قال مستشار كبير للرئيس الصومالي، إن الصومال مستعد لخوض الحرب لمنع إثيوبيا من الاعتراف بإقليم أرض الصومال الانفصالي وبناء ميناء هناك.
وقال مستشار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بحسب صحيفة الجارديان البريطانية: "نحن نتبع كل الخيارات الدبلوماسية وأعتقد أن إثيوبيا ستعود إلى رشدها، لكننا مستعدون للحرب إذا أراد آبي أحمد الحرب".
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح أن صفقة الميناء "فاجأت الصومال" وزعم أن آبي نفى نيته السعي للوصول إلى البحر عبر أرض الصومال عندما سأله محمود في قمة عقدت في السعودية في خلال شهر نوفمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة البريطانية ، إلى أن دبلوماسي غربي اطلع على الصفقة ووصفها بأنها "مذكرة سوء تفاهم"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا تصر على أنها لم توافق على الاعتراف بأرض الصومال".
ويطالب الصومال، بأرض الصومال كجزء من أراضيه، وأعلن بطلان الاتفاق ودعا رئيسها حسن شيخ محمود، الأحد الماضي، الصوماليين إلى “الاستعداد للدفاع عن وطننا”، في حين نظمت مسيرات في العاصمة الصومالية مقديشو، ضد الاتفاق.
وخاضت إثيوبيا والصومال صراعا في عامي 1977 و1978 على منطقة متنازع عليها وما زالت التوترات عميقة. وغزت إثيوبيا الصومال في عام 2006 لطرد الإسلاميين من مقديشو، مما ساعد على إشعال شرارة تمرد حركة الشباب، واليوم هي واحدة من أكبر المساهمين بقوات في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال.
وظلت الصومال مستعمرة بريطانية حتى عام 1960، وتمتعت المنطقة بخمسة أيام من الاستقلال قبل أن تتحد طوعا مع الصومال، وهي مستعمرة إيطالية سابقة، لقد كان اتحادا وعراً وانتهى بانفصال أرض الصومال في عام 1991، بعد صراع من أجل التحرير دام عقداً من الزمن ضد النظام العسكري الذي كان يدعمه السوفييت.
واليوم، أصبحت أرض الصومال دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع، ولها عملتها الخاصة وبرلمانها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
على مدى عقدين من الزمن، عانت الصومال من ابتلاء حركة الشباب، التابعة لتنظيم القاعدة، مما يجعلها واحدة من أخطر البلدان في العالم، وعلى النقيض من ذلك، تتمتع أرض الصومال بالسلام نسبياً، حتى برغم أن الاشتباكات الأخيرة على حدودها الشرقية مع الصومال أدت إلى إضعاف صورتها المستقرة.
وفي مقابلة مع صحيفة الأوبزرفر، قال وزير خارجية أرض الصومال، عيسى كايد، إن صفقة الميناء مع إثيوبيا "سوف تضفي الشرعية على تقرير مصيرنا" ويمكن أن تثير "تأثير الدومينو" لاعتراف الدول الأخرى بالإقليم.
وأضاف كايد: "الاعتراف هو ما كنا نناضل من أجله طوال هذا الوقت وهو أهم شيء يمكننا تقديمه لشعب أرض الصومال"، مؤكدا أن "الاتفاق يستند إلى اعتراف إثيوبيا بأرض الصومال وبدون ذلك، لن يحدث شيء" مضيفا أن المناقشات تتقدم "منذ سنوات".
وأشار رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي، إلى أن إثيوبيا وافقت على منح الاعتراف الرسمي مقابل عقد إيجار لمدة 50 عامًا لشريط من الساحل، والذي ستقوم بتطويره لأغراض "بحرية وتجارية" ومع ذلك، قالت إثيوبيا إنها وافقت فقط على "إجراء تقييم متعمق تجاه اتخاذ موقف بشأن جهود أرض الصومال للحصول على الاعتراف".
وأصبحت إثيوبيا أكبر دولة غير ساحلية في العالم في عام 1993 عندما انفصلت إريتريا مع ساحلها على البحر الأحمر. وفي أكتوبر، وقال آبي أحمد إن هذا خطأ تاريخي يهدد وجود إثيوبيا، مما أثار مخاوف من نشوب حرب مع إريتريا.
وقال أبي: "في عام 2030، من المتوقع أن يصل عدد سكاننا إلى 150 مليون نسمة". "150 مليون شخص لا يستطيعون العيش في سجن جغرافي".
وقال آلان بوزويل، مدير شؤون القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، إنه من غير المرجح أن تهاجم الصومال إثيوبيا بينما تتصارع مع حركة الشباب لكن الاتفاق قد يفتح شقوقا جديدة في منطقة مضطربة.