الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 سيناريوهات بعد خطاب البرهان|وبهذا الحل يمكن إنقاذ السودان من الوضع الراهن

الأزمة السودانية
الأزمة السودانية

تتفاقم الأزمة السودانية وتتصاعد أعمال العنف، مما أدى إلى مقتل أكثر من 12 ألف سوداني في الحرب منذ اندلاعها بالإضافة إلى تشريد الملايين ونزوح ما يزيد عن 7 ملايين شخص إلى دول الجوار أو إلى ولايات أخرى داخل السودان، مما ينذر بكارثة إنسانية يدفع ثمنها الشعب السوداني الذي يواجه الجوع والتشريد والموت.

الأزمة السودانية 

ويعيش السودان حالة من الحرب الأهلية، والأمور أصبحت صعبة جدا، ومن المتوقع استمرار الأزمة خلال الفترة المقبلة، وهذا يمثل عبئًا كبيرًا على الدولة المصرية. 

ومع اقتراب الحرب في السودان من إكمال شهرها التاسع؛ والهوة الكبيرة في مواقف طرفي القتال، الجيش والدعم السريع؛ تتعقد أفق حل الأزمة التي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وتشرد بسببها قرابة الـ 7 ملايين شخص.

وفي ظل الضبابية الحالية رسم مراقبون 3 سيناريوهات لمستقبل البلاد خلال الفترة المقبلة.

وبدت الهوة واضحة بعد التزام قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في إعلان مبادئ وقعه مع تنسيقية القوى المدنية "تقدم" في العاصمة الاثيوبية الثلاثاء الماضي، بوقف العدائيات بشكل فوري وغير مشروط عبر تفاوض مباشر يفضي إلى التزام مماثل من الجيش؛ في حين أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمام مجموعة من جنوده في منطقة جبيت العسكرية شرقي السودان أنه لن يتفاوض مع الدعم السريع.

وفي الوقت الذي تحرز فيه قوات الدعم السريع تقدما كبيرا على الأرض حيث تمددت في معظم أجزاء وسط السودان خلال الأسابيع الماضية، وتسيطر على أكثر من 80 في المئة من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وأجزاء كبيرة من إقليم كردفان في غرب البلاد؛ زاد الجيش من وتيرة التحشيد الشعبي الذي يقوده عناصر من النظام السابق الذي حكم السودان ثلاثين عاما قبل أن يطيح به الحراك الشعبي في أبريل 2019.

التحشيد الشعبي

وكان من المقرر أن يعقد لقاء مباشرا في الثامن والعشرين ديسمبر الماضي بين البرهان وحميدتي بحسب مخرجات قمة الدول الأعضاء في الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا "إيقاد" في التاسع من الشهر نفسه، لكن اللقاء تأجل لأسباب وصفتها الايقاد بـ "الفنية".

وبحسب تصريحات مسؤولين في "إيقاد"، فإن اللقاء سيعقد خلال الأسابيع الأولى من يناير الحالي؛ إلا أن تصريحات البرهان الأخيرة ألقت بظلال من الشكوك حول إمكانية عقد اللقاء في وقت قريب.

والأوضاع الحالية التي يشهدها السودان والتباينات الكبيرة في مواقف أطراف القتال يمكن أن تضع البلاد أمام 3 سيناريوهات محتملة، أفضلها هو الرضوخ للضغوط الإقليمية والدولية وعقد اللقاء بين قائدي الجيش والدعم السريع والتوصل إلى توافق بينهما يؤدي إلى وقف القتال والبدء في إنهاء المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب.

أما السيناريو الثاني فهو حدوث تأخير أكثر في عقد اللقاء، مما يؤدي بحسب المراقبين الى تعقيد الوضع على الأرض بشكل أكبر.

حل ينهي الحرب

ويكمن السيناريو الثالث؛ وهو الأخطر من وجهة نظر المراقبين؛ في إقحام المقاومة الشعبية في القتال، مما سيؤدي إلى فوضى عارمة وزيادة كبيرة في الكلفة البشرية والمادية للحرب.

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، أمس الأحد، إن تنفيذ "إعلان جدة" وما أعقبه من التزامات هي مقدمات ضرورية لأي حل ينهي الحرب في السودان.

وأكدت الخارجية السودانية على أن انسحاب قوات الدعم السريع من الأحياء والمؤسسات شرط ضروري لبدء أي محادثات خاصة بالسلام.

وفي هذا الإطار، قال السفير الدكتور صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية:،إن الوضع في السودان يسير من سيء إلى أسوأ، كما أن البرلمان العربي يطالب بتضافر الجهود لوقف التصعيد في السودان، والوصول إلى تسوية سياسية ؛حيث أن الأمور في السودان تنحى منحاً جديدا، وهناك تصاعد مستمر مع بداية العام.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه ليس هناك أفق سياسي جديد ينهي هذا الصراع ،نظرا للانقسامات داخل المجتمع السوداني ذاته بين مؤيد ومعارض، بالإضافة إلى وجود مواقف إقليمية ودولية مؤيدة لطرف دون آخر .

وأشار حليمة، إلى أن هذا الصراع يحتاج إلى معالجة سليمة على مسارات أربعة ،منها:

  • مسار أمني عسكري لوقف إطلاق النار.
  • مسار إنساني لمعالجة الأوضاع الإنسانية بشكل كامل وشامل.
  • مسار سياسي يتم من خلاله التوصل إلى مرحلة انتقالية ذات هياكل إنتاجية لنظام مدني ديمقراطي. 
  • المسار الرابع يتعلق بعملية البناء والإعمار، وذلك من خلال التوافق بين كافة القوى والأحزاب السياسية السودانية، وانتهاء الانقسامات، بالإضافة إلى وجود رؤية واضحة لتسوية شاملة تشارك فيها كافة القوى والأحزاب السياسية.