عقد الجامع الأزهر اليوم، الندوة الثانية من الموسم العاشر بعنوان" التربية اللُّغوية عند الأبناء"، وحاضر فيها كل من؛ الدكتورة منال السيد مصباح، أستاذ البلاغة والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتورة رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، ويدير الحوار د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
[[system-code:ad:autoads]]
وقالت الدكتور رحاب زناتي، إن المقصود بالتربية اللغوية، تنشئة الأبناء على حب اللغة العربية والاعتزاز بها، واستخدامها بكفاءة في التفكير والتواصل والتعلم، ولا يقتصر هذا عند الدراسة فقط، بل هناك أمور واجبة ومعينة في تربية أبنائنا لغويًا قبل المدرسة منها اختيار أم تحب العربية وتتكلمها والاهتمام بحفظ القرآن الكريم والاستماع إليه وتعويد الطفل على القراءة والنظر في الكتب العربية المصورة، ومشاهدة لوحات زخرفية جميلة بالخط العربي، والاستماع إلى أناشيد باللغة العربية الفصيحة، وحفظها.
وتابعت: هناك أمور واجبة ومعينة في تربية أبنائنا لغويًا في سن المدرسة، مثل التأكد من تعلم المواد الدراسية باللغة العربية الفصحى وإلزام المعلمين والتلاميذ بالتحدث بالفصحى، وحماية الأطفال من المجلات الأجنبية فكرًا وثقافة، وقراءة القصص الدينية و التاريخية، والأدب العربي بشكل دائم.
من جانبها قالت د . منال السيد مصباح، إن التربية اللغوية عملية تفاعل وتواصل مستمرة بين الأبناء واللغة، وتهدف إلى تطوير وتنمية الشخصية بجوانبها المختلفة: الفكرية والاجتماعية واللغوية وغيرها، متابعة : ولا شك أن التربية اللغوية ثروة كالثروات الطبيعية الأخرى، لأنها أهم مكون من مكونات هوية الشخص القومية والثقافية، ولها دور أساسي في حياته؛ إذ يعبر بواسطتها عن أفكاره ومشاعره، وميوله، ويكتسب عن طريقها المعارف والمعلومات.
ولفتت د. منال مصباح، إلى أن قراءة القرآن الكريم وحفظه أثر عظيم على الملكة اللغوية للأبناء، وتوسعة مخزونهم المفرداتي، وتقويم وتصحيح لسانهم خاصة في التعبير، والقراءة، ولذلك أهميته؛ فاللغة وعاء الفكر، وأداة التعبير والتواصل بين الناس، كما أنها عنوان للهوية الوطنية والثقافية، كما أن ملامح منهج النبي ﷺ، لها أثر كبير في التربية اللغوية، من رعاية الله تعالى لنبيه ﷺ أن رباه لغويا، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم منهجا للتربية اللغوية للصحابة والجيل الأول حتى يربيهم تربية تعينهم على حمل الرسالة، وآداء الدعوة.
من جهتها بينت د. حياة العيسوي، أن هناك آيات كثيرة في كتاب الله تعالى ذُكرت فيها اللغة العربية أو اللسان العربي، مستشهدة بقول الله تعالى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" وقوله : "قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ "، إلى غير ذلك من الآيات، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحدث كل قوم بلسانهم فقد تحدث بلهجة حِمْير الذي ينطقون " ال" " ام "، حينما قال النبي: (ليس من امبر امصوم في امسفر). أي: " ليس من البر الصيام في السفر ".
وأضافت: للقصص والحكايات أهمية كبيرة في تنمية وتطوير مهارات الأطفال؛ فقد قال تعال: "فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "فكما أنَّ للقصة دورها البارز كمصدر للمتعة والتسلية لدى الصغار، فلها أيضًا كبير الأثر في تربية الطفل وتعليمه وإثراء الجوانب المعرفية لديه، وأبرزها الجانب اللغوي ، وتصحيح النطق اللغوي، وزيادة الحصيلة اللغوية للطفل من خلال كلمات القصة، وتعويده النطق السليم، موضحة أنه للقصة دور فعال في النمو الانفعالي للطفل، كما أن لها أهداف اجتماعية ونفسية ووسيلة اتصال إيجابية بين أفراد الأسرة .