يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتمامًا خاصًا بـ تطوير البحيرات المصرية لما لها من انعكاسات إيجابية على زيادة إنتاج الثروة السمكية، مما أدى إلى طفرة تنموية حقيقية تعيشها البحيرات حاليًا، كما يؤدى تطوير البحيرات إلى تحسين حياة قاطنى المنطقة والصيادين بتلك البحيرات.
تطوير البحيرات والاعتماد على شركات وطنية
ومن جانبه، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الحكومة بالاستمرار في جهود تطوير جميع البحيرات على مستوى الجمهورية، وتعظيم المكون الاقتصادي في مشروعات التطوير من خلال تنظيم مراسي ومراكب للصيادين لزيادة الاستفادة من الثروة السمكية واستغلال المشروعات في توفير فرص العمل، مع استغلال المناطق المحيطة لتكوين تجمعات عمرانية ومراكز سياحية، بما يسهم في رفع مستويات المعيشة بتلك المناطق، مشدداً على أهمية استمرار الاعتماد على الشركات الوطنية، مع مراعاة المكون البيئي.
[[system-code:ad:autoads]]
وجاء ذلك خلال اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير وزير النقل، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الاجتماع شهد مناقشة عدد من موضوعات العمل الحكومي من بينها جهود إزالة التعديات وأعمال التكريك في بحيرات مصر كافة، والبرامج والمشروعات التنموية الجاري العمل عليها للاستفادة من الموارد ذات الصلة بتلك البحيرات، وكذا الأطر التشريعية الخاصة بحماية البحيرات وتنظيم التعامل معها.
ويعد تطوير البحيرات المصرية هو أحد المشروعات القومية التي تكمل مسيرة التنمية الاقتصادية، بوصفها ثروة قومية على المستوى المائي والإنتاج السمكي وتحقيق التوازن البيئي. وتمتلك مصر 14 بحيرة، هي “مريوط – إدكو – البرلس – المنزلة – البردويل – سيوة – البحيرات المرة – نبع الحمراء – بحيرة التمساح – بحيرة بور فؤاد – بحيرة قارون – بحيرة ناصر – بحيرات توشكي – بحيرة الريان”.
وعلى الرغم من أهمية هذه البحيرات، إلا أنها عانت منذ سنوات من الإهمال والتعديات، مما جعل منها ثروة مهدرة، لتبدأ مؤسسات الدولة في الاهتمام بملف تطوير البحيرات الطبيعية على مستوى الجمهورية وعلى رأسها بحيرة المنزلة وبحيرة ناصر، ووفي السطور التالية يرصد لكم موقع “صدى البلد”، مشروعات تطوير البحيرات، التي جاءت كالتالي:
1- المشروع القومى لتنمية البحيرات
في مايو 2017، كانت إشارة البدء بإطلاق المشروع القومي لتطوير البحيرات الطبيعية بتكلفة تبلغ 100 مليار جنيه، ويهدف إلى تطهير البحيرات وازالة التعديات لتنمية البحيرات الشمالية وزيادة إنتاج مصر من الأسماك، ويتم تنفيذه بالتنسيق من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. وقد تم تطوير خمسة بحيرات شمالية (المنزلة – البرلس – إدكو – البردويل – مريوط)، وساعد المشروع في زيادة الإنتاج السمكي، فوصل إجمالي الإنتاج السمكي إلى 171.5 ألف طن في عام 2015، وتوالت الزيادة لتصل إلى 220.7 ألف طن في عام 2019.
2- بحيرة المنزلة
تعد بحيرة المنزلة هي أولى البحيرات التي شملها التطوير بعد إهمال تسبب في انحسار مساحتها من 750 ألف فدان إلى 125 ألف فدان فقط. وتقع بحيرة المنزلة في الجزء الشمالي الشرقي من دلتا نهر النيل، وتمتد لتتصل بثلاث محافظات (بورسعيد – الدقهلية – دمياط)، وتشترك في حدودها الشرقية مع قناة السويس، ويحدها من الجهة الغربية فرع دمياط، ومن الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط.
وتتميز بحيرة المنزلة بتنوع مناطقها؛ إذ تحتوي على مناطق ضحلة ومناطق تتميز باتساع السطح فيها، وتنطلق أهمية البحيرة من كونها موطنًا للطيور المهاجرة للتكاثر والتزود بالماء والطعام. وتحتوي كذلك على أنواع مختلفة من الأسماك، وتتميز البحيرة بمقدرتها على منع دخول مياه البحر، وتغلغلها في الأراضي الزراعية، مما يعني أنها تمثل حائط صد لها.
وجاء التطوير كالتالي:
- إزالة كافة الحشائش وأكثر من 4100 حالة تعد على أرض البحيرة من عشش ومبانٍ ومزارع غير مرخصة، ووقف إلقاء الصرف الصحي بالبحيرة.
- بدء تنفيذ محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحي؛ تمهيدًا لاستخدامها في زراعة الصحراء، بعد أن كانت البحيرة تستقبل 12 مليون متر مكعب من الصرف الصحي والصناعي بصورة يومية.
- تكريك وإزالة 80 مليون طن من الرواسب؛ تمهيدًا لاستخراج المعادن الموجودة بباطن البحيرة واستخلاصها.
- تطهير البحيرة وتكريكها سمح بدخول أنواع جديدة من الأسماك لم تكن موجودة من قبل، مما أسهم في زيادة كميات الأسماك، حيث كانت تنتج 10 كيلو للفدان، وأصبحت 450 كيلو للفدان.
تطوير 14 بحيرة
3- بحيرة ناصر
تعد بحيرة ناصر من أكبر البحيرات الصناعية في العالم، وتكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي، يبلغ طولها، 500 كم، منها 350 كم بالأرض المصرية، والباقي بالأراضي السودانية وبمتوسط عرض 12 كم ويصل عمقها إلى 180 مترًا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب، لتصبح بذلك ثاني أكبر البحيرات من حيث المساحة. وتتميز البحيرة بملائمة ظروفها البيئية لتربية العديد من أصناف الأسماك، بالإضافة إلى وفرة القاعدة الغذائية الطبيعية.
وفى إطار الجهود المبذولة لرفع كفاءة البحيرة، سيتم ضخ استثمارات بحوالي 65 مليون جنيه لتطوير ورفع كفاءة 3 مفرخات سمكية بصحارى وجرف حسين وتوشكي من أجل زيادة إنتاج الزريعة والتي من المخطط أن تضاعف إلى 40 مليون زريعة بدلاً من 20 مليون العام المنقضى، وقد شهد إنتاج البحيرة 28 ألف طن من الأسماك الطازجة والمملحة في موسم الصيد الماضي.
4- بحيرة مريوط
تعد من البحيرات المالحة في شمال مصر، وتقع في جنوب إسكندرية، كانت مساحتها حوالي 200 كيلو متر مكعب في بداية القرن العشرين، الا أنها تقلصت إلى أقل من 100 متر مكعب بسبب كثرة التعديات، حيث وصلت التعديات على البحيرة إلى ٨٥٠ حالة تعدٍّ من إنشاء مبانٍ وعشش. وقد اعتمدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية مبلغ 78.7 مليون جنيه لمشروع تطهير بحيرة مريوط بمحافظة الإسكندرية ضمن خطة العام المالي 2020/2021.
وجاء التطوير كالتالي:
- تعميق البحيرة باستخدام معدات كراكات وحفارات حديثة لأول مرة، ما يؤدي إلى رفع منسوب المياه بها من ٣٠ سنتيمتر إلى نحو ٣ أمتار، وبالتالي الحفاظ على رفع منسوب المياه طوال أيام السنة، وكذلك الحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعة داخل البحيرة، بالإضافة إلى أعمال إزالة الرواسب القاعية والتطهير.
- إزالة عشش ومنازل ومبانٍ إضافة لمخزن خردة على مساحة 800 متر و8 قرارات إزالة فورية بإجمالي مساحة 3820 مترًا مربعًا وهنجر على مساحة 2500 متر ومخازن لتنقية السكر على مساحة 900 متر.
- إزالة هنجر تابع لشركة ألف ترانس على مساحة 5000 متر ومخزن خردة على مساحة 1200 متر وحظائر طيور على مساحة 100 متر وحظيرة مواشي على مساحة 200 متر.
5- بحيرة البردويل
تبلغ مساحتها 165 ألف فدان، ويوجد بها جزء كبير مياه ضحلة لم يُستغل، ويعمل بها 1228 مركب صيد، وتعمل سنويًا لمده 8 شهور للحفاظ على المخزون السمكي وفترة توقف 4 أشهر من يناير حتى نهاية أبريل سنويا. وتتميز البردويل بالبيئة الطبيعية والجودة العالية لجميع أنواع الأسماك، وتعد الشريان الرئيس لاقتصاد شمال سيناء.
جاءت أعمال التطوير كالتالي:
- تم رفع كفاءة وتطوير عدد ٤ مراسي صيد، بالإضافة إلى إزالة العوائق الموجودة بها بإجمالي ٣٥٠٠ طن عوائق، وتطهير البواغيز في المرحلة الأولى.
- إنشاء قرية الصيادين مجهزة ومد طرق تصل لبحيرة البردويل.
6- بحيرة البرلس
تبلغ مساحتها حوالي 108 آلاف فدان تقريبًا بعد تناقص 50% من مساحتها الأصلية بسبب التعديات عليها. وتقع في محافظة كفر الشيخ، ولها دور كبير في استقبال الطيور البرية المهاجرة. وقد أُعلنت كمحمية طبيعية عام 1998م، وبها 28 جزيرة على مسافات كبيرة يعيش عليها بعض الصيادين، وعدد من الأهالي.
وتمت أعمال تطهير البحيرة على ثلاث مراحل، بتكلفة تبلغ 960 مليون جنيه:
- المرحلة الأولى: على مساحة 1808 أفدنة بتكلفة 90 مليون جنيه، للقيام بأعمال التكريك.
- المرحلة الثانية: على مساحة 1500 فدان بتكلفة 352 مليون جنيه للقيام بأعمال التكريك، وتطهير مجرى بوغاز البرلس، بالإضافة إلى شق ثلاثة قنوات شعاعية من القناة الرئيسة للبوغاز داخل البحيرة بأطوال 1200:1500 متر، وبعرض 100 متر بعمق 5.5 م، بالإضافة إلى إنشاء مبنى المسطحات المائية على بوغاز البرلس.
- المرحلة الثالثة: بمساحة 3026 فدانًا، وتهدف هذه المرحلة لكشف المسطح المائي وإزالة نموات نباتية.
وتم إنشاء بحر فاصل بالجهة الشمالية للبحيرة بطول 70 فدان، لفصل البحيرة عن قرى بر بحري، لضمان عدم التعديات، وتم تنمية وتطهير البركة الغربية بمساحة 1500 فدان، وتم إضافتها للصيد البحري، وتم إزالة المخالفات ومنها إزالة حلقة أسماك على مساحة فدان.
7- بحيرة إدكو
كانت مساحتها تبلغ ٥٠ ألف فدان، إلا أنها تقلصت إلى ١٦ ألف فدان، وتقع في محافظة البحيرة.
وجاءت أعمال التطوير كالتالي:
- تنفيذ 5 مراحل من تكريك وتعميق البحيرة على مساحة 300 فدان بتكلفة 46 مليون جنية.
- تنفيذ أعمال تكريك مجرور صرف داخل بحيرة إدكو حتى بوغاز المعدية بطول 14 كيلو متر وتعميق المجرور بعمق يصل إلى 3.5 متر بعرض من 50 إلى 100 متر.
وفى عام 2019، ترتب على مشروع تطوير البحيرات، إصدار قانون بإنشاء جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية رقم 146 لسنة 2021، بحيث يسمح هذا القانون بإقامة كيان مؤسسي تشمل اختصاصاته إدارة البحيرات في مصر ومتابعة أعمال تطويرها وحمايتها؛ للاستفادة من البحيرات الطبيعية في تلبية الاحتياجات الخاصة بالإنتاج السمكي، وزيادة الصادرات المصرية، ورفع كفاءة هذه الموارد من الناحية الاقتصادية.
ويستهدف القانون كذلك تحقيق الحماية الفعالة للبحيرات المصرية شمال الدلتا وسيناء، بالإضافة إلى بحيرتي قارون وناصر، والمسطحات والشواطئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط.