قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حكم وصف النبي بالنور.. وصحة حديث «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر»

حكم وصف النبي بالنور
حكم وصف النبي بالنور
×

هل يتعارض وصف النبي بالنور مع كونه بشرا؟، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مؤكدًا أنه ليس هناك ما يتعارض مع أنه ﷺ كان نورا ومنيرًا، وأنه ﷺ له نور حسي مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.

هل يتعارض وصف النبي بالنور مع كونه بشرا؟

وقال علي جمعة في جواب هل يتعارض وصف النبي بالنور مع كونه بشرا؟، إن المحظور هو نفي البشرية عنه ﷺ ؛ لأن هذا مخالف لصحيح القرآن فقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ }، فالسلامة في ذلك أن تثبت كل ما أثبت الله لنبيه ﷺ ؛ فتثبت أنه ﷺ كان نورًا ومنيرًا ولا يزال، وأنه بشر مثلنا، دون تفصيل وتنظير، وإثبات النور الحسي له ﷺ لا يتعارض مع كونه بشرًا، فالقمر طبيعته صخرية، ومع ذلك هو ضياء وله ضوء حسي، والنبي ﷺ خير من القمر، وخير من خلق الله كلهم.

وأضاف: ينبغي أن نذكر فائدة هنا وهي حديث «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» فقد حكم المحدثون بأنه حديث منكر وذهبوا إلى وضعه. قال العلامة عبد الله بن الصديق الغماري : «وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره، وقال الحافظ السيوطي في الحاوي في الفتاوى : «ليس له إسناد يعتمد عليه» اهـ، وهو حديث موضوع جزمًا ...... إلى أن قال : وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شىء من كتب السُّنّة [مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر، للسيد عبد الله بن الصديق الغماري]

ولقد حكم بوضعه أكثر المحدثين كالحافظ الصغاني ذكر ذلك في كتابه الموضوعات، وأقره الحافظ العجلوني على ذلك في كتابه كشف الخفاء.

وشدد: الحكم بوضع الحديث وعدم صحة نسبته إلى النبي ﷺ ليس دليلا على فساد معناه من كل وجه، فمعنى الحديث يمكن أن يكون صحيحًا إذا كانت الأولية في الأنوار فإن ذلك لا يبعد، وعلى أن الأولية مطلقة، فهي ثابتة للقلم وللعرش على الخلاف المشهور، وقد ذكر العجلوني ذلك فقال : «وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ ، قال : كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام‏.‏ انتهى ما في المواهب [كشف الخفاء].

وذكر العلامة الدردير المالكي إقراره لمعنى الحديث فقال : (ونوره) ﷺ (أصل الأنوار) والأجسام كما قال ﷺ لجابر رضي الله عنه : «أول ما خلق الله نور نبيك من نوره» الحديث فهو الواسطة في جميع المخلوقات [الشرح الصغير].

فإن عوالم الله سبحانه وتعالى متعددة، فهناك عالم الملك وهو عالم الشهادة، وهناك عالم الملكوت وهو عالم الغيب، ومنه عالم الروح، وعالم الجن، وعالم الملائكة، وهناك أنوار خلقها الله سبحانه وتعالى، فليس هناك ما يمنع أن يكون النبي ﷺ أول الأنوار التي خلقها الله سبحانه وتعالى وفاضت منه الأنوار إلى البشرية في عالم الروح، فالحديث موضوع ولا يصح نسبته إلى النبي ﷺ ، ومعناه يمكن أن يكون صحيحًا كما بيناه.

واختتم عضو كبار العلماء بالقول: لعلنا بهذا العرض قد فهمنا معنى نورانية النبي ﷺ ، وأن وصفه بالنور لا يتعارض مع وصفه بالبشرية، وكون أن بعض أصحابه رأوه نورا حسيا، أو رأوا منه نورا حسيا ولم يره البعض لا يوجد ما يمنع ذلك عقلا ولا شرعا كما بينا. فرسول الله ﷺ نور بحاله، وبقاله، وأفعاله، وبذاته، ومنير لمن حوله ومن بعده، فهو الرحمة المهداة، والنعمة المزجاة نفعنا الله به في الدنيا والآخرة.