رغم أن أعياد الكريسماس تبدو كأنها مناسبة خاصة فقط لاحتفالات الميلاد، فإن التقاليد والعادات المبهجة التى تصاحب تلك الفترة ترتبط منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا باحتفالات رأس السنة التى تمثل فى الحقيقة ملامح مبهجة ورائعة تتزامن مع التقويم السنوى وبداية العام الجديد، لذلك فإن شعوب العالم بأسره تحتفل كل بطريقته الخاصة حسب ثقافته ومعتقداته والزمن الذى يعيش فيه.
تعود فكرة تزيين الأشجار-احتفالابتغيير الفصول- إلى قدماء المصريين ومن بعدهم الرومان حسب ماذكره موقع"بى بى سى"الإخبارى من خلال التقريرالذى أعده حول كيفية الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة منذ مائة عام، مؤكدا أن لكل زمان أسلوبه وملامحه الخاصة، وصوره المميزة.
الصورة الأولى يعود تاريخها إلى عام 1915، حيث كانت للقراءة مكانة فريدة ومميزة، وكانت الابتسامة ترتسم على وجوه الأطفال لأبسط الأسباب، فلم يكن هناك تليفونات محمولة أو أجهزة إلكترونية تحمل كل ماهو مبهر للأطفال من أفلام كرتون وموسيقى صاخبة لإثارة اهتمامهم، وحتى التليفزيون لم يكن قد تم اختراعه بعد، وكان الكتاب وقتها هو النافذة الوحيدة التى يمكن للأطفال من خلالها رؤية العالم الخارجى والاستمتاع بالقصص الخيالية التى كانت تثير خيالهم وتستفز عقولهم البريئة، فتشكلها ليخرج من بينهم أعداد هائلة من العلماء والمثقفين، لذلك فإن أكثر ماكان يسعد أى طفل هو أن يهديه سانتا كلوز كتابا، وياحبذا إذا كان يحمل بين صفحاته صورا ملونة.
الصورة الثانية تتمثل فى اعتياد معظم العائلات الثرية تسجيل بهجة الاحتفالات السنوية للكريسماس وأعياد الميلاد عن طريق التقاط صورة رسمية للأسرة بجوار شجرة الكريسماس كنوع من الاهتمام بتسجيل اللحظات السعيدة التى تعيشها العائلة خصوصا أن معظم العائلات فى ذلك الوقت كانت تزخر بوجود عدد كبير من الأطفال، وتم التقاط تلك الصورة عام 1923 لعائلة أمريكية وقت أن كانت فكرة التقاط الصور لفوتوغرافية إعجازا لايقدر عليه سوى الأغنياء لما يصاحب تلك الخطوة من خطوات مرهقة ومكلفة بسبب نقل معدات التصوير الثقيلة مع أجهزة الإضاءة الضخمة وحتمية الاستعانة بمصور محترف.
أما الصورة الثالثة فقد تم التقاطها عام 1929لطفلة اختارت أطول جورب لديها لوضعه تحت الشجرة حتى يقوم سانتا كلوز بملئه بالهدايا، ويحكى أن عادة تعليق الجوارب المحملة بالهدايا فى عيد الميلاد قد بدأت فى هولندا، وتقول القصة إن سانتا كلوز صديق الأطفال كان يحضر هدايا لكل طفل وطفلة فى ليلة عيد الميلاد عندما يترك الأطفال أحذيتهم أمام منازلهم كى يملأها بابا نويل متى أتى ليلا بالهدايا والحلوى الملونة.!
والصورة الرابعة فقد التقطت فى أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث كانت أجواء الحرب تسيطر على ملامح الحياة بتفاصيلها الصغيرة لاسيما عادات وتقاليد الاحتفال بالمناسبات الموسمية المختلفة، وكان للزى العسكرى فى ذلك الوقت بريق ومكانة مميزة، وحيث كانت الجيوش ومازالت تمثل رمزا لأمان الوطن واستقراره، وبالطبع تتضاعف مشاعر التقدير والاحترام وقت الأزمات، حيث تتسلط الأضواء على التضحيات التى يقدمها حنود الأوطان، فنجد صورة لطفل كانت أغلى أمنياته مصافحة جندى بزيه العسكرى الوقورأثناء احتفالات الكريسماس ورأس السنة لعام 1919 بمدينة ليفربول شمال غرب انجلترا، وكان ذلك كما هو معروف فور انتهاء الحرب العالمية الأولى التى انتهت بانتصار دول الحلفاء الذين كانت بريطانيا من بينهم.
أما الصورة الخامسة والأخيرة فهى عن عشاء ليلة الكريسماس والتى تعد من أهم الطقوس وأجملها, حيث يجتمع الأهل والأصدقاء حول مأدبة ضخمة، وعادة مايكون الديك الرومى هو بطل المشهد الذى يتوسط المائدة، أما عن سائر الأصناف المقدمة فيعود ذلك إلى تقاليد الشعوب باختلاف عاداتها، أما تاريخ وجود الديك الرومى على مائدة عشاء الكريسماس فيعود إلى عهد إدوارد السابع ملك انجلترا، عندما كانت هذه العادة حكرا على طبقة النبلاء فقط, حيث كان البحارة يأتون به من المستعمرات الأمريكية التى كانت تعتبره غذاء رئيسيا طوال فصل الشتاء، وبمرور الوقت تسللت هذه العادة إلى الطبقة العامة وأصبحت ملازمة لاحتفالات الكريسماس.
• الأمل هو الطاقة التى تمنحنا الرغبة فى الحياة والوجود، وبالأمل نسيطر على إحباطاتنا، وبالأمل نرسم خطط الطريق، فدونه نعلن وفاتنا أحياء، وبه نبحث عن حلول للخروج من الأفق الضيق إلى آفاق أرحب. هذا العام سيكون انعكاسا حيا للأمل ومفعوله السحرى على طاقاتنا جميعا.