ينحصر تفكيرنا في الحاجة إلى الراحة خصوصا الراحة الجسدية لذا نتجه إلى النوم أو الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التليفزيون، لكننا لا نعطي أي اعتبار إلى إننا بحاجة إلى راحة للعقل أيضًا.
ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة هو النظر إلى الراحة الجسدية والعقلية باعتبارها أمر سلبي تمامًا، حيث يوضح الخبراء أن الراحة الحقيقية لاتتعلق فقط بالبقاء مستقرًا أو في وضعية النوم، بل تتعلق أيضًا بإعطاء عقلك فترات الراحة التصالحية التي يحتاجها ليعمل على المستوى الأمثل.
[[system-code:ad:autoads]]
واوضحت صحيفة"واشنطن بوست" الأمريكية أن النوم الكافي ضروري لصحة الدماغ، لكن هناك العديد من أشكال الراحة تنطوي على النشاط، وليس النوم فقط.
ويقول "أليكس سوجونج-كيم بانج" مؤلف كتاب "الراحة": "لماذا تنجز المزيد من العمل فأكثر أنواع الراحة تحديدًا هي الأشياء التي تعيد شحن بطارياتنا العقلية والجسدية بشكل أكثر فعالية، وهي الأشياء النشطة وليست السلبية".
كما يوضح: "أن المشي لمسافات طويلة أو ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يمنحنا طاقة أكثر وليس أقل ويتركنا نشعر بمزيد من النشاط العقلي".
إن الدعوة لمزيد من الراحة مدعومة بالعلم، عندما بدأ الباحثون في رسم خرائط نشاط الدماغ، فوجئوا أن الدماغ أثناء الراحة لا يزال نشطًا، فعندما نحول انتباهنا من التركيز على مهمة ما إلى شيء يتطلب تركيزًا ذهنيًا أقل نشاطًا (مثل أحلام اليقظة أو الاستبطان)، تصبح"شبكة الوضع الافتراضي" في دماغنا، أو DMN، أكثر نشاطًا.
وفي حين أنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن هذه الشبكة، يُعتقد أن شبكة DMN تشارك في مجموعة متنوعة من الوظائف المعرفية، بما في ذلك التفكير الإبداعي.
وتقول سيليست هيدلي، مؤلفة كتاب "لا تفعل شيئاً: كيف تتخلص من الإفراط في العمل، وقلة العيش": "حتى لو كنت تحب وظيفتك، فإنعقلك لا يكون في حالة راحة أثناء قيامك بها".
و إليك ٩ طرق لبناء الراحة الخاصة بك
١- التركيز على الراحة النشطة: الراحة النشطة تعني الانفصال عن مهمة مركزة، عادة العمل، والمشي أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، حتى لو كانت التمارين الرياضية تتعبك، فهي لا تزال تعتبر بمثابة راحة لعقلك.
وقال بانغ: "إن المشي لمسافات طويلة أثناءالاستماع إلى البودكاست قد يوفر لك قدرًا أكبر من إعادة الشحن وإعادة ضبط النفس أكثر من الجلوس على الأريكة ومشاهدة فيلم.
٢- احصل على هواية: إن تحويل انتباهك إلى هواية - الرسم، وسجل القصاصات، والسيراميك، ومراقبة الطيور هو أيضًا شكل من أشكال الراحة. قال بانغ: "قد يكون من المفيد حقًا أن يكون لديك هوايات جادة تشغل وقتك واهتمامك أيضًا".
٣- خذ المزيد من فترات الراحة خلال يومك. أثناء فترات الراحة، يعيد عقلك ضبط نفسه، وتحتضن الأفكار، وتعود أكثر نشاطًا وإبداعًا.
٤- قم بإعداد قائمة "اليوم". يقول روبرت بوينتون، مؤلف كتاب "Do Pause: You Are Not a To Do List"، إن قوائم المهام غالبًا ماتكون مليئة بمهام لا نهاية لها، ومجرد النظر إليها يمكن أن يكون مرهقًا ومحبطًا.
واقترح إنشاء قائمة "اليوم" تتضمن فقط المهام الأساسيةالتي يمكنك إكمالها بشكل معقول اليوم. عند الانتهاء، لا تقم بإضافة مهام جديدة إلى القائمة.
وقال بوينتون: "قم بتقدير معقول لما يمكن تحقيقه، بمجرد الانتهاء من قائمة اليوم، يمكنك تخصيص الوقت لنفسك."
٥- إعادة التفكير في أيام العمل الطويلة. تشير الأبحاث إلى أننا نصبح أقل إنتاجية وإبداعًا عندما نعمل لساعات طويلة.
وجدت الأبحاث التي أجريت في أيسلندا أن العمال الذين عملوا ما بين 35 إلى 36 ساعة في الأسبوع كانوا متساوين أو أكثر إنتاجية وتحسنت حالتهم الصحية مقارنة بالعمل أكثر من 40 ساعة في الأسبوع.
٦- تدرب على فترات الاستراحة "الجزئية": ثبت أن فترات الاستراحة الصغيرة تزيد من النشاط وتقلل من التعب. خذ ثلاثة أنفاس عميقة قبل بدء اجتماع، قم بتمرين التنفس عند التوقف، خذ استراحة لتناول القهوة.
قال بوينتون: "يدهشني دائمًا مدى ضآلة ما يتطلبه الأمر لإحداث فرق كبير". "إن قضاء 90 ثانية في الخروج واستنشاق الهواء والنظرإلى الجبال يضعني في حالة ذهنية مختلفة تمامًا للاجتماعات التالية."
٧- خذ فترات راحة للتكنولوجيا، قم بغلق أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف لتمنح نفسك استراحة تقنية، قال هيدلي: "عليك أنتفهم الطريقة التي يعمل بها دماغك، إن إبقاء صندوق بريدك الإلكتروني مفتوحًا في الخلفية على جهاز الكمبيوتر الخاص بك يعد بمثابةانقطاع لعقلك، سوف ينفق الدماغ قدرًا مدهشًا من الطاقة في التفكير والاستعداد لوصول البريد الإلكتروني التالي".
٨- تتبع أين يذهب وقتك، وأشار "هيدلي" إلى أن الكثير من الناس لا يعرفون حقًا أين يذهب وقتهم، وتنصح العملاء بتدوين الملاحظات كل نصف ساعة لتدوين ما كانوا يفعلونه.
وبعد أسبوع أو أسبوعين، سوف تظهر أنماط واضحة. وقالت: "إنها واحدة من أقوى التمارين لأنه عندما يدرك الناس أين يمضي وقتهم حقًا،فيمكن أن يغيروا أولوياتهم تمامًا". بمجرد تحديد عدد الساعات المجانية التي يمكن أن تحصل عليها يوميًا، قم بوضع خطة لكيفية استخدام هذا الوقت غير الملتزم به.
٩- خذ إجازات منتظمة: الإجازات الأطول ليست أفضل، تشير بعض الأبحاث إلى فوائد أخذ إجازة من الذروة في اليوم الثامن من الإجازة. في الواقع، فإن الكثير من فوائد الإجازة على الصحة العقلية تأتي من الأيام التي تسبقه.
يقترح بانغ أخذ إجازة لمدة أسبوع تقريبًا كل ثلاثة أشهر، إذا استطعت، ولا تدع أيام إجازتك تتراكم أو تختفي بشكل أسوأ، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 12338 رجلاً في منتصف العمر معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، أن عدم أخذ إجازات سنوية كانمرتبطًا بزيادة خطر الوفاة خلال فترة متابعة مدتها تسع سنوات مقارنة بأولئك الذين كانوا يقضون إجازات كثيرًا.