تعاني المنطقة على طول الساحل الشمالي لإسبانيا من كارثة بيئية تهدد البيئة والحياة البحرية، حيث توجد الملايين من حبيبات البلاستيك الصغيرة على الشاطئ بعد سقوطها من سفينة.
يعتقد أن أكثر من 1000 كيس من حبيبات البلاستيك، المعروفة باسم "نيردلز"، سقطت من سفينة "توكوناو" التابعة لشركة مايرسك الدنماركية في 8 ديسمبر. وقد عمل مئات المتطوعين على تنظيف التسرب في منطقة جاليسيا في شمال غرب البلاد.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، تم رفع الإنذار أيضًا على ساحل أستورياس، أكثر شرقاً. ويعتقد أنه سقط ما يصل إلى ستة حاويات من سفينة "توكوناو" ذات العلم الليبيري على بُعد حوالي 80 كيلومترًا غرب فيانا دو كاستيلو في شمال البرتغال.
وكانت هذه الحاويات تحتوي على ما لا يقل عن 26,000 كيلوغرام من حبيبات البلاستيك، بالإضافة إلى سلع أخرى مثل أغلفة البلاستيك والإطارات وصلصة الطماطم.
وشهدت العديد من المناطق الساحلية "مدّة بيضاء" من حبيبات البلاستيك التي تغسل على الشاطئ تدريجيًا منذ 13 ديسمبر.
وتعد المناطق الأكثر تأثرًا منطقة ميناء نويا في جاليسيا، وقد كان الصيادون في فيجو جنوبًا يتتبعون كيسًا من حبيبات البلاستيك يطفو في المحيط، على الرغم من أن الأمواج القوية الأخيرة جعلت هذه المهمة أصعب.
فتحت النيابة العامة تحقيقًا في الحادثة وتخشى أن التسرب يمكن أن ينتشر قريبًا باتجاه الشرق على الساحل الشمالي نحو الباسك. وفي بيان له، أعرب المتحدث باسم شركة مايرسك، راينر هورن، عن أسف الشركة للحادثة وأكد أنها ستقوم بالتحقيق في الأمر.
تعد حبيبات البلاستيك الصغيرة، التي تستخدم في تصنيع السلع الشائعة مثل زجاجات البلاستيك، أقل من 5 ملم في العرض، مما يجعل عملية التنظيف صعبة للغاية.
يقوم المتطوعون بفحص الرمال وتنقية المياه للعثور على حبيبات البلاستيك. اتهمت حكومة غاليسيا المحلية حكومة إسبانيا الاشتراكية بعدم إبلاغ السلطات المحلية لمدة أسبوعين وعدم تفعيل خطة لمكافحة التلوث البحري. بينما تصر الحكومة على أنها أبلغت السلطات الساحلية.
تذكر هذه الأزمة البلاستيكية المتطورة المجتمعات المحلية بأسوأ كارثة بيئية حدثت في إسبانيا عام 2002، عندما تحطمت ناقلة النفط بريستيج قبالة ساحل غاليسيا، وتسرب أكثر من 60,000 طن من وقود الديزل الثقيل على شواطئ المنطقة.