- فتاوى وأحكام
- دار الإفتاء المصرية ترد على تصنت الرجل على زوجته
- فضل المداومة على صلاة الضحى
- هل يجوز للزوج تفتيش هاتف زوجته وهي لا يحق لها ذلك؟ المؤسسات الدينية تحسم الجدل
- استيقظت قبل الفجر بوقت لا يكفي لصلاة قيام الليل.. فهل أوتر فقط؟
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.
فى البداية، ردت دار الإفتاء المصرية على من يتصنت على زوجته عندما تأتي لها مكالمة هاتفية؛ قائلة: “الكثير لا يعرف أن هذا التصنت والتجسس حرام ولا يصح كما جاء ذلك فى قوله- تعالى-: (ولا تجسسوا) فتصنت الرجل على زوجته وهى تكلم أخواتها وصديقاتها لا يصح”.
وأوضحت أنه لا يصح له ذلك ولا لها، والله يقول: وَلا تَجَسَّسُوا، مضيفا: “تجسس الزوج على زوجته حرام، وكذلك تجسس الزوجة على زوجها حرام”.
وتابعت: “يعني يقعد يشوف ويتصنت هي بتتكلم عليه أو على أمه مثلا، فهذا حرام، كذلك لما تيجي تقول لما أِشوف الموبايل بتاعه وبيكلم مين، فهذا لا يصح”، واستطردت: “اللي بيفتش بيجد ما يسوءه، ليه؟: جَزَاءً وِفَاقًا”.
حكم تفتيش الزوج هاتف زوجته.. يقول الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لا يحق للرجل أن يتجسس على زوجته ولا يحوز للمرأة أن تفتش فى جيوب زوجها وهاتفه وخصوصيته، قال الله تعالى فى كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا}، فيريد الله من هذا الآية الستر فى المجتمع.
وأضاف أبو اليزيد، فى تصريح خاص لـ “صدى البلد”، أن تفتيش الزوجة هاتف زوجها يقلل الثقة المتبادلة بينهما فإذا قلت اهتزت علاقتهما اهتزازا شديدًا، فيجب على الزوج أن يثق فى زوجته والعكس كذلك يجب على المرأة أن تثق فى زوجها.
وبناءً على ذلك، لا يحق للرجل أن يطلع على خصوصية زوجته مثلما لها ذمة مالية مستقلة عن زوجها إلا بإذنها، وكذلك لا يحق للمرأة أن تفتش فى جيوب زوجها أو هاتفه أو خصوصيته إلا بإذنه، إلا فى حالة واحدة وهى للضرورة القصوى ونكون متأكدين من وجود جريمة ونريد أن نثبتها لتكون أمام القضاء أو ما شابه ذلك، ماعدا ذلك فلا يحق للرجل أن يتجسس على زوجته ولا يجوز للمراة أن تتجسس على زوجها.
فيما أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا يجوز للمرأة أن تقوم بالتفتيش في هاتف زوجها والعكس صحيح.
وقال أحمد كريمة، في حواره في برنامج "التاسعة" المذاع على قناة "الأولى الفضائية": "لا يجوز التجسس على الزوج أو الزوجة من كلا الطرفين".
وأوضح أحمد كريمة: "التفتيش في تليفون الزوج أو الزوجة يفتح باب الشك والتشكيك بما يؤثر على سير الحياة الأسرية وكل إنسان له خصوصيته".
وأضاف: "لا يجوز للوالدين التفتيش في هواتف الأبناء ويجب أن تتم تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة من البداية".
وتابع: "الزوجة يكون لها ذمة مالية مستقلة عن زوجها ولا يحق للزوج أن يطلع على الحساب البنكي الخاص بزوجته"، واستطرد: "الزوج هو الذي ينفق على زوجته في كل شيء ومساعدة الزوجة في نفقات ومصاريف المنزل تفضل منها ".
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن المداومة على صلاة الضحى مستحبةٌ شرعًا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ وذلك لعموم الأدلة الواردة في فضلها وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المحافظة عليها.
وقت صلاة الضحى
صلاة الضُّحى سمِّيت بذلك نسبةً لوقت الضُّحى، وتُشرع صلاة الضحى مِن وقت ارتفاع الشمس قدر رُمحٍ في عين الناظر إليها -وهو ما يقدر الآن بخمس وعشرين دقيقةً تقريبًا في مصر- بعد الشروق، وإلى ما قبل زوال الشمس عن وسط السماء، أي: قبل دخول وقت صلاة الظهر بقليل، وهو ما يقدر الآن في مصر بأربع دقائق تقريبًا قبل دخول وقت صلاة الظهر.
مِن فضائل صلاة الضحى: أنها مِن أسباب مغفرة الذنوب ولو كانت مثل زَبَدِ البحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
ومِن فضائلها أيضًا: أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيات بدن الإنسان -أي: عظامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله، فعن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وإظهارًا لأهمية صلاة الضحى، وتأكيدًا على بيان فضلها قد جعلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
وعن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
مذهب جمهور الفقهاء في حكم المداومة على صلاة الضحى
المواظبة على صلاة الضُّحى مستحبةٌ شرعًا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية والشافعية، والإمام الآجُرِّيُّ والإمام ابنُ عَقِيل والشيخ ابن تيمية مِن الحنابلة؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
قال الإمام الطَّحْطَاوِي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 395، ط. دار الكتب العلمية): [واختلف العلماءُ هل الأفضلُ المواظبةُ عليها أو لا؟ والظاهرُ الأولُ] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 67، ط. دار الفكر) في بيان حكم صلاة الضُّحى: [حُكمها حُكم سائر النوافل تُستحب المداومةُ عليها، ومَن تركها فلا إثم عليه ولا حرج] اهـ.
وقال الإمام أبو الحسن المَاوَرْدِي الشافعي في "الحاوي الكبير" (2/ 287، ط. دار الكتب العلمية) في ذكر أحكام صلاة الضحى: [والمداومة عليها أفضل] اهـ.
وقال الإمام علاء الدين أبو الحسن المَرْدَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 191، ط. دار إحياء التراث العربي): [اختار الآجُرِّيُّ وابنُ عَقِيلٍ استحبابَ المداومة عليها، ونَقَله موسى بنُ هارون عن أحمد.. ويُستحب المداومة عليها في أصحِّ الوجهين، قال المَجْدُ في "شرحه"، وصاحبُ "الحاوي الكبير": وهو الصحيح عندي] اهـ.
مذهب الحنابلة في حكم المداومة على صلاة الضحى
ذهب جمهور فقهاء الحنابلة إلى عدم استحباب المداومة على صلاة الضحى؛ لما جاء عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الضحى؟ قالت: «لَا، إِلَّا أَن يَجِيءَ مِن مَغِيبِهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وعن أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ: لَا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ: لَا يُصَلِّيهَا» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".
قال الإمام علاء الدين أبو الحسن المَرْدَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 191): [الصحيح مِن المذهب: أنه لا يُستحب المداومةُ على فِعلِها، بل تُفعَل غِبًّا، نصَّ عليه في رواية المَرْوَذِي، وعليه جمهور الأصحاب] اهـ.
المختار للفتوى في حكم المداومة على صلاة الضحى
المختار للفتوى هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مِن القول باستحباب المداومة على صلاة الضحى؛ لعموم الأدلة الواردة في فضلها وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المحافظة عليها.
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "استيقظت قبل الفجر بوقت قصير جدًا لا يكفي لصلاة قيام الليل فهل أوتر فقط؟".
لترد موضحة أنه في حال استيقظ الإنسان قبل الفجر بوقت قصير جدًا لا يكفي لأداء ركعتي قيام الليل وصلاة الوتر، فعليه أن يُصلي الوتر فقط.
وروي أن رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى»، لذا على الشخص إذا لم يكن هناك وقت كافيًا لأداء صلاتي القيام والوتر، فيُصلى الوتر فقط حتى لا يفوته، وإذا تبقى دقيقة أو اثنان، فعلى الإنسان أن يُكثر من الاستغفار والدعاء في هذا الوقت الطيب المبارك، حيث إنه يُستحب ذكر الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الأوقات.
سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأجاب "ممدوح"، قائلًا إن من صلى قيام الليل قبل الفجر بوقتًا قصير فهذا يعتبر من قيام الليل، مادام وقت الفجر لم يدخل.
وأضاف أن صلاة قيام الليل تكون فى الثلث الأخير من الليل، ومن صلى قيام الليل قبل الفجر فلا حرج لأن الليل يكون مستمر بذلك حتى وقت دخول الفجر، والعبرة ليست بالأذان ولكن بدخول وقت الفجر، فالأذان هو منبه أن وقت الفجر قد دخل.