فى 2022.
ويرجع التقدم الملحوظ للجامعات المصرية فى التصنيفات الدولية إلى: زيادة معدل النشر العلمى، وزيادة التعاون العلمى لتقديم الحلول المبتكرة فى الصناعة، بالإضافة إلى جودة التعليم وحجم التعاون الدولى فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمي. وتعد الزيادة فى أعداد الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية انعكاسًا لتحسن بيئة التعلم داخل الجامعات، بما مكّن الطلاب والباحثين فى مرحلة الدراسات العليا من المشاركة فى مشروعات بحثية ذات قيمة علمية ضمن فرق البحث التى تنتمى إلى مؤسسات التعليم الجامعى ومراكز البحوث المختلفة.
ويعد اعتماد الجامعات الدولية والأهلية الجديدة على اختبارات قبول لقياس مدى قدرة الطلاب الراغبين فى الالتحاق بها على التقدم فى دراستهم الجامعية مؤشر آخر على التحسن، حيث لم يعد الأمر يتوقف على درجات الثانوية العامة فقط، وأصبح شرطًا أساسيًا لدخول بعض التخصصات والبرامج أن يجتاز الطالب اختبارات القدرات أو اختبارات القبول.
بالإضافة إلى التنوع فى البرامج المستحدثة فى مختلف التخصصات الجامعية الذى يدل على تجويد الخدمة التعليمية فى الجامعات وربطها واقعيًا باحتياجات سوق العمل، مع التركيز على التخصصات التى تخدم تحقيق أهداف خطط التنمية التى تسعى الدولة المصرية إلى تحقيقها بحلول 2030. ولا شك فى أن إدخال تلك البرامج أسهم فى تحديث المناهج الدراسية فى مختلف التخصصات فى الجامعات المصرية، ودفع الجامعات إلى توفير برامج تدريب متقدمة لأعضاء هيئات التدريس بما يتواكب مع هذا التحديث.