سطرت الحاجة زينب فتحي محمد بنت قرية منقريش التابعة لمركز بني سويف قصة و نجاح ، والتي تعد نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية الاصيلة فهي نموذج للإصرار علي الحصول علي العلم ، بعد أن حصلت على شهادة محو الأمية في عمر يناهز الـ72 عاما . وأكدت أن التعليم لا يقف عند سن معينة، فالعمر مجرد رقم والعلم نور. على الرغم من الصعوبات التي مرت بها تلك السيدة، إلا أنها أصرت على استكمال تعليمها والحصول على شهادة محو الأمية، بعد الانضمام إلى مبادرة "لا أمية مع تكافل" التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي.
[[system-code:ad:autoads]]
" صدي البلد" ألتقي والحاجة زينب والتي قالت اسمي زينب فتحي محمد مواليد عام 1952، من مدينة بني سويف، وأصيبت بأحد أمراض القلب في الطفولة، مما سبب عدم انتظامها في المدرسة. قرر والدها عدم إرسالها للمدرسة مرة أخرى، فخرجت ولم تستكمل تعليمها. تزوجت في سن 16 عامًا من مهندس زراعي وأنجبت أولادها في سن 17 عامًا. بعد اكتمال عمرها 30 عامًا أنجبت 5 أولاد، 3 ذكور و2 إناث. بعد ذلك قررت استكمال تعليمها، لكنها تعرضت لبعض المشاكل الصحية وأجرت عملية قلب مفتوح. بعد ذلك، استكملت تعليم أولادها الخمس حتى حصلوا جميعًا على شهادات التعليم العالي، وتزوجوا وبدأت في تربية الأحفاد.
وأكدت الحاجة زينب: في حديثها “سمعت عن فتح فصل محو الأمية ضمن مبادرة ”لا أمية مع تكافل" ، وانضممت للفصل وبدأت في المذاكرة من البداية ، وواجهت بعض المعوقات لكنني تغلبت عليها، مثل تعلم الحروف والهمزات. والحمد لله ربنا كرمني وتعلمت كل شيء داخل الفصل وحصلت على شهادة محو الأمية على الرغم من بلوغي 72 عامًا، ضمن مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي “لا أمية مع تكافل” . فزوجي وأولادي فخورون بما حققته لأنني في السابق كنت غير قادرة على فعل ذلك، لكن الآن انتصرت وحققت نجاحًا كبيرًا.
وتستطرد قائلة : بدأت أيضًا في قضاء وقت مع أحفادي ومساعدتهم في التذكر والقراءة. كما بدأت في المشي في شوارع بني سويف مع معلمة الفصل ومنسقة المبادرة، حيث قمت بقراءة اللافتات أمامهما مثل الأطفال الصغار الذين يتعلمون القراءة، وسط حالة من السعادة والفرح. بالإضافة إلى ذلك، بدأت في استخدام الهاتف المحمول بشاشة اللمس مثل أحفادي، وقراءة القرآن الكريم ومتابعة الأخبار لمعرفة ما يجري في العالم".
وقدمت الحاجة زينب النصائح لمن بلغ عمر الخمسين وأكثر بضرورة التعلم، لأن التعليم نور وينير الطريق، ويغير حياته للأفضل بنور العلم، مؤكدة: التعليم يمنح الشخص نورًا وكرامة، بينما الأمية تعتبر جهلًا. فالتعليم يمثل نورًا في حياتي، والآن أستطيع فهم ما يحدث من حولي، وعندما أذهب إلى الشارع أعرف بوضوح مكان تواجدي من قراءتي للافتات الموجودة .