دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها الـ 80، حيث تواصل القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع، وسط كارثة إنسانية وصحية.
اقتحام جنين في الضفة الغربية
واقتحمت القوات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مدينة ومخيم جنين في الضفة الغربية، حيث نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر أمنية ومحلية قولها، إن قوات من الجيش الإسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت المدينة والمخيم من شارعي جنين-الناصرة، جنين-حيفا، وسط إطلاق النار، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في عدة مناطق.
كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل دخانية في المخيم، واقتحمت عدة منازل في حارتي الدمج والحواشين، وأضافت المصادر أن الاقتحام تزامن مع تحليق طائرة استطلاع في أجواء المدينة والمخيم.
واعتقلت قوات إسرائيلية، تسعة شبان من قرية الجلمة، شمال شرق جنين، بعد محاصرة صالة رياضية في القرية، كذلك اقتحمت قوات إسرائيلية، امخيم دير عمار، غرب رام الله.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المخيم، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعه.
إسرائيل تعيد احتلال الضفة الغربية
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الأحد، إن العالم يدرك أن القضية الفلسطينية وعذابات الشعب الفلسطيني لم تبدأ في 7 أكتوبر أو قبلها مباشرة أو بعدها، فالشعب الفلسطيني مر بسنوات طويلة من العذابات.
وأضاف أشتية خلال حوار على قناة القاهرة الإخبارية، أنه في العام 1948 هدم 531 قرية وبلدة وسويت بالأرض، وتم تهجير 950 ألف فلسطيني لا يزالوا في مخيمات اللاجئين إلى يومنا هذا، و65% من سكان قطاع غزة هم من لاجئي 1948.
وأوضح أن القضية تدحرجت فمرت بالعدوان الثلاثي على مصر واحتلال 1956 ثم احتلال 1967، وما تلا ذلك من حروب عبر لبنان وغيره، باختصار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني عمرها أكثر من 75 عامًا، وقبلها 30 عامًا عانى فيها الشعب الفلسطيني تحت الاستعمار البريطاني.
وتابع أنه عندما يتم الحديث عن القضية الفلسطينية على أنها بدأت من يوم 7 أكتوبر 2023، فالقضية بدأت قبل ذلك، ولكن ما يجري في غزة منذ ذلك التاريخ لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع.
وفي السياق ذاته قال أشتية، إنه منذ بداية العام 2023 حتى 7 أكتوبر الماضي، استشهد في الضفة الغربية 241 شهيدًا، لأن الاحتلال الإسرائيلي شن حملة على الضفة، واجتياحات في المدن واجتياحات للقرى والمخيمات.
ولفت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيد احتلال الضفة الغربية كاملة الآن، والآن موجود في المدن والمخيمات، ذلك بشكل موازٍ مع ما يحدث في قطاع غزة، والهدف منع إمكانية إقامة دولة فلسطين.
وأشار إلى أن ليس كل ما يقوله نتنياهو، بشأن إقامة دولة فلسطينية، قضاء وقدر، فنحن الآن موجودون على أرضنا ونواجه كي ننهي الاحتلال ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس مع حق العودة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية كانت في الثلاجة قبل 7 أكتوبر، والآن هي في الفرن، وهي نقطة الجذب السياسية للعالم أجمع.
كما أوضح إلى أن الولايات المتحدة تريد إقامة دولة فلسطينية، وطلبنا منها ألا تعترض على طلب وجود فلسطين كدولة عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهذا لا يوجد ما يمنعه، فقد حان الوقت للاعتراف بقياد دولة فلسطينية، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية متعنتة، ولا تسمع كلام حتى أمها وحليفتها وحاميتها الولايات المتحدة.
وذكر أنه نريد من الأمم المتحدة أن تضع جدولًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال، لأنه لا يمكن العودة إلى مسار مفاوضات كما كان الحال عليه خلال 30 سنة، انتهى شكل التفاوض بجلوس فلسطيني مقابل إسرائيلي مباشرة.
خطة نتنياهو للسيطرة على الضفة
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن إسرائيل لم تنفك عن محاولاتها تجاه السيطرة على الضفة الغربية سواء بالاستيطان او بتهويد المزيد من الارض واستخدام سياسات الطرد والتهجير.
وأوضح الحرزاين ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن كل ذلك ياتى فى سياق المخطط الاسرائيلى الذى يهدف الى عدم وجود دولة فلسطينية وتنفيذا لرغبات اليمين الإسرائيلى و اليمين الدينى المتطرف الذى يرى بالضفة على انها جزء من دولة اسرائيل ولا يجوز التفريط بها أو التخلي عنها وفقا لمعتقد أيدلوجى ودينى، ولذلك كثر الحديث وارتفعت الأصوات من قبل وزراء حكومة نتنياهو مهاجمين اتفاق أوسلو على انه خطا تاريخى ارتكبته إسراىيل وبحاجة إلى تصحيح من خلال استعادة السيطرة الكاملة على الضفة والقدس وتهجير الفلسطينيين المقيمين بها وطردهم.
وتابع: ولذلك تعمل حكومة نتنياهو على هذا المخطط الكبير بشكل مصغر فى الضفة على ما يحدث بغزة ففى غزة تقوم بكثافة إطلاق النار والتدمير بحرب الإبادة التى تشنها على الشعب الفلسطينى وتمارس القتل ومحاولة التهجير القسرى.
وواصل: ولكن بالضفة تمارس هذا الأسلوب بشكل مصغر عما يجرى بغزة من خلال الاقتحامات اليومية والمتواصلة للمدن والقرى الفلسطينية بالضفة وعمليات القتل والإعدام بدم بارد وعدم البيوت والحصار والاغلاقات فكل يوم هناك اقتحام لمدينة او مخيم او قرية وعمليات اعتقال وقتل وبناء مستوطنات جديدة بما يعيد الى الاذهان فكرة السيطرة من جديد على الضفة الغربية بشكل كامل.
شن حرب على الوجود الفلسطيني
ومن جانبه، قال الدكتور ماهر صافي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل فرضت على الضفة الغربية في ظل انشغال العالم في العدوان على غزة أجواء حرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعدما أغلقت مدن الضفة وطوقتها بالكامل، ومنعت التنقلات، وقتلت وجرحت واعتقلت شكل غير مسبوق، وتلاحق كل متضامن مع قطاع غزة وتهدد كل شخص ينتمي للفصائل المسلحة، ومعه كل أقاربه، وذلك في وقت أطلقت فيه العنان للمستوطنين الذين قتلوا أيضاً فلسطينيين وهاجموهم، وهددوهم بالترحيل قسراً إلى الأردن.
وأوضح صافي ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن إسرائيل تعمل بشكل واضح على إعادة احتلال الضفة الغربية، مثلما تفعل في قطاع غزة، مستهدفة الوجود الفلسطيني.
وتابع: إسرائيل التي تردد كل يوم أن جيشها متأهب ويأخذ إجراءات من أجل منع تحول الضفة الغربية إلى جبهة ثالثة محتملة في الحرب الحالية، هي التي تصعد وتوتر هذه الجبهة، لأنها تشن حرباً على الوجود الفلسطيني كله، لا تريد سلطة وطنية ولا شعباً فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس وكافة الأراضي الفلسطينة.
لا يمكن الاقدام على الاحتلال الكامل
كما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني تبقى في سياقها لأنه لا يمكن لإسرائيل الان الاقدام على احتلال كامل لقطاع غزة، وبالتالي نفس الكلام ينطبق في الضفة الغربية.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن رئيس الوزراء يعبر عن تيار نافذ داخل الحكومة الفلسطينية بضرورة مواجهه ومجابهه السياسة الإسرائيلية في هذا التوقيت، معقبا: إسرائيل لا تستطيع احتلال القطاع بصورة كاملة ولكنها تريد ان تثبت حضورها في المنظومة الدولية والإقليمية قبل ان تتم هذه العملية.
وتابع: كلمة الاحتلال الكامل بعيدة ومستبعدة نظرا لان الأجهزة الأمنية لديها اعتراضات كبيرة عما يجري ولديها رغبة في التزام السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني.
وكانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة أن المنظمة الصحية في جنوب قطاع غزة في انهيار مستمر، مؤكدة على أن المنظومة في شمال غزة أصبحت بلا خدمات صحية إطلاقا.