تتميز محافظة أسوان بالعديد من المقومات الطبيعية والبشرية ، والتي تجعلها محافظة أولى من الناحية السياحية ، وخاصة في ظل التنوع الكبير في المنتج السياحى ما بين سياحات ثقافية وأثرية وترفيهية وعلاجية وبيئية وسفارى وصيد وغيرها .
ومع اقتراب الاحتفال بعيد أسوان القومى الـ 53 ، والمرتبط بذكرى افتتاح مشروع السد العالى فى 15 يناير عام 1971 ، نستعرض عبر منصة " صدى البلد " " سيارة " الزعيم والرئيس الراحل جمال عبد الناصر" ، والموجودة حالياً تحديداً داخل أحد الصروح الثقافية الجديدة وهو " المركز الثقافي الإفريقى حيث قام ويقوم المئات من الزائرين للمتحف بالتقاط الصور التذكارية معها .
سيارة الزعيم
وقد وصف أحد العاملون في مشروع إنشاء السد العالى بأن زيارة الرئيس الرحل جمال عبد الناصر لهذا المشروع القومى كانت تتم من خلال قيامه بركوب هذه السيارة المكشوفة بهدف قيامه بإلقاء التحية للعاملين بالمشروع حيث كان يسير في موكب رئاسى كبير ووسط جمهور غفير من العاملين خلال ستينيات القرن الماضى.
وأكد بناة مشروع السد العالى أنهم كانوا يتذكرون تلك الأيام التى يزورهم فيها الرئيس عبد الناصر بهذه السيارة المكشوفة، وأنه كان دائم الزيارة للمشروع ومتابعته فى كل مراحله منذ بدء العمل فيه 1960، ثم تحويل مجرى النيل 1964، حتى وفاته واستلام راية المهمة من بعده للرئيس الراحل محمد أنور السادات حتى تم افتتاح المشروع فى 1971.
وأضافوا أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كان الجميع يحبه وكان هو يحب السد العالى ، لأنه كان بمثابة التحدى الأكبر، وكانت زيارة بالسيارة الشهيرة مكررة باستمرار وكان يركب معه سفراء وخبراء من روسيا ، وكذلك الوزير صدقى سليمان وزير السد العالى وقتها.
فيما قالت المهندسة إيرين فايز، مدير عام المركز الثقافى الأفريقى "متحف النيل الوثائقى سابقاً بأن السيارة كانت مخصصة للوزير المهندس محمد صدقى سليمان وزير السد العالى آنذاك، ويعد أول وآخر وزير للسد، وكان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال جولاته التفقدية لمشروع إنشاء السد العالى خلال فترة الستينيات من القرن الماضى.
والسيارة تم تكهينها منذ أكثر من 30 سنة، فى مخازن "الخردة" بوزارة الرى، ونظراً للأهمية التاريخية للسيارة أعطى الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى السابق ، توجيهاته بتجديد وصيانة السيارة مرة أخرى وإعادتها بدقة شديدة لوضعها الذى كانت عليه قديماً، باعتبارها رمزا وقيمة تاريخية، ووضعها فى المتحف المكشوف بالسد العالى والتى تم نقلها بعد ذلك للمتحف المكشوف بالمركز الثقافى الأفريقى.
السد العالى
وكلف وزير الرى السابق لجنة من وزارة الرى برئاسة المهندس أشرف سيدهم مدير عام الحملة الميكانيكية بوزارة الرى، للبحث عن السيارة التى وجدت فى مخزن تابع للوزارة بمنطقة شبرا وسط أكوام من الخردة، وعلى مدار 10 أشهر كاملة واصل فريق عمل من الوزارة، يضم مهندسين وسائقين وميكانيكيا، محاولات إعادة السيارة إلى حالة جيدة، ونجحوا فى ذلك بتكلفة لا تتجاوز 146 ألف جنيه، وهناك جهود كبيرة بذلت لإعادة السيارة لهيئتها الأصلية التى كانت عليها قديمة، حتى لدرجة استخدام قطع الغيار الأصلية لها، والقطع التى يعجزون عن توفيرها كانت تصنع خصيصاً بالخراطة داخل الورشة الميكانيكية بوزارة الرى.
وتجدر الإشارة إلى أن السيارة موديل 1958، ماركة شيفرولية، موديل بِل إير، نادرة الصنع حيث أن محرك السيارات من هذا الطراز كان فى العادة 8 سلندر وهذه السيارة مزودة بمحرك 8 سلندر، بسعة 3 آلاف سى سى، وقدرة 167 حصانا، ولونها بين درجتى الأخضر: "البترولى والكرمبى"، ويبلغ سمك الصاج الذى صُنعت منه، نحو 1.25 ملم، والسرعة القصوى لها نحو 120 كم فى الساعة، لكن سرعتها الفعلية تصل إلى 100 كم فى الساعة، ومزودة بناقل حركة يدوى، بـ 4 سرعات (3 أمامى – والرابع خلفى)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (15 × 7.25 بوصة)، وتم بيعها لأحد تجار الخردة بـ 1000 جنيه، لكن تراجع المشترى عن شرائها بحجة أنها لا تصلح.