تظل صيغة الصلاة على النبي لقضاء الحوائج، واحدة من أجل الأعمال التي من شأنها أن تحقق للعبد مراده وتقضي حاجته، فما أحب أن تناجي ربك سبحانه وتعالى بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ليقضي لك ما تريد ويجزل لك عطاءً غير محدود.
صيغة الصلاة على النبي لقضاء الحوائج
وفي بيان صيغة الصلاة على النبي لقضاء الحوائج، نرصد ما ذكره الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من صلاة على النبي ثابتة ومجربة عن الشيح حسن شداد -رضى الله عنه- مباشرة وهو في الروضة النبوية الشريفة عام 1416 هـ وقد قرأها لأمر هام (300) مرة ؛ فرأى النبي ﷺ يقول له : قم يا حسن قضى الله حاجتك .
[[system-code:ad:autoads]]
وهذه هي صيغة الصلاة على النبي لقضاء الحوائج، فقل: «الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ ، ضَاقَتْ حِيلَتِي ، فَاسْأَلِ الرَّحْمَنَ يَقْضِي حَاجَتِي».
ومن صيغ الصلاة على النبي مجربة ما يلي:
1- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى حَضْرَةِ الأَسرَارِ ، وَمَنْبَعِ الْأَنوَارِ ، مُطَهِّرِ النُّفُوسِ مِنَ الرَّزَائِلِ ، وَأَجْمَلِ مَوْلُودٍ فِي سَائِرِ الْقَبَائِلِ ، عَرُوسِ الْمَمْلَكَةِ الرَّبَّانِيَّةِ ، وَإِمَامِ الْحَضْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ ، مُعَلِّمِ الْخَيْرِ وَأَعْلَمِ الْخَلْقِ ، وَنَاصِحِ الْأُمَّةِ ، وَمُرْشِدِهَا إِلَى الْحَقِّ ، أَكْرَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ السَّادَاتِ ، وَقُطْبِ دَوَائِرِ السَّعَادَاتِ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ مَقَامِهِ ، وَإِجْلَالِهِ وَإِعْظَامِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ وَكَفَى ، وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
2- اللَّهُمَّ صَلِّ بِجَمِيعِ الصَّلَوَاتِ ، وَسَلِّمْ بِكَافَّةِ التَّسْلِيمَاتِ ، وَبَارِكْ بِأَوْفَرِ الْبَرَكَاتِ عَلَى سَيِّدِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ عَالِي الْقَدْرِ فَخْرِ الْأَنْبِيَاِء ، صَلَاةً تَشْفِينِي بِهَا مِنْ أَمْرَاضِي وَأَسْقَامِي ، وَتَحْفَظُنِي بِهَا مِنْ خَلْفِي وَأَمَامِي ، وَتَغْفِرُ لِي بِهَا ذُنُوبِي وَآثَامِي ، وَتَصْرِفُ بِهَا عَنِّي هُمُومِي وَأَحْزَانِي ، وَأَرَاهُ فِي يَقَظَتِي وَمَنَامِي ، وَتُسْعِدُنِي بِهَا فِي حَيَاتِي ، وَتُكْرِمُنِي بِهَا بَعْدَ وَفَاتِي ، صَلَاةً تُفْرِّجُ بِهَا عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
3- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْعَزِيزِ الْمُخْتَارِ ، النَّبِيِّ السُّلْطَانِ ، النُّورِ الْأَمِينِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. هذه الصلاة لأبي السعود الجارحي.
4- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَفْتَحُ لَنَا بَابَهُ ، وَتُسْمِعُنَا لَذِيذَ خِطَابِهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَسَلِّمْ.
5- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ ، وَبِجَاهِهِ عِنْدَكَ ارْزُقْنِي خَيْرَ الذُّرِّيَّةِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّم. هذه الصلاة لإنجاب الذرية.
6- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بِقَدْرِ حُبِّكَ فِيهِ وزِدْنِي يَا مَوْلَايَ حُبَّاً فِيهِ ، بِجَاهِهِ عِنْدَكَ فَرِّجْ عَنِّي مَا أَنَا فِيهِ ، إِلَهِي : لَا أَسْأَلُكَ رَدَّ القَضَاءِ بَلْ أَسْأَلُكَ اللُّطْفَ فِيهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
أقل الكثرة في الصلاة على النبي
قال العلماء: أقل الإكثار ألف مرة، وقيل أقله ثلاثمائة، وألَّف في ذلك العلامة المتَّقي الهندي كتابه الماتع "هداية ربي عند فقد المربي" تعرض فيه للأوقات التي يُفْتَقَدُ فيها الشيخ المربي والمرشد إلى الله تعالى وأن واجب الوقت حينئذٍ يكون هو الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحيث يصلي المسلم عليه ألف مرة كل يوم على الأقل.
وقد ورد في ذلك حديث مرفوع عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ» أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" والضياء في "الأحاديث المختارة"، وهو وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه يؤخذ بمثله في فضائل الأعمال.
هل كل صيغ الصلاة على النبي تقضي الحوائج؟
الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فأما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
وأما السنة: فالأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها: حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَي: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي واللفظ له، والحاكم وصححاه.
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ -يَقُولُونَ: بَلِيتَ-؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في ذلك.