كشف الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط عن 6 أعمال مع بداية عام جديد ينبغي للمسلم الحرص عليها في أول أيام العام الجديد 2024، مشددًا أن هذه الأعمال هدية إلى كل الأصدقاء بمناسبة نهاية عام مضى وبداية عام جديد .
عام جديد على عمرك شهيد
وقال «مرزوق» من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان:" عام جديد على عمرك شهيد": يجب علينا أخذ العظة والعبرة لما يلي :
أولا: هذا عام قد مضى من عمر كل واحد منا من الناس من لا يزال تاركًا للصلاة، من الناس من لا يزال يظلم الآخرين بأساليب مختلفة، من الناس من يأكل أموال الناس بالباطل، من الناس من يقصر في أداء ما افترضه الله عليه، من الشباب والبنات من يعيش عيشة اللهو واللعب اتكالا على طول الأعمار، من الناس من لا يتقي الله فيما ولاه من ولايات مختلفة فيقدم أهل الحظوة على غيرهم من الثقات وذوي الخبرة رغم أن من يصنع ذلك لا يشم رائحة الجنة كما صح في السنة الخ.
ثانيا: هذا عام قد مضى من أعماركم فتوبوا إلى الله تعالى بإصلاح ما أفسدتموه قبل أن يقول أحدكم ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)، أو يقول ( رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )
ثالثا: كل واحد منا سيقف أمام الله عز وجل وسوف لا تزول قدمه من أمام ربه حتى يسأل عن أربعة أشياء نصفها عن الوقت الذي ضيعه في المعاصي، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه )
قال الإمام المنذري : رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح واللفظ له، وهو حديث صحيح لغيره، انظر صحيح الترغيب رقم 3639
رابعا: التوبة ورد الحقوق إلى أصحابها.
خامسا: أكثروا من الاستغفار بالليل والنهار.
سادسا: الحرص على الاستغفار ومعرفة فضله.
حكم دعاء أول العام وآخره
دعاءُ أولِ العام ودعاءُ آخره هما من أدعية الصالحين ومُجرَّبَاتهم، وهما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصي بهما ويعلِّمُهما وينقُلُهما عن مشايخه إمامُ الحنابلة وشيخُهم في وقته؛ الشيخُ الإمامُ الوليُّ الصالحُ أبو عمر المقدسي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي [ولد سنة 528هـ، وتوفي سنة 607هـ]، وهو أخو الإمام العلامة الموفق بن قدامة [ت: 620هـ] صاحب كتاب "المغني" في الفقه.
قال العلامة المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في تاريخه "مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" (22/ 180-181، ط. دار الرسالة العالمية): [وعَلَّمَني دُعاء السَّنَة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء في أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتني طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك يا ذا الجلال والإكرام"، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقي، ويوكل الله به ملكين يحرسانه. وأما دعاءُ آخر السنة، فإنَّه يقول في آخر يوم من أيام السَّنة: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه فاغفرْ لي، وما عملت فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم". فإنَّ الشيطان يقول: تعبنا معه طول السنة فأفسد فِعْلَنَا في ساعة] اهـ.
ومنذ ذلك الحين وأهل العلم من مختلف المذاهب والمشارب يتناقلون هذين الدعاءين ويوصون بهما في أذكار العام من غير نكير، حتى نبتت هذه النابتة فجعلت الدعاء بهما بدعة، متهِمَةً الأمةَ وعلماءَها بالضلال من غير علم ولا تثبُّتٍ ولا فهم؛ كالادِّعاء بأن الكتب التي تذكر هذين الدعاءين ليست معتمدة ولا تهتم بتصحيح الحديث، وهي دعوى فاسدة نشأت عن عدم الاطلاع؛ فإن الكتاب المذكور في السؤال هو "حاشية العلامة أبي عبد الله محمد بن المدني كنُّون [ت: 1302هـ] فقيه أهل المغرب في عصره، اختصر فيها حاشية العلامة محمد بن أحمد الرهوني [ت: 1230هـ] مفتي المالكية في عصره، على شرح العلامة محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي [ت: 1122هـ] خاتمة المحدثين بالديار المصرية، على متن العلامة الشيخ أبي المَوَدَّة خليل المالكي [ت: 776هـ]"، وهو من كتب المالكية المتفق على اعتمادها في المذهب، والعلامة كنون نقلهما عن العلامة علي الأجهوري شيخ المالكية، عن سبط ابن الجوزي، عن الشيخ أبي عمر المقدسي، ولم يدَّع أحدٌ ورودَهما في الحديث الشريف حتى يُحتاجَ إلى الفحص عن سند روايتهما، ولم يدَّع أحد من علماء الحنابلة -فضلًا عن غيرهم- أنها بدعةٌ أو محرمة أو ما أشبه ذلك من الأحكام الهوجاء التي لا خطام لها ولا زمام.