يعد قطاع الشئون الثقافية والبعثات أحد أذرع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الرئيسية، الذي يهتم بتحقيق رؤية مصر المستقبلية 2030، من خلال إطلاق برامج الابتعاث الخارجية والمتابعة العلمية للدارسين المصريين، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثقافية وإبرام الاتفاقيات العلمية والأكاديمية والتي تستهدف فتح المجال أمام الدارسين المصريين للاحتكاك بالخبرات العلمية بالخارج، فضلًا عن تطوير المكاتب والمراكز الثقافية المصرية بالخارج للقيادم بدورها في مد جسور التواصل مع أبناء الوطن المُغتربين وربطهم بالوطن الأم.
[[system-code:ad:autoads]]
ووفق تقارير وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فأن قطاع الشئون الثقافية والبعثات شهد تطورًا ملحوظًا خلال عام 2023، في العديد من المجالات والتي شملت البعثات الدراسية، والتحول الرقمي في منظومة البعثات والعلاقات الثقافية، وتعزيز دور المكاتب الثقافية المصرية بالخارج من خلال ربط أبناء الوطن المغتربين بالخارج بالوطن الأم، والترويج للجامعات المصرية ومتابعة المبعوثين والترويج لمبادرة "ادرس في مصر"، مضيفًا أن تطوير قطاع الشئون الثقافية والبعثات بات أمرًا هامًا من أجل تقوية العلاقات المصرية مع دول العالم المختلفة، ولمزيد من التعاون المُثمر وعقد الشراكات العلمية والتي تُساهم بدورها في دعم سُمعة مصر الدولية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
كما حدث تقديم من الدولة في كافة أوجه الدعم لإطلاق البعثات الدراسية والتي باتت واحدة من أولويات الدولة لدورها في تحقيق رؤية مصر 2030، وكذلك تهيئة جيل جديد قادر على مواكبة حاجة السوق من الناحية الاقتصادية، وبناء شخصية الفرد، وصقل موهبته وجعلها أكثر فاعلية من الناحية الاجتماعية.
كما حدث تطور شهدته الإدارة المركزية للبعثات، حيث أصبحت لديها منصتين إلكترونيتين، الأولى خاصة بالطلاب الخاضعون للإشراف العلمي، حيث تم الانتهاء من إجراءات خضوع 5959 طالبًا للإشراف العلمي خلال العام 2023، وتستهدف تسهيل إجراءات تأجيل التجنيد والموافقات الأمنية للدارسين بالخارج، وكذا تجديد جواز السفر واستخراج بطاقة الرقم القومي وتسهيل حصولهم على إذن السفر عند حضورهم للوطن، والمنصة الثانية خاصة بالمبعوثين التي يتم التقدم من خلالها لإعلان البعثات الموحد، وتم الاستغناء عن التداول الورقي لهذه المعلومات مما ساعد في توفير الوقت والجهد للعاملين بالخطة بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الشفافية فى الاختيار.
وقد تم اتخاذ إجراءات سفر 258 مبعوثًا خلال الفترة من أغسطس 2022 وحتى أكتوبر 2023، كما سافر 239 متدربًا من مديري ومعلمي المدارس المصرية اليابانية ومسئولي أنشطة توكاتسو للتدريب العملي داخل المدارس اليابانية لمحاكاة النموذج الفعلي للتعليم الياباني، وتم اعتماد ترشيح 58 دارسًا بالجامعة المصرية اليابانية "Ejust" لدراسة الماجستير والدكتوراه باليابان، فضلًا عن ترشيح 22 دارسًا مصريًا لتنفيذ منح دراسية وتدريبات في إطار البرامج الممولة من البنوك المصرية، حيث تم إيفاد عدد (6) دارسين من إجمالي 18 دارسًا تم ترشيحهم من كوادر أكاديمية الفنون (في إطار برنامج كوادر أكاديمية الفنون) حيث تعُد المرة الأولى في تاريخ البعثات، كما تم ترشيح 3 طلاب في إطار بروتوكول التعاون بين جامعة ستراثكلايد جلاسجو بإسكتلندا وجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية في مجال الأطراف الصناعية ضمن "المبادرة الرئاسية"، وتم إيفاد دارسة لفرنسا في إطار البرنامج التدريبي للأطباء بمجال زراعة وجراحة الكبد.
وشهد مجال التعاون الدولي والعلاقات الثقافية طفرة نوعية خلال عام 2023، حيث تم الانتهاء الكامل من بناء بيت مصر بباريس وتأثيثه، وفاز البيت بجائزة "رابطة المعماريين الفرنسيين" المعروفة باسم الشارة الذهبية، كما تم الانتهاء من ترميم المكتب الثقافي المصري بواشنطن، وشهد العام الحالي توقيع الاتفاق الإطاري بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الجامعية الفرانكفونية لتعزيز التعاون والعلاقات مع الفرانكفونية الدولية، وإنشاء مكتب وطني للوكالة بمصر يكون مقره الرئيسي بحرم جامعة القاهرة.
كما شهد عام 2023 توقيع 141 مذكرة لاتفاق ثنائي دولي بين الجامعات المصرية والجامعات والمؤسسات الأجنبية، وشهدت إدارة الإشراف المشترك فتح 35 قناة علمية بين الجامعات ومراكز البحوث المصرية، وتم توجيه الدعوة إلى 37 أستاذًا أجنبيًا لزيارة مصر للاتفاق على خطط بحوث المدرسين المساعدين، وتم اتخاذ إجراءات سفر 64 أستاذًا مصريًا إلى الخارج لمُتابعة ما أنجزه الدارسون المصريون بالخارج، واستقدام 10 أساتذة أجانب للاتفاق على خطط بحوث الدارسين المساعدين.
ويتوافق التطور الذي يشهده القطاع خلال العام الحالي مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، بالإضافة إلى الطفرة التي تشهدها أعداد الطلاب الوافدين للالتحاق بالدراسة بالجامعات المصرية، حيث شهد العام الدراسي الحالي 2023/2024 التحاق أكثر من 26 ألف طالب وافد بالجامعات المصرية المختلفة، مقارنة بـ 12 ألف طالب في عام 2020، وهو ما يعكس حجم الطفرة في هذا القطاع، ومدى الإقبال من الطلاب للدراسة في مصر في مختلف التخصصات من مختلف دول العالم.
بينما تستهدف الوزارة زيادة أعداد طلاب الدراسات العليا للعام 2023/2024 بنسبة تصل إلى 150% لحين الانتهاء من عملية التسويق، والتي بدأت من خلال عقد أول لقاء مع المستشارين الثقافيين، وتنظيم زيارة لهم لجامعة الجلالة وشرح التطورات التي شهدتها منصة "ادرس في مصر" وشرح آليات الانضمام للمنصة مع ممثلي الجامعات الخاصة والأهلية، مشيرًا إلى التحاق 96 طالبًا وافدًا بالجامعات الأهلية، و250 طالبًا وافدًا بالجامعات الخاصة، وذلك خلال العام الدراسي الجاري 2023/2024.
كما شهد المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تخريج الدفعة الـ14 لطلاب المنح الجامعية الدولية والدراسات الخاصة، وفتح بوابة EGYAId على منصة "ادرس في مصر" للحصول على منح دراسية مقدمة من مصر.
وشاركت الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين في العديد من المعارض داخل وخارج مصر؛ بهدف التسويق لجذب مزيد من الطلاب الأجانب للدراسة بالجامعات المصرية، وكذلك عقدت لقاءات افتراضية مع المكاتب الثقافية بالخارج للتعريف بمبادرة "ادرس في مصر".
وشهد العام الحالي أيضًا إطلاق المبادرة المصرية للسياحة التعليمية والمنح الدراسية بمشاركة بعض الوزارات المصري حيث حصل الطلاب الوافدون على تخفيض 50% على تذاكر الدخول للمناطق السياحية والأثرية، وتخفيض %25 للطالب الوافدين وأسرهم المُسافرين على إحدى خطوط الطيران.
كما أن اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بملف البعثات الدراسية يعكس اهتمام الدولة بكافة مستوياتها بملف تطوير التعليم العالي، تماشيًا مع توجهات القيادة السياسية بالانفتاح على العالم الخارجي، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في مجال تطوير التعليم العالي، وانعكاس ذلك على الارتقاء بمستوى الطالب المصري، كما يؤكد على استمرار أحد العناصر المهمة لقوة مصر الناعمة في الخارج، ويمثل أيضًا جسر للتواصل بين الطلاب المصريين والدول الصديقة.
كما أن هناك اهتمام كبير بملف الطلاب الوافدين، وكذلك الاهتمام بتسويق منظومة التعليم العالي المصرية بالخارج والتي تتضمن جامعات حكومية وأهلية وخاصة، والذي أتى بثماره متمثلا في زيادة أعداد الطلاب الوافدين في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا وسوف تستمر الوزارة في هذا النهج خلال الفترة القادمة.