شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي احتفالية عيد العلم الثامن عشر بجامعة القاهرة، والتي تنظمها الجامعة؛ تكريمًا لعدد من السادة الوزراء و60 شخصية من علمائها ومفكريها وباحثيها الحاصلين على جوائز الدولة والجامعة في مختلف المجالات العلمية عن عامي 2022 و2023، بحضور اللواء/ أحمد راشد محافظ الجيزة، ود.محمد الخشت رئيس الجامعة، والسادة نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، والشخصيات العامة، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة.
[[system-code:ad:autoads]]
وفي مستهل كلمته، وجه الوزير خالص التهنئة لجميع المكرمين، راجيًا لهم دوام التوفيق والسداد، والمزيد من الإبداع المتميز في خدمة بلادهم، وخدمة العلم والإنسانية، كما توجه بالشكر إلى أسرة جامعة القاهرة السباقة إلى الاحتفاء بأبنائها وتكريمهم على ما قدموا من منجزات علمية وأدبية وفكرية، في نهج جامعي حميد، مؤكدًا أنه سيكون له أطيب صدى لدى الأساتذة، والعلماء، والباحثين المكرمين، بل يجاوزهم ليمتد إلى الشباب الواعد الذي يرى في هذه الاحتفالات نماذج مشرفة، تنال ما تستحق من تكريم، فيكون هذا حافزً له على المثابرة، والسعي إلى الإبداع والابتكار.
وأكد د.أيمن عاشور أن جامعة القاهرة جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم العالي المصرية التي قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التطوير والتحديث بوجه عام خلال الفترة الماضية؛ لتكون قادرة على الوفاء بدورها وأداء رسالتها الأكاديمية والمجتمعية على النحو المنشود، لافتًا إلى أن مسيرة التعليم الجامعي والعالي مازالت تواجه تحديات عديدة، ويتم التعامل معها من خلال الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقت مارس الماضي، بمشاركة واسعة من جانب الوزارات المعنية، والمؤسسات الأكاديمية والصناعية، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وتم عقد 5 جلسات حول تطوير المناهج والبرامج، وتشجيع الاستثمار في التعليم العالي، وتدويل التعليم العالي، والابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي، والمستشفيات الجامعية.
وأضاف الوزير أن هذه الإستراتيجية لها ثلاثة محاور، أولها: إستراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030)، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال دعم جهود الأقاليم الجغرافية في مصر، وكذلك أصحاب المصلحة نحو تحقيق هدف تنموي شامل لقطاع تعليمي مستدام، وذلك بتوفير مناخ محفز لتوطين وإنتاج المعرفة، وربط مخرجات المعرفة والابتكار بأولويات الدولة، ثانيها: التحول نحو جامعات الجيل الرابع؛ لمواكبة التوجهات العالمية، من خلال دعم ريادة الجامعات المصرية في صناعة التعليم، وتعزيز دورها كجهة مؤثرة وصانعة للقرار في تلبية احتياجات سوق العمل، وثالثها: العلاقة بين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وخطة التنمية الشاملة لمصر.
وأوضح د. أيمن عاشور أن المبادئ السبعة التي تشكل خارطة طريق للإستراتيجية، هي (التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال)، مؤكدًا أنها تدعم تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية، تُسهم فى جذب الكوادر العلمية المتميزة، موضحًا أن التكامل يتطلب تشكيل تحالف لكافة المؤسسات التعليمية في كل إقليم؛ بهدف التنسيق والعمل معًا لسد الفجوة بين البرامج التعليمية والاحتياجات الواقعية لكل إقليم، مشيرًا إلى أنه في ضوء تنفيذ هذه الإستراتيجية وتنفيذًا للمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية، تم تدشين 5 تحالفات، ومن المقرر تدشين تحالفين آخرين، وهما تحالف شمال الصعيد وتحالف القاهرة الكبرى، ليتم تمثيلها جميعًا في المجلس التنفيذي للإستراتيجية.
وأكد د.أيمن عاشور أن الهدف من التخصصات المتداخلة هو التصدي للمشكلات المعقدة التي يشهدها المجتمع، وحلها من خلال صياغة برامج تعليمية حديثة، مشيرًا إلى أن إستراتيجية التعليم العالي تولي اهتمامًا كبيرًا لتأهيل الخريجين وإكسابهم المهارات اللازمة لمتطلبات سوق العمل، ودعم المسار المهني من أجل التوظيف؛ اتساقًا مع جهود الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة، والحد من البطالة، خاصة في ظل اختفاء بعض الوظائف وظهور أخرى تتطلب مهارات غير تقليدية بفعل التغيرات التكنولوجية.
وأكد د.أيمن عاشور حرص الوزارة على تحقيق الجودة في مؤسسات التعليم العالي، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن على المستوى الدولي أيضًا، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الوزارة تركز على إنشاء تخصصات دولية جديدة، وتعزيز مفاهيم البرامج المشتركة، واعتماد نظام تسجيل دولي جديد؛ بما يسهم في رفع تصنيف الجامعات المصرية على المستوى العالمي، مؤكدًا أن مصر تعقد آمالًا كبيرة على المبدعين من العلماء والمفكرين، مشيرًا إلى أن هذه الاحتفالية فرصة مواتية لدعوة كل مبدع في بلادنا أن يكون هذا اليوم المشهود من أيام العلم والإبداع، بداية مسيرة متواصلة من العمل المخلص في حب مصر.
ومن جانبه، أشار د.محمد عثمان الخشت إلى أن هذه الاحتفالية تهدف إلى تشجيع وتكريم العلماء والباحثين المتميزين؛ تقديرًا لعطائهم وجهودهم في مختلف المجالات العلمية والإنسانية، وما حققوه من إنجازات علمية وبحثية في المحافل المحلية والدولية، وتأكيدًا لمكانة العلم والعلماء في الدولة المصرية.
واستعرض رئيس جامعة القاهرة الإنجازات التي شهدتها الجامعة خلال الفترة الماضية، والتي من بينها، نجاح الجامعة في التحول إلى جامعة ذكية من جامعات الجيل الرابع خلال 6 سنوات وفقًا للمؤشرات الدولية، بالإضافة إلى افتتاح فرع جامعة القاهرة الدولي بمدينة السادس من أكتوبر، الذي يعد صرحًا أكاديميًّا بمعايير عالمية، وبدأت الدراسة به هذا العام في 18 برنامجًا دراسيًّا دوليًّا، بالشراكة مع جامعات عالمية مرموقة، مشيرًا إلى تطلع الجامعة لزيادة هذه البرامج إلى 58 برنامجًا العام القادم، بالإضافة إلى ما حققته الجامعة من ريادة دولية بدخول 79 عالمًا من علمائها ضمن أفضل 2% من علماء العالم لعام 2023.
وفيما يخص المشروعات الإنشائية الكبرى، أشار د.محمد الخشت إلى إنشاء مدينة سكنية تضم 425 عمارة بواقع 5 آلاف شقة سكنية لمشروع إسكان الجامعة، فضلاً عن افتتاح المستشفى الجنوبي لمعهد الأورام ورفع الطاقة الاستيعابية للمعهد بنسبة 50% وإعادة وتأهيل وتطوير المعهد، وافتتاح مستشفى عيادة أبو الريش، والانتهاء بنسبة 25% من تطوير مستشفيات قصر العيني بتكلفة مليار و300 مليون جنيه، وافتتاح مستفى الطوارئ بجامعة القاهرة كأكبر مستشفى على مستوى الشرق الأوسط، على مساحة 7000 متر، والانتهاء من المرحلة الأولى من المعهد القومي للأورام الجديد (500 500)، وتطوير مستشفى أورام الثدي بالتجمع الخامس، واستكمال أعمال الانتهاء من إنشاء مستشفى ثابت ثابت.
كما أشار رئيس الجامعة إلى جهود الجامعة للارتقاء بوضعها في التصنيفات الدولية، مشيرًا إلى دخول الجامعة ضمن 50 جامعة على مستوى العالم في تخصص هندسة البترول، فضلاً عن القفزة التي حققتها لأول مرة في تاريخها، حيث قفزت خلال عام واحد 184 مركزًا بالتصنيف الإنجليزي (كيو إس) لعام 2023/2024، وتواجدها ضمن أفضل 400 جامعة على مستوى العالم لأول مرة، وضمن أفضل 25% من الجامعات في العالم، مشيرًا إلى أنه في إطار خطة الجامعة المستقبلية لمواكبة التطور التكنولوجي ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة ووظائف المستقبل، يجري حاليا الإعداد لإنشاء 3 كليات جديدة بجامعة القاهرة الدولية، وهي كلية الطاقة الجديدة والمتجددة، وكلية علوم تكنولوجيا الفضاء، وكلية تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى دعم الجامعة الكامل لعلمائها وباحثيها، وتوفير البيئة المناسبة للبحث العلمي والابتكار وتطبيق العلوم والتكنولوجيا، والتركيز على المجالات التي تحظى باهتمام محلي وعالمي وتدخل في نطاق الحاجة الإنسانية والنهوض الاجتماعي، وتوظيف المعرفة وربطها بالتنمية الشاملة للوطن، بما يعكس إيمان الجامعة بأن العلم والتعليم هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته.
يُذكر أن الاحتفالية بدأت بصورة تذكارية لمجلس الجامعة أمام قاعة أحمد لطفي السيد، ثم دخول مجلس الجامعة بطابور عرض، ثم السلام الجمهوري، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرض فيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة، ثم بدأت بعدها مراسم التكريم، وأعقبها حفل فني لأوركسترا طلاب جامعة القاهرة.
شهد الاحتفالية، د.محمد معيط وزير المالية، والدكتور/ شوقي علام مفتي الديار المصرية، ود.معتز خورشيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، ود.حسين خالد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ود.وائل الدجوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، ود.نادية زخاري وزيرة البحث العلمي الأسبق، ود.جلال السعيد وزير النقل الأسبق، والمستشار حمادة الصاوي النائب العام السابق، والأستاذ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ود.أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، ود.سامي هاشم رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، ود.مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، ود.محمد الشرقاوي مساعد الوزير للسياسات والشئون الاقتصادية.