قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن اختيار هذا العام عام الواعظات فكرة طيبة مباركة، لأن وجود الواعظات في وزارة الأوقاف هو العلامة الفارقة منذ أنشئت إلى اليوم، موجهًا رسالة فخار إلى الواعظات، فهن يحملن أعلى رسالة وأعظم دعوة، في ظل ريادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
[[system-code:ad:autoads]]
2024 عام واعظات الأوقاف
وأضاف خالد الجندي: «وقد انتصرنا في أشرف معركة بفضل الله ثم بفضل الواعظات اللواتي انضممن إلى الوزارة ليقمن بتغطية جزء خطير جدا جدا للغاية ما كنا نقوى على مواجهته، ألا وهن السيدات الفضليات المسئولات عن تربية النشء في مجتمعنا، قامت الواعظات بمواجهة هذا الخطر، واستطعن إيجاد جسور من الصلة والثقة بينهن وبين المستمعات فتغيرت أخطر مؤامرة كانت تحاك لهذا البلد، بعدما فشل المتطرفون والمتشددون والمتنطعون وتجار الأديان وخالطي الدين بالسياسة والمتطاولون على الثوابت والقيم والمحرفون لبشاشة الدين ولوسطيته بعدما تحطمت مؤامراتهم على صخرة علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف الذين تصدوا لهذا التيار المنحرف المتشدد".
وتابع: “فبعدما فشلوا في التسلل إلى مساجدنا وإلى أماكن الحديث والتواصل مع الناس، كانت الخطة الأخرى بث نساء يحملن رسالات في منتهى الخطورة، رسالات متطرفة متشددة معوجة، وهؤلاء النساء قمن بالتسلل بالفعل وأنا أقول لكم راصدا وكل العلماء يعلمون ذلك، وأصبح كل عالم أو داعية منا يقابله أناس معوجة أفكارهم منحرفة أقوالهم من أين جئت بهذا الكلام؟ يقول قالته أمي أو قالته زوجتي، نقلته لي أختي، قالته ابنتي، من أين تعلمت ابنتك؟ من أين تعلمت زوجتك؟ من الأخت الفلانة التي بثت وزرعت داخل المجتمع وداخل الأسرة الأفكار المعكوسة وتسربت إلى المجتمع للأسف”.
واستطرد: “وانتصرت بالتالي هذه الأفكار بطريقة معكوسة، ففوجئنا بفكر يتصدر لنا بسبب عدم قدرتنا بطبيعة الحال على التعامل مع النسوة، كيف أتعامل مع امرأة، قل لي بالله عليك أيها الشيخ الفاضل، كيف تنتظر مني أو ينتظر مني أحد من الناس أن أستطيع التسلل أو الدخول أو اختراق أسرة مغلقة، التعامل مع النساء مسألة فيها حرج بالغ وشديد”.
وأوضح خالد الجندي خلال لقائه بالواعظات، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد النور بالعباسية، اليوم الأحد، أن الآية الكريمة: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، جاءت فيها أمور عجيبة؛ فأتى الله بأفعال وسماها أقوال "ومن أحسن قولاً" فالآية تتحدث عن قول وعن عمل، والقول كما قال العلماء: هو التعبير، وهو مركب لفظي وعقلي، المركب اللفظي: إما تام وإما نقص، فإن كان تاما يسمى قولا، وإن كان ناقصا يسمى فعلا أو دلالة أو إشارة، ونجد في بعض روايات الحديث وقال بيديه هكذا، فكلمة قال لا تنحصر على التلفظ فقط، فالقول يشمل العمل.
وقال: "ونخلص من هذا أن القول الذي تقول به الواعظة لا يقتصر على التعبير باللسان إنما سلوكها وحسن تصرفها، وبشاشتها، قوة مرابطة جأشها قدرتها على المواجهة، قدرتها على الحوار، قدرتها على استيعاب الآخرين، والتأثير عليهم هذه الأمور كلها تدخل في معنى كلمة قول، فالقرآن سمى نفخة هواء قول، قال تعالى: "فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا"، فلا يوجد شىء اسمه "أُفٍّ" فلا يقصد بها الحرف وإنما يقصد بها حركة امتعاضية ينتج عنها صوت أشبه بنطق حرف الفاء ينجم عن خروج الهواء بالتضجر والتأفف والاعتراض".
وذكر أن القول: هو كل تعبير على أمر سواء أكان تعبير قولي أم تعبير فعلي، فالقرآن يشير إلى قضية السلوك في حياة الداعية وأنها قضية قولية، فأنت تنادي الناس بالاستقامة بسلوكك حتى ولو كنت صامتا، وتنادي الناس بحسن التصرف وبالبشاشة بسلوكك وتصرفك وعملك حتى ولو لم تنطق أو تنبث ببنت شفة، فالإنسان عليه أن يكون قائما بفعله اكثر من قوله بلسانه، قال تعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ" هذه تفيد التجرد والإخلاص "وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" هذه تفيد التطبيق السلوكي، فما فائدة الكلام إذا كان بغير فعل.
وأضاف خالد الجندي: "جدد العهد وجنبني الكلام، إنما الإسلام دين العاملين، وقد قدم القرآن وآخر في الآية فالإسلام قول وفعل كما تعلمناه، وعندما يعلم الوالد ولده يقول لا بد يا ولدي أن تقول للناس خيرا وتفعل خيرا، والقرآن قلب المسألة في سورة فصلت فقدم العمل على القول " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، والسياق اللغوي وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَمِلَ صَالِحًا، فالعمل برهان القول قل للناس الخير ثم قم بتطبيقه، والقرآن يدعونا إلى تطبيق الخير ثم القيام بالدعوة إليه، وهي مدرسة مختلفة تماما عن ما نألفه".
ولفت خالد الجندي إلى أن بعض الذين يغمزون ويلمزون ويتطاولون كم من مرة لمزونا وغمزونا بهذه المسائل ظلماً وتنقيصا ومحاولة منهم لإيقاف الخط الدعوي الذي تمارسه الوزارة ويمارسه العلماء؟، الحقيقة كانت مشكلة كبيرة لا تتصوروا هذه المشكلة أعيتنا وكانت أقضت مضاجعنا وأرَّقت أعيننا وأعجزتنا عن المواجهة لأن هذه المواجهة ليست مواجهة أمنية بالطبع، وأيضاً ليست مواجهة علمية بالطبع لأننا لن نستطيع مواجهات المرأة التي تفكر بهذا التفكير أو قاموا بغسل دماغها، هذه المسألة الكارثية. نحن لا نستطيع مواجهتها بطبيعة الحال لعدم وجود وجود جسور تواصل مع هذه النساء اللواتي في خدرهن، فماذا نفعل فتفتقت الفكرة في ذهن الوزير الدكتور محمد مختار جمعة بالتركيز على تطوير كتيبة الواعظات.
وأشاد بما قام به الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، من خدمات جليلة للدعوة، فقد انقلب السحر على الساحر، وفوجئت النسوة اللاتي قمن بنشر الأفكار المسمومة بمن يواجههن ومن يقف لهن، وتفككت أفكار المتطرفين بفضل جهود وزير الأوقاف في تقديم الواعظات المؤهلات للمجتمع، من واعظات مثقفات ومدربات فكن خير رسل لخير دعوة ورسالة، حيث أقبلت الأسرة على الإسلام الوسطي المستنير.
وأشار إلى أننا لم نعد نسمع عن مشاكل في الأسرة المصرية بفضل هؤلاء الواعظات، وهذه نتيجة مبهرة للغاية، وقد أثبتن القدرة على المواجهة بما يحملن من علم، مشيدًا باهتمام وزير الأوقاف بالجوهر والمظهر، وهذا الزي الوقور الذي يظهرن عليه، مؤكدا أن هؤلاء الواعظات هن نقطة فارقة نستطيع أن نقيم بها العمل الدعوي في مصر، كما لهن دور ريادي في داخل مصر وخارجها.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن المرأة القوية الفاهمة الحكيمة هي السند في الدعوة وهي الدعامة لهذا الدين والناشر لتلك القيم والمربي لتلك الفضائل والحفاظ لسياجها، ولولاها ما كان الوعظ يؤتي ثماره بأي حال من الأحوال، ويكفي أن تسمى واعظات وهذه الكلمة من اجلها مدح رجل اسمه لقمان عندما قال كما حكى القرآن الكريم "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"، فهذه الكلمة هي أول طريق الهداية قال تعالى "فَعِظُوهُنَّ"، وهذه الكلمة التي أمر الله بها الأنبياء والمرسلين.
واختتم قائلا: "لا ننسى أم المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما اللتان بحبهما للنبي بارك الله لنا في تحلة الأيمان وفي كفارة الأيمان وأحكام كثيرة في القرآن جاءت ببركة أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها وأرضاها)، ولا ننسى السيدة خولة بنت ثعلبة (رضي الله عنها) منقذة الأسرة المسلمة فلولا شجاعتها ولا قوتها في مواجهة المشكلة كنا سنصاب بمشكلة كبيرة لا يستطيع أحد من المشايخ أن يفتي فيها، وإنما وقفة المرأة أمام النبي صلى الله عليه وسلم معترضة على وضعها الذي أصيبت به فقالت "يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني، وقد ندم، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حرمت عليه، فقالت: يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حرمت عليه، فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي قد طالت صحبتي ونفضت له بطني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أراك إلا قد حرمت عليه، ولم أؤمر في شأنك بشيء، فجعلت تراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حرمت عليه، هتفت وقالت: أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول: اللهم إني أشكو إليك، اللهم فأنزل على لسان نبيك "وكان كلامها بفصاحة قوة وشرح واضح جلي فلو كانت هذه المرأة ضعيفة أو مرتعدة، أو خجولة كان من الممكن أن يتركها النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنها أخذت تدور حول النبي صلى الله عليه وسلم وتسأل الله (عز وجل) فارتج عرش الرحمن لقولها ونزل قول الله تعالى: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ".