قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أسرار سورة الفاتحة .. ماذا يحدث لك عند تدبر آياتها؟

سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
×

ما أسرار سورة الفاتحة ؟ سورة الفاتحةتعد من السورة المعرفة من الجميع، لأن الله سبحانه وتعالى فرض على المُسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ من ركعات صلاته كي تصحّ؛ حيث إن قراءة سورة الفاتحة ركن من أركان الصلّاة لا تُقبل الصّلاة إلا بها، وقد قيل عن سورة الفاتحة بأنَّ آياتها تجمع معنى جميع آيات القرآن الكريم، ولو قُرِئَت بتدبّر لوُجِد بها حقًّا كلّ ما في القرآن الكريم من صفات الله جلَّ وعلا، وقصص الأمم السّابقة.

[[system-code:ad:autoads]]

سورة الفاتحة مكتوبة

أسرار سورة الفاتحة

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن سورة الفاتحة لها أسرار عظيمة، جمع الله فيها كل صفات القرآن الكريم، وهى السبع المثاني التى أتاها الله سبحانه وتعالى لسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فى قوله: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ".

وأوضح العالم الأزهري، في تصريح له: "سورة الفاتحة جمعت كل رسائل القرآن الكريم، فالبسملة، فكل عمل لا يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، فهو ابتر يعنى مقطوع البركة، بتركب العربية وانت بتاكل وانت بتعمل لازم تقول الحمد لله عشان تعم البركة عليك".

وأضاف: "الآية الأولى الحمد لله، فالحمد لله على ما تعلمته وعلى أنعم به على سواء من خروج ناس من حياتي وتعلمت منه ازاى افلتر علاقاتى، ملخص القرآن كله موجود فى الفاتحة، صدق الله العظيم إذ يقول الحمد لله رب العالمين، يعنى ليس المسلمين، لا ده كل العوالم فى الكون".

وتابع: “الرحمن الرحيم، يعلمنا التعلق واليقين فى الله تبارك وتعالى بأسماء الجمال، "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا".

فضل قراءة سورة الفاتحة وأسماؤها

بدأ الله -تعالى- سورة الفاتحةبالبسملة؛ ليرشد العباد إلى أهمية بدء أعمالهم بها، وطلب العون منه سبحانه، وبيّنت أنّ كمال الإيمان يتحقّق بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وفيما يأتي شرحٌ وتوضيحٌ لمعاني آيات سورة الفاتحة:

1- قال تعالى: «بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ» يُقصد بالبسملة طلب البركة والمعونة من الله -عزّ وجلّ- وحده، فحرف الباء يفيد الحصر، أي أنّ لا استعانة إلّا بالله.

2- «الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»: الحمد هو الثناء بجميل محاسن المحمود، مع الرضى القلبيّ والمحبة، فالشكر لا يكون إلّا على النعم أمّا الحمد فيكون على النعم وغيرها، مثل الحمد على الابتلاءات والمصائب والأمراض، والرب صفةٌ مشبهةٌ للموصوف، فالله هو المربي، والمالك، والخالق، ومصلح الأشياء، ومتمّمها، والمنعم على عباده، وهو السيد المعبود المُطاع، والعالمين اسمٌ يدلّ على كلّ ما سوى الله تعالى، بدليل قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ*قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ).

3- « الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ»، وهما صفتان مشتقّتان من الرحمة، فالرحمن صفةٌ على وزن فَعْلَانْ، وهي صيغة مبالغة، أي أنّ الله - تعالى- عظيم الرحمة، أمّا الرحيم فعلى وزن فعيل، وتستعمل للصفات الدائمة، أي أنّ الله -تعالى- عظيمٌ في رحمته الدائمة على الناس.

4- «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»: أي أنّ الله -سبحانه- الصاحب المتصرف بيوم الجزاء والحساب، وهو وحده المتفرّد بالملك فلا أحد يملك شيئًا.5- « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»: فالعبادة محصورةٌ ومقصورةٌ لله، ويُقصد بها كلّ ما يحبّه الله من الافعال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي فعل العابد بتذلّلٍ وخضوعٍ وامتثالٍ للأوامر والنواهي، مع تعظيم المعبود ومحبته، ولا تصحّ إلّا لله -عزّ وجلّ-، والعبادة مقترنة ومجتمعة مع الاستعانة بالله فقط، لأنّ تيسير الأمور بيده، والاستعانة تفويض وتوكيل الأمور له.

6- «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ»: طلب المؤمن من ربه أن يدلّه على الطريق الموصل إليه، وبذلك تتحقّق الهداية التي تعدّ الثمرة الناتجة عن الاعتقاد الصحيح، ممّا يؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

7- «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين»: بيّن الله - تعالى- العباد الذين أنعم عليهم؛ وهم أهل الصراط المستقيم مَن علموا الحق وعملوا به، وورد ذكرهم في موضعٍ آخرٍ في القرآن الكريم، قال تعالى: « وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا»: فالرسل والأنبياء في الطبقة الأولى للمُنعم عليهم، والصديقون في الطبقة الثانية، وهم الذين بلغوا في الصدق مع الله ومع العباد درجاتٍ عاليةٍ، ثمّ الشهداء من العلماء والمقاتلين في سبيل الله في الطبقة التالية، ثمّ الصالحون في ظاهرهم وباطنهم، فالعبد يسأل الله أن يكون من المنعم عليهم، وليس ممّن غضب عليهم الذين علموا الطريق الصحيح لكنّهم خالفوه، ولا من الضالين الذين يعبدون الله على جهلٍ وتخبّطٍ.

أحكام متعلقة سورة الفاتحة

سورة الفاتحة لها مجموعةً من الأحكام المتعلقة بها، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:

1- يستحبّ التأمين فور الانتهاء من قراءةسورة الفاتحةأو سماعها، أي قول: "آمين"، ودليل ذلك قول الرسول- صلّى الله عليه وسلّم-: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فرَغ مِن قراءةِ أُمِّ القُرآنِ رفَع صوتَه وقال: آمينَ».

2- كما يستحبّ ذلك للمصلي سواءً كان منفردًا أو في جماعةٍ، إمامًا أو مأمومًا، ودليل ذلك ما ثبت عن الإمام مسلم في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: « لا تُبَادِرُوا الإمَامَ إذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وإذَا قالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِينَ».

3- قسّم ابن القيم- رحمه الله-سورة الفاتحةإلى ثلاثة أقسام؛ فأولها رحمةٌ، وأوسطها هدايةٌ، وآخرها نعمةٌ، وتتمثل الرحمة بالعقيدة الصافية ومعرفة الله تعالى، أمّا الهداية فتكون بالعبادة المذكورة في وسط السورة، واتّباع المنهج السليم والسير على الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله من النعم التي أنعم بها الله على عباده.

4- تدلّ سورة الفاتحةعلى أنّ الأصل في التربية الإسلامية أن تكون بصورةٍ جماعيةٍ، وذلك ما دلّ عليه استخدام ضمير الجمع في أكثر من موضعٍ من السورة.

5- بيّن الله -تعالى- أن القرآن الكريم أساس الهداية وعمودها، وذلك في بيان العلاقة والرابط في نهايةسورة الفاتحةوبداية سورة البقرة، إذ ورد طلب الهداية في آخر الفاتحة، وبدأت سورة البقرة في بيان أنّ القرآن هو طريق الهداية، إذ قال: « الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ».

الدعاء في السجود

لطائف من سورة الفاتحة:

نبّهتسورة الفاتحةإلى عددٍ من اللطائف والعِبر، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:

1- يُفرّق بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصوصٌ به وحده سبحانه، فهو اسمٌ للذات القدسية العليا، ولا يتّصف بها إلّا المستحق للعبادة بحقٍّ، أمّا الإله فلفظٌ يُطلق على من يُعبد على حقٍ أو على باطلٍ. لفت النظر إلى أهم عملين من أعمال القلوب؛ وهي: الإخلاص والتوكل.

2- بيان أهمية الصحبة الصالحة والقدوة للمسلم، قال تعالى: «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ».

3- التنويه إلى ضرورة وحدة الأمة واجتماعها على كلمة الحق.

4- ذكر حاجة المسلم إلى الهداية بجميع أنواعها؛ هداية الإرشاد والتوفيق والتثبيت.

5- ضرورة الحرص على الأدب في الكلام مع الله -سبحانه-، فعلى العبد أن ينسب النعمة والفضل إلى الله -تعالى-.


أسماءسورة الفاتحة

أُطلق على سورة الفاتحة العديد من الأسماء، وفيما يأتي بيان بعض تلك الأسماء:

1-سورة الفاتحةوهي مؤنثٌ لفاتح، وسُمّيت بذلك لأنّ الله -تعالى- افتتح بها كتابه العظيم.

2-سورة الفاتحةأم القرآن أو أم الكتاب؛ وقد جاءت هذه التسمية من رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-، إذ إنّ الفاتحة الأصل لما ورد في القرآن الكريم من قضايا رغم قلّة عدد آياتها وقصرها؛ فاشتملت توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لله تعالى، إضافةً إلى العقائد والرسالات والنبوّات وغيرها من المقاصد.

3- الحمد؛ وهو ما ابتدأت بهسورة الفاتحة.

4- السبع المثاني؛ وهو الاسم الذي أطلقه علىسورة الفاتحةالله -تعالى- بقوله في سورة الحجر: « وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ»، ويُقصد بالمثاني أنّ العبد يُثني فيها على الله بما أمر، وقد يكون المقصود أنّها تُعاد في كلّ ركعةٍ في كلّ صلاةٍ.

5- الشافية؛ إذ قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ».

6- الكافية؛ وسميتسورة الفاتحةبذلك لأنّ الصلاة لا تتمّ إلّا بها ولا تتم بقراءة غيرها من السور.

قراءة البسملة في الصلاة

فوائدسورة الفاتحة

1- قراءةسورة الفاتحةفي الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: قالَ اللَّهُ تَعالَى: « قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).

2-سورة الفاتحةرقيةٌ للمريض، وفيها شفاءٌ للناس، ودليل ذلك إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، إلّا أنّ الرقية بها لا تنفع إلّا بتحقّق عددٍ من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار، ودليل ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: « أنَّ نَاسًا مِن أصْحَابِ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ».

3- تشتملسورة الفاتحةعلى أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولًا، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ».