الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من أعظم القربات التي تبدأ بها أول ليلة في رجب، حيث صلاة مفروضة بالكتاب والسنة، ومن أعظم ما يقال لـ الصلاة على النبي ما يلي.
الصلاة على النبي
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيان صيغ الصلاة على النبي، قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : “ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ صَلَّى عَلَيْهِ صَلَاةً إِلَّا وَهِيَ تَبْلُغُهُ يَقُولُ له الْمَلَكُ: فُلَانٌ يُصَلِّي عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا صَلَاةً ”، ومن صيغ الصلاة على النبي مجربة ما يلي:
1- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد سيد الأولين والأخرين، قائد الغُر المحجلين، السيد الكامل الفاتح الخاتم، الحبيب الشفيع الرؤوف الرحيم، الصادق الأمين، السابق للخلق نورهُ والرحمةِ للعالمين ظهوُرُهُ، عدد من مضى من خلقك ومن بقي، ومن سعد منهم ومن شقي، صلاةً تستغرق العد وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها ولا منتهى، ولا أمد ولا انقضاء، صلاةً دائِمةً بدوامك، باقيةً ببقائك، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مثل ذلك، وأجرنا يا مولانا بخفي لُطفك، في أُمورنا كلها.
2- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تشفينا بها من كل داء، وتعطينا بها أحسن الجزاء، وتحفظنا بما حفظته من الظالمين والأعداء، وأنقذنا بحبه من جميع البلاء، والغلاء، وطهر بها نفوسنا من الكبر والأهواء، وأنقذنا بحبه من جميع المحن والأخطاء، وافتح علينا كما فتحت لنبينا في غار حراء، وعلى آله وصحبه أصحاب الوفاء والنقاء.
3- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ، نُورِ الْجَمَالِ وَالْكَمَالِ، وَأَرِنِي وَجْهَهُ الصَّبِيحَ فِي الْحَالِ. قال الشيخ حسن شداد -رضى الله عنه- : في ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول 1409هـ ألهمني الله هذه الصيغة المباركة لرؤية سيدنا محمد ﷺ ، ولقد منّ الله علىّ بالمطلوب ، وعددها 100 مرة ومنتهى العدد 999 كما قيل لي والحمد لله. [الكنوز المحمدية]
4- «جَزَي اللهُ عَنَّا سَيِّدِنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ». قال النبهاني في أفضل الصلوات على سيد السادات : قال الشيخ في شرح الدلائل : قال الإمام السجاعي : ذكر شيخنا الملوي أن النبي ﷺ قال : "من أصبح من أُمَّتي وأمسَى وقال هذه الصلاة ، أتعب سبعين كاتبًا ألف صباح وغفر له ولوالديه" أ.هـ.
وفي شرح الفاسي هذه الصلاة ذكرها جبر مرفوعة من حديث جابر بن عبدالله –رضى الله عنهما- وذكر لها فضلاً كبيرًا ، ونسبها لكتاب الشرف وروى الطبراني في الكبير والأوسط عن ابن عباس –رضى الله عنهما- بسند ضعيف قال : قال رسول الله ﷺ : "من قال جزى الله عنا محمدًا ما هو أهله ؛ أتعب سبعين كاتبًا ألف صباح" . ورواه أبو نعيم في الحلية. أ.هـ.
وصف النبي محمد بالنور
أما نورانية النبي العدنان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكان سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة ذلك الموضع الذي ضم أول بيت وضع للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقق المدينة الفاضلة، فدعا أولاً لتوحيد مصدر تلقي التعليمات.
أقام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يفرد بالعبادة وحده، كما انفرد بالخلق والإيجاد، بنى الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، كون النظام الاجتماعي الفريد، كون الدولة الإسلامية تنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، أقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.
وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}، وقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
فهو صلى الله عليه وسلم نور ومنير، ولا شيء في أن يعتقد المؤمن بأنه صلى الله عليه وسلم نورًا طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا، ولقد ثبت في السنة أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون : إنه وجهه صلى الله عليه وسلم كالقمر [رواه النسائي في الكبرى]، وقدر أخبر صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » [ذكره الطبري في تاريخ، وابن هشام، وصاحب حلية الأولياء].
وأكد أصحابه رضوان الله عليهم أن : «النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، وعندما مات أظلم منها كل شيء» [أحمد والترمذي وابن ماجه] إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه صلى الله عليه وسلم كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسياً، فليس هناك ما يتعارض مع أنه صلى الله عليه وسلم كان نورا ومنيرًا، وأنه صلى الله عليه وسلم له نور حسي مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.