قصف الجيشان الأمريكي والبريطاني، اليوم الجمعة، أكثر من عشرة مواقع يستخدمها الحوثيون في ضربة انتقامية واسعة النطاق باستخدام صواريخ توماهوك التي تطلقها السفن الحربية والطائرات المقاتلة، حسبما قال العديد من المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف المسؤولون أن الأهداف العسكرية شملت مراكز لوجستية وأنظمة دفاع جوي ومواقع لتخزين الأسلحة.
ووضع صاروخ توماهوك العابر للقارات في الخدمة عام 1983، واستخدم لضرب أهداف محددة بعيدة. يزن 1.5 طن ومزود بشحنة ناسفة تبلغ 450 كيلوغراما. ويمكن تزويده برأس نووي.
والصاروخ من طراز "بي جي أم-109" يتم إطلاقه من غواصات وسفن كبيرة، يسير نحو هدفه بسرعة 880 كيلومترا في الساعة، ويمكن أن يبلغ مداه 2500 كيلومتر بحسب الأنواع، ودقته محددة ببضعة أمتار.
وبفضل نظام توجيهه بالرادار يمكن لتوماهوك أن يحلق على علوّ يتراوح بين 15 ومائة متر عن الأرض ويتكيف مع تضاريسها ليبقى خفيا قدر الإمكان، وهو فعال ضد بنى تحتية مهمة مثل الأبنية والثكنات والمطارات وأهداف محصنة أخرى.
واستخدم توماهوك للمرة الأولى في 17 يناير 1991 في الحرب الأمريكية الأولى على العراق. واستخدمت صواريخ توماهوك أيضا ضد العراق في يونيو 1993 ردا على محاولة اعتداء تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ثم استخدمت في سبتمبر 1996 ردا على هجوم الرئيس العراقي صدام حسين على كردستان العراقي
ويخضع الصاروخ لعمليات تحديث دائمة، والنموذج الذي أطلق على أهداف في ليبيا عام 2011 يستطيع الدوران حول هدفه قبل إصابته.
وقد استخدمت الولايات المتحدة الأميركية صواريخ توماهوك في حروب العراق وأفغانستان وليبيا، وفي 7 أبريل 2017 قصفت مطار الشعيرات بـ59 صاروخا من نوع توماهوك المجنحة انطلاقا من مدمرتين أمريكيتين تبحران في شرق البحر المتوسط.
وتمثل هذه الضربات أول رد عسكري أمريكي ضد الحوثيين على حملة متواصلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السفن التجارية منذ بداية الحرب في إسرائيل.
ويأتي الهجوم العسكري المنسق بعد أسبوع واحد فقط من إصدار البيت الأبيض ومجموعة من الدول الشريكة تحذيرًا أخيرًا للحوثيين لوقف الهجمات أو مواجهة عمل عسكري محتمل وأكد المسؤولون الغارات شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات العسكرية.
وقال الحوثيون، الذين نفذوا 27 هجوماً باستخدام عشرات الطائرات بدون طيار والصواريخ منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم الخميس، إن أي هجوم للقوات الأمريكية على مواقعهم في اليمن سيثير ردًا عسكريًا عنيفًا.