لماذا أمر الرسول بالدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة؟، لعل ذلك أحد أسرار الدعاء في الأزمنة المباركة التي قد يغفل عنها كثيرون، رغم كثرة النصوص النبوية الشريفة التي تحث على اغتنام فضل الدعاء بين الأذان والإقامة العظيم، ومن ثم فإنه من شأن معرفة لماذا أمر الرسول بالدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة؟ أن يكون سببًا لزيادة الحرص على هذه الوصية النبوية الشريفة واغتنامها دون استهانة أو تفويت .
[[system-code:ad:autoads]]
لماذا أمر الرسول بالدعاء بين الأذان والإقامة
وقد ورد في مسألة لماذا أمر الرسول بالدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة؟، أن الأذان من شعائر الإسلام العظيمة، والترديد مع الأذان والدعاء بعده بالدعاء المأثور وطلب الوسيلة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلم- من الأدعية التي لا تردُّ، كذلك يستحبُّ الدعاء بين الأذان والإقامة.
وجاء في فضل الدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة عن أنسِ بنِ مالكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (الدُّعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ )، إذ بعدّ الدعاء بين الأذان والإقامة من أوقات الاستجابة، وذلك أنَّ المسلم عندما يدعو بين الأذان والإقامة فهو في عبادةٍ وإقبال على الله -تعالى-، وخلوةٍ مع نفسه في المسجد ينتظر الصلاة، فدعاؤه يرجى قبوله.
ويؤكّد ذلك ما جاء عن سهلِ بنِ سعدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: (ثِنتانِ لا تُردَّانِ، أو قلَّما تُردَّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وعندَ البأسِ حين يُلحِمُ بعضُهم بعضًا). عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بن العاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-: (أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنَّ المؤذِّنينَ يَفضُلونَنا، قال: قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ، فسَلْ تُعْطَه).
ويُستحبُّ من الدعاء بين الأذان والإقامة أن يسأل المسلم ربّه -سبحانه- العافية في الدين والدنيا، وهذا ما ذكره إبن الأثير في كتابه جامع الأصول، ما روي عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (الدُّعَاءُ بين الأذَانِ والإقَامَةِ لا يُرَدُّ)، زاد في رواية بسند ضعيف، قال: (فَمَاذَا نَقولُ يا رسولَ الله؟ قال: سَلُوا الله العَافِيةَ في الدنيا والآخرة) .
فضل الدعاء بين الأذان والإقامة
وقد ورد فضل الدعاء بين الأذان والإقامة في الحديث الوارد في صحيح الترغيب والترهيب بلفظ: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وزاد: فادعوا. انتهى. وقال عنه الشيخ الألباني: صحيح لغيره.
وجاء أن وقت هذا الدعاء شامل لما بين الأذان والإقامة، فيمكن للشخص أن يكثر من الدعاء بعد الأذان مباشرة حتى تقام الفريضة، جاء في نيل الأوطار للشوكاني: الحديث يدل على قبول مطلق الدعاء بين الأذان والإقامة، وهو مقيد بما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم؛ كما في الأحاديث الصحيحة.
وورد في فيض القدير للمناوي عند شرح هذا الحديث: قال ابن القيم: هذا مشروط بما إذا كان للداعي نفس فعالة وهمة مؤثرة فيكون حينئذ من أقوى الأسباب في دفع النوازل والمكاره وحصول المآرب والمطالب، لكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعف في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون كالقوس الرخو فإن السهم يخرج منه بضعف، وإما لحصول مانع من الإجابة كأكل حرام وظلم ورين ذنوب واستيلاء غفلة وسهو ولهو فيبطل قوته أو يضعفها
دعاء بين الأذان والإقامة
كما ورد في دعاء بين الأذان والإقامة للصلاة عدة ادعية لتفريج الهموم والكروب، مأثورة وواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن دعاء الفرج ، ما يلي:
1- إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
2- اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.
3- اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
4- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك مايمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يارب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.
5-اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
6- يا رب افتح لي بخير، واختم لي بخير، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
7- لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم.
اللَّهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ
9-«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لا أشرك به شيئًا».
10-اللهم بلطيف صنعك في التسخير، وخفي لطفك في التيسير، الطف بي فيما جرت به المقادير، واصرف عني السوء إنك على كل شيء قدير.