الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد انخفاض المساعدات|هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا وإلى أي مدى تصمد كييف؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

دخلت الحرب الروسية الاوكرانية عامها الثاني وسط خسائر متبادلة في صفوف الطرفين، فكان قبل فبراير 2022، عدد سكان أوكرانيا حوالي 44 مليون نسمة، وبعد الحرب غادر 6 مليون أوكراني البلاد، ونزح مئات الآلاف داخلياً بسبب الاحتلال الروسي والهجمات المستمرة، وقُتل آلاف المدنيين.

تخلى أمريكا عن أوكرانيا

وفي هذا الصدد،  أكد قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أولشوك، اليوم السبت، نجاح الضربة التي استهدفت مركز القيادة الروسية في مطار ساكي في شبه جزيرة القرم.

وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية: "تم ضرب جميع الأهداف"، ووجه الشكر القائد الطيارين على أدائهم الممتاز، بحسب ما أوردته وكالة "أوكرينفورم" الأوكرانية.

واستهدفت ضربة القوات المسلحة الأوكرانية  مركز قيادة مجموعة القوات الروسية بالقرب من سيفاستوبول، وأكدت روسيا مقتل 23 جنديا نتيجة الضربة ومن بينهم ضباط رفيعو المستوى وقوات العمليات الخاصة.

وتزداد الشكوك حول استمرار المساعدات الأمريكية لاوكرانيا بعد انخفاض واضح في اهتمام الكونجرس بتمويل كييف مقارنه بأولويات أمنية اخري تراها أمريكا اكثر أهمية في مقدمتها إسرائيل وأزمة الحدود الجنوبية مع المكسيك ما قد يمهد لقرب انتهاء المساعدة الامريكية.

جمد مجلس لشيوخ حزمة مساعدات لاوكرانيا طلبتها إدارة بايدن بقيمة 60 مليار دولار ما أصاب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بخيبة امل، ويمثل عدم توصل المفاوضون الجمهوريون والديمقراطيون في الكونجرس الى اتفاق انتكاسة للرئيس الأمريكي الذي جعل دعم أوكرانيا وتعزيز حلف الناتو ضمن أولوياته في السياسة الخارجية منذ بد الحرب هناك.

مساعدات بـ 61.4 مليار دولار

والقي البيت الأبيض الكرة في ملعب الكونجرس، حيث قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن أموال الولايات المتحدة المخصصة لمساعدة أوكرانيا نفدت، و"ليس هناك وعاء سحري آخر يمكن الغطس فيه" ما لم يوافق الكونجرس على حزمة تمويل جديدة

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن حزمة مساعدات عسكرية في 27 ديسمبر مما أدى إلى استنفاد الأموال المتبقية التي تم تخصيصها بالفعل. وكان الجمهوريون بالكونجرس الامريكي قد رفضوا مشروع قانون يتضمن مساعدات بقيمة 61.4 مليار دولار لأوكرانيا في مجلس الشيوخ في وقت سابق من ديسمبر لأنه لم يتضمن إجراءات صارمة بشأن سياسة الحدود والهجرة الأمريكية.

وقال كيربي إنه بسبب الفارق الزمني بين التوقيع على حزم التمويل وتسليمها الفعلي، ستظل أوكرانيا تتلقى العناصر المخصصة في 27 ديسمبر "للأيام والأسابيع المقبلة"، وأضاف انه ليس لديه علم بما سيحدث او باي اصلاح يمكن القيام به لضمان استمرار المساعدات لاوكرانيا في غياب قرار من الكونجرس. 

وخلال مؤتمر، سئل كيربي عن الخيارات المتاحة للبيت الأبيض او الإدارة للحصول على مساعدات أوكرانيا اذا لم يتمكن الكونجرس من تلبية الطلبات الإضافية وما اذا كان حلفاء أمريكا الداعمين لأوكرانيا اعربوا عن قلقهم من عدم تمكن الكونجرس من توفير مبلغ 60 مليار دولار دعم لكييف.

قال كيربي ان الحلفاء يراقبون ما تفعله القيادة الامريكية الا انه سيتعين عليهم اتخاذ قراراتهم الحاصة وأضاف: "إنها دول ذات سيادة أيضًا. وكما فعلوا خلال العامين الماضيين، فسوف يتقدمون للأمام.. تعرفون من يراقب أيضًا فلاديمير بوتين والرئيس شي في بكين. إنهم يراقبون أيضًا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستثبت حقًا أنها شريك موثوق أم لا"

 تقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا

وأضاف: "لقد قمنا بتسليم  أو أعلنا عن توزيع حزمة المساعدة الأمنية النهائية حيث كان لدينا أموال تجديدية متبقية لتقديمها في 27 ديسمبر، لكن ليس هناك المزيد من المال للقيام بذلك"

في الوقت نفسه، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا، ولكن ليس على مستوى عامي 2022-2023، وقال ميلر: "سنواصل دعم أوكرانيا لأطول فترة ضرورية، لكن هذا لا يعنى أننا سنواصل دعمهم بنفس مستوى التمويل العسكري الذي قدمناه لهم في عامي 2022 و2023".

ووفقا له، لن يكون تمويل كييف من الولايات المتحدة وحلفائها ضروريا في المستقبل، لأن هدف الغرب هو أن تكون أوكرانيا قادرة على تزويد نفسها بكل شيء، بما في ذلك الأسلحة وأوضح ميلر: "لكننا لم نحقق هذه النتيجة بعد، لذا من المهم أن يمرر الكونجرس الأمريكي مشروع قانون بشأن التمويل الإضافي لأوكرانيا".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح نهاية عام 2023 بأن الولايات المتحدة ستقدم 250 مليون دولار إضافية لتسليح كييف، مطالبا الكونجرس بالتصرف في أقرب وقت ممكن.

وقالت السيناتور الأمريكية المستقلة كيرستن سينيما يوم الأربعاء إن مجلس الشيوخ يقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات أمن الحدود من شأنه أن يمهد الطريق للموافقة على حزمة تمويل لأوكرانيا وشكك مشرعون جمهوريون آخرون في احتمال إقرار مشروع القانون في مجلسي النواب والشيوخ.

على الجانب الاخر، اعترف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مرارًا وتكرارًا بأهمية الدعم الأمريكي للمجهود الحربي لأوكرانيا، وقال في مقابلة مع شبكة سي إن إن: "ليس لدينا خطة بديلة إذا توقفت المساعدات الأمريكية، فنحن واثقون من الخطة A" وأضاف أن "أوكرانيا ستقاتل دائما بالموارد الممنوحة لها".

ودعت رئيسة حزب "باتكيفشينا" الأوكراني يوليا تيموشينكو الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إيجاد خطة بديلة للخروج من الأزمة التي تمر بها أوكرانيا بسبب انخفاض المساعدة العسكرية من الغرب.

وفي وقت سابق رصد معهد كييل الألماني انخفاض ملحوظ في وتيرة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ومعظمها أوروبية وامريكية أصبحت خاضعة لسياسات حزبية جديدة، حيث تراجعت المساعدات الأوروبية والأميركية إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2022، وقامت أوروبا بتوزيع نحو 51 مليار دولار من المساعدات على سنوات عدة كما حظرت بالكامل حزمة بقيمة 20 مليار يورو على مدى 4 سنوات.