مع حلول ذكرى رحيل العقيد معمر القذافي، تعود الأسئلة حول "السر المخفي" وراء الإبقاء على موقع قبره غامضًا.
وفي هذا التقرير ، سنحلل الأحداث المثيرة ونلقي الضوء على مجموعة من الأحداث التي ترافقت مع انسحاب فريق سيف الإسلام من المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية.
اللحظة الأخيرة
وفي العشرين من أكتوبر عام 2011، كان القذافي يترنح، مُلطخًا بالدماء، وسط حشود يعتدي عليها. بعدما العثور عليه في مخبأ داخل أنبوب إسمنتي بمدينة سرت كان نهاية حقبة حُكِمَت بالاستبداد.
وهذه اللحظة الحاسمة كانت مشهد القذافي الأخير، حيث تمت معالجته كجثة معروضة في غرفة تبريد بمتجر للخضراوات بمدينة مصراتة.
متى يكشف الغطاء؟
ومع انتهاء الأحداث المؤلمة، بدأت التساؤلات حول مكان دفن القذافي ونجله ووزير دفاعه.
ورغم محاولات أنصار النظام السابق للكشف عن القبور وتحريك دعاوى قضائية، إلا أن الغموض لا يزال يلف هذه القضية.
رفض السلطات الليبية
رئيس المجلس الأعلى لمدن فزان، الشيخ علي أبو سبيحة، أكد رفض السلطات الليبية للكشف عن موقع القبر، مشيرًا إلى عدم بذلها جهودًا كافية لتخفيف الضغوط الدولية على أسرة القذافي المشردة خارج البلاد.
سرية الدفن والتساؤلات
تفاصيل دفن الجثث الثلاثة تظل غامضة، حيث أكد محمود عبد الحميد، ابن شقيقة القذافي، أن الدفن تم في عمق صحراء مصراتة بسرية تامة. السرية التي أحاطت بالدفن أثارت تساؤلات حول الإنسانية والاحترام المستحق للموتى.
الدعوات إلى الكشف
ورغم دفن القذافي منذ سنوات، لا تزال هناك دعوات مستمرة من قبل أنصار النظام السابق للكشف عن مكان القبر.
قائد "لواء الصمود" في مصراتة صلاح بادي أعلن استعداده للكشف عن المكان في حال التوصل إلى اتفاق مع الأعيان والمدن الليبية.
آراء وتحليلات
رفض الكشف: هل هو انتقام؟
وتساءل موالون للنظام السابق عن دوافع إبقاء القبر سرًا، هل هو انتقام من أسرة القذافي ومحبيه؟ تحليلات تشير إلى أن هناك خلفيات تخص الصراعات الداخلية والمشاحنات التي ما زالت تؤثر على المشهد الليبي.
سرية الدفن
ورأى جمال الفلاح رئيس "المنظمة الليبية للتنمية السياسية" أن سرية عملية الدفن لا تمت للإنسانية بأي صلة، مشددًا على أن عائلة القذافي كان يجب أن تتولى مسؤولية دفنهم والصلاة عليهم.
فهل الدفن بشكل سري يعكس مخاوف من تحول القبر إلى ضريح يشكل خطرًا سياسيًا؟
التأويل الديني
وتحدثت مصادر عن خوف تيار الإسلام السياسي من تحول قبر القذافي إلى مزار يجذب أنصاره. هل يعتبرون الكشف عن القبر تهديدًا لسيطرتهم على الرأي العام في ليبيا؟
ومع مرور الوقت، يظل الكشف عن "السر المخفي" لدى ذكرى مقتل القذافي قضية ملحة تثير الفضول وتتساءل الأذهان. الضغوط الدولية تتزايد، والمطالب بالكشف تتجدد. سيكون مفتاح الحل في يد السلطات الليبية، ومدى استعدادها للتعاون لتقديم إجابات دقيقة وشافية.