قال الدكتور توماس سينديه- المدرس بمعهد اللغات والحضارات الشرقية بباريس، إن اللغة تكسب الإنسان نوعا من القوة التحريرية، كما أنها تمنحه قدرة على تقبل الآخر والتعايش معه، من خلال تبادل الثقافات والعادات، حيث تجعله قادرا على الاندماج وتفتح أمامه الطريق لتقاسم العادات والتقاليد مع الآخرين.
وأوضح سينديه، خلال محاضرة له بمؤتمر «التفاعل بين القيم وأثره على الهوية»، والذي يعقده مركز تعليم اللغة الفرنسية بالأزهر الشريف، بالتعاون مع جامعة «لومير ليون٢»الفرنسية، أن النظام اللغوي عبارة عن ممارسة داخلية في نظام اجتماعي وثقافي، وأن كل مجتمع يفرض عاداته وتقاليده من خلال نظامه اللغوي، مضيفا أن النحو والقواميس والكتب اللغوية كلها تساعد على تكوين لغة متناغمة، مؤكدا أنه لا توجد لغة جامدة أو منغلقة، لأنها تتعرض لظروف اجتماعية تتأثر بها.
ويستضيف المعهد الفرنسي بالقاهرة، أعمال مؤتمر «التفاعل بين القيم وأثره على الهوية»، والتي تستمر حتى غدا الخميس الموافق ١١ من يناير ٢٠٢٤م، يناقش خلالها المشاركون عددا من المحاور، أبرزها «القيم المقدسة والقيم الدنيوية»، «النظام الاجتماعي والرؤى»، «المعايير والاختلافات»، «الأدب بين القيم الجمالية والإبداع»، «التطورات القانونية في عالم متواصل».
ويعد المؤتمر فرصة متميزة للتواصل وتبادل الآراء بين العلماء والباحثين الغربيين ونظرائهم من المصريين والعرب، حول العديد من القضايا والمسائل القانونية واللغوية والأدبية والاجتماعية، بهدف التفكير في «العولمة» وتأثيرها على الأفراد (انتماءاتهم وخصوصياتهم )، والمجتمعات (آدائها ومعتقداتها)، والدول(فيما يخص عمليات إضفاء الشرعية التي تقوم بها)، وذلك سعيا لرسم صورة دقيقة وعامة التبادلات والتأثيرات بين العالمين العربي الإسلامي والغربي.