منذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر الماضي وتسعى مصر جاهدة وبكل قوة من أجل وقف الحرب على قطاع غزة عبر اتفاق واسع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لتبادل الأسرى والمحتجزين و"ضرورة وقف إطلاق النار دائم".
خطة مصر لإنهاء الحرب على غزة
اقترحت مصر، الأحد، خطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، بحسب تقارير إعلامية مختلفة، لكن من غير الواضح كيف ستستقبلها الأطراف.
وقال مسؤول إسرائيلي، لشبكة CNN، إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي اجتمع، الاثنين، ومن المتوقع أن يناقش الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح الرهائن، وذلك من بين مواضيع أخرى.
وحسبما أفاد محلل شؤون السياسة الخارجية في CNN، باراك رافيد، نقلا عن مصدرين إسرائيليين، فإن الاتفاق المصري من شأنه أن "يضمن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة".
خطة من 3 مراحل
وفي المرحلة الأولى من الخطة، من المتوقع أن توقف إسرائيل عملياتها العسكرية لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى تتمكن حماس من إطلاق سراح 40 رهينة، بما في ذلك النساء وكبار السن، بحسب رافيد.
وأضاف أن المرحلة الثانية تتضمن اتفاقا على تبادل جثث عناصر حماس الذين تحتجزهم إسرائيل بجثث الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة.
وتتضمن المرحلة الثالثة من الخطة "صفقة الكل مقابل الكل"، مما يعني أن إسرائيل ستعيد 6 آلاف فلسطيني في سجونها مقابل الرهائن الإسرائيليين المتبقين -بما في ذلك الجنود الذين تحتجزهم حماس.
وقالت حماس، الأسبوع الماضي، إن "الفصائل الفلسطينية لن توافق على أي محادثات بشأن تبادل الأسرى إلا بعد أن تنهي إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة".
وتشمل المرحلة الثالثة أيضا إنهاء الحرب، مع انسحاب إسرائيل من غزة و"إقامة حكومة تكنوقراط في غزة لن تكون تابعة لحماس، وستحظى بدعم الولايات المتحدة ومصر وقطر"، حسبما أفاد رافيد.
كما تم تحديد الخطوط العريضة للخطة المكونة من 3 مراحل من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية الأخرى، نقلا عن مسؤولين ومصادر دبلوماسية مختلفة.
الهدف من خطة مصر
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن المبادرة المصرية تتضمن ثلاث مراحل تتناول على مسارين، مسار أمني ومسار سياسي، فالأول يتعلق بالعمل على وقف إطلاق نار دائما من خلال التدرج عبر هذه المراحل المرحلة الأولى هدنة إنسانية تمدد ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويتمدد من خلالها تسليم الأسرى والنساء من الإسرائيليين من كبار السنن والمرضى والأطفال لدى حماس.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ميزة هذه الهدنة انها تمدد إلى ثلاثة أسابيع، ثم المرحلة الثانية مبادلة المجندات الإسرائيليات والنساء والمرحلة الثالثة وهي الأصعب العمل على "وقف إطلاق النار دائم" وتبادل الجنود والأسرى الرجال من الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.
وأكد أن الخطة المصرية الهدف منها إحداث حراك سياسي وإنهاء القسام الفلسطيني وعلى المستوى الأمني وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وبالتالي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف سياسة القتل الجماعي لدى الفلسطينيين في ظل ارتفاع أعداد الشهداء.
وأضاف أن هذه المبادرة مهمة تعكس حرص مصر أولا على الانحياز للشعب الفلسطيني وتعكس حرص مصر على وقف الدماء.
ومن جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن القاهرة تلعب دورا تاريخيا لدعم القضية الفلسطينية، فالدولة المصرية هي الساند والداعم بشكل كبير للشعب الفلسطيني وهذا رأيناه خاصة في عام 2018 وأيضا في عام 2021 في إعادة إعمار غزة.
الساند والداعم للشعب الفلسطيني
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الحرب الحالية على غزة هي الأشد خطورة على القضية الفلسطينية فكانت الدولة المصرية منذ اللحظة الأولى هي السند ونجحت أولا في القضاء على المخططات الإسرائيلية التي كانت تسعى لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها من خلال القضاء على فكرة التهجير هذه الفكرة الشيطانية التي تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي الي تنفيذها.
وتابع: بالإضافة ان مصر لم تتوقف عند ذلك ولكن منذ اللحظة الأولى نجحت بالتنسيق والتواصل مع شركائها الدوليين والإقليميين في كسر الحصار عن قطاع غزة، ونجحت أيضا في إعادة التوازن في الموقف الدولي، وأيضا نجحت المجموعة الوزارية العربية التي انبثقت عن القمة العربية الإسلامية والتي كانت الأساس لها هي "قمة القاهرة للسلام".
وأكد أن منذ اللحظة الأولى سعت القاهرة إلى فرض هدنة بإرادتها القوية على كافة الأطراف باعتبار ان مصر هي رافعة السلام في الشرق الأوسط وهي التي تسعى إليه بكل قوة، بدليل ان مصر حافظت على معاهدة السلام مع إسرائيل لأكثر من 50 عاما.
وواصل: وبالتالي تحركت الدولة المصرية بشكل قوي وفعال من خلال التنسيق مع الشقيقة قطر إضافة الي وجود الإدارة الأمريكية التي تستطيع أن تضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب.
وأضاف أن مصر الآن تتحرك على كافة المحاور من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني باعتبار أن القاهرة لديها دور تاريخي في العمل على توحيد الصف الفلسطيني وصولا إلى إيجاد وتسوية سياسية حتى لا تتذرع إسرائيل بهذا الانقسام.
وأكد أن القاهرة تسعى إلى إيجاد تسوية سياسية وتجهيز الملف الفلسطيني، معقبا: لان بعد وقف هذه الحرب تسعى القاهرة من خلال دورها الريادي والمحوري للعمل في اتجاهين الأول هو إعادة إعمار غزة والآخر هو السعي وبكل قوة من خلال شركائها الإقليميين والدوليين وكل دول العالم لعقد مؤتمر دولي للسلام يكون هذا المؤتمر النواه الحقيقية التي بموجبها يتم تنفيذ مبدأ حل الدولتين وفقا القرارات الشرعية الدولية ووفقا لقرارات مجلس الأمن.
إسرائيل تدرس اقتراح مصر
واختتم: مصر لديها من الرؤية والحكمة والوعي والإدراك من خلال قيادة سياسية مدركة لخطورة هذه التحديات وخطورة هذه القضية التي ان استمرت بهذا الشكل ستؤدي إلى دائرة مفرغة من العنف واتساع دائرة الصراع وهذا ما حذرت منه القاهرة مرارا وتكرارا.
قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن حكومة الحرب في إسرائيل اجتمعت، مساء الإثنين، لمناقشة الاقتراح الذي تقدمت به مصر لإنهاء الحرب في غزة.
وذكر الصحيفة أن الاقتراح المصري، يعد خطة السلام الأكثر شمولا التي يتم اقتراحها على الطرفين في حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.