شغفها بالمشغولات اليدوية وتصميم قطع فنية من الخيوط، دفع " زينب غريب للعمل بالحياكة والتطريز كهواية فى المنزل، لتقضى بها يومها وتزين أوقاتها بعمل مفيد، يحقق لها نوع من الرضا الذاتى، لكن مع الوقت كان لابدمن البحث عن عمل منظم تقضى من خلاله أكبر قدر ممكن من يومها، بعيداً عن التفكير فى إعاقتها التى تعوق تواصلها بشكل جيد مع الآخرين، فكانت الفرصة المناسبة من خلال جمعية ريدك بـ قنا.
[[system-code:ad:autoads]]
الفكرة تكللت بالنجاح، فى ظل وجود قيادات وكوادر تؤمن بحق ذوى الهمم فى ايجاد الفرص المناسبة، بل وبحقهم فى الترقى وقيادة فريق متكامل من الفتيات طالماً توافرت المهارات اللازمة لهذا الغرض، وهو ما مكن " زينب " لقيادة فريق من الفتيات فى مجال التطريز بجمعية ريدك مع تقبل العاملين معها لأفكارها وتعليماتها، كونهم يرون فيها نموذج متميز للإدارة والإبداع.
الإعاقة لم تمنعها من قيادة فريق التطريز بالجمعية
أحلام وطموحات " زينب" لم تتوقف عند تصميم قطعة قماش ونقشها بخيوط وغرز متميزة، لكنها استطاعت بفضل الله، مع إصرارها على التحدى وكفاءتها فى العمل، أن تصل لمنصب مدير فريق التطريز داخل جمعية ريدك بقنا ، بجانب دعم المسئولين عن هذا القطاع بالجمعية وإيمانهم بقدرات وأحقية ذوى الهمم فى تولى قيادة الفريق طالما توافرت فيهم الشروط اللازمة لذلك، إضافة لتقبل أسرتها لفكرة العمل, وشغل وقت فراغها بعمل مفيد.
الإعاقة السمعية التى ولدت بها "زينب" لم تقضى بشكل كامل على قدرتها فى التواصل مع الآخرين، فبجانب تميزها واحترافها فى عملها، أكرمها المولى عز وجل، بقدرة غير عادية على تفسير كلام الآخرين وطلباتهم من حركة الشفاه، دون أن تضطر إلى استخدام إشارات اليد والأصابع بشكل دائم، ما يجعل الآخرين لا يشعرون بمعاناة فى توصيل ما يحتاجونه من رسائل.
الإدارة تؤمن بحق ذوى الهمم فى القيادة
قالت زينب غريب عبدالحميد، تعلمت الخياطة منذ الصغر، خاصة وأنها حرفة تتناسب مع من لهم ظروف خاصة، لكن لم أعمل بها، إلا بعد انضمامى لجمعية ريدك منذ عامين، ومن خلال الجمعية كانت البداية الحقيقية، لتعليم الخياطة والتطريز بشكل احترافى، خاصة مع إدارة تؤمن بحق ذوى الهمم فى التعلم والتميز، ومن وقتها وأنا أسعى لتطوير قدراتى ومهاراتى فى مجال التطريز.
وأضافت عبدالحميد، بعد فترة من انضمامى لفريق العمل بالجمعية، ونظراً لإجادتى للتطريز، تم تصعيدى لقيادة فريق من الفتيات، أتولى تدريبهم وتعليم فن التطريز، واختار معهم الرسومات والأشكال المطلوبة، والتى تتناسب مع الطبيعة المحيطة، حتى يمكن تسويقها دون صعوبات، ورغم قيادتى لفريق تطريز، لكننى أسعى دائماً لتعلم المزيد عن حرفتى حتى أحافظ على التميز وعمل قطع مختلفة.
"ربنا بيحب اللى بيشتغل"
وأشارت عبدالحميد، إلى أنها تعمل فى كل ما يتعلق بالتطريز، لكنها تحبذ أن تعمل بأقل عدد من الغرز فى القطعة الواحدة، حتى تحافظ على جمال وتناسق الرسمة، ويظهر فيها إبداع مصمم قطعة القماش، مضيفة بأن "ربنا بيحب اللى بيشتغل"، لذلك أسعى دائماً لشغل وقت فراغى بالعمل وتطوير ذاتى بالبحث وتعلم كل ما هو جديد فى مجالى.
من جانبها قالت ياسمين عيد، مدير البرامج الاجتماعية بمؤسسة ريدك للتنمية المستدامة، زينب من الفتيات المتميزات منذ انضمامها لفريق العمل بالجمعية، فقد جاءت كمتدربة، وبعد فترة استطاعت أن تقود فريق من 6 بنات، حتى أصبحت مدير فريق التطريز بالجمعية، تتولى اختيار الرسومات والألوان واختيار القائم بتنفيذ قطعة القماش، وهى مديرة جيدة تحتوى كل من يعمل معها، وتوفر لهم الأجواء المناسبة للعمل والإبداع، خاصة أن من بينهم ذوى همم، يحتاجون إلى تعامل خاص لإنتاج محتوى جيد.
تسعى لتطوير مهاراتها بشكل دائم
وأضافت مدير البرامج الاجتماعية بمؤسسة ريدك للتنمية المستدامة، زينب لم تتوقف طموحاتها عند تولى إدارة الفريق، لكنها تسعى لتطوير نفسها بشكل دائم من خلال البحث عن فيديوهات عن تعليم وتصميم الغرز الجديدة فى مجال التطريز، ما يجعل رسوماتها دائماً مبهجة بألوان مفرحة تحمل ورود وكلمات مميزة ومختلفة عن كثير ممن يعملون فى مجال التطريز، وهو ما يجعلها صاحبة فكر وأداء مختلف.
و أشارت عيد، إلى أن طبيعة العمل فى ريدك تختلف عن أى مكان آخر، فالقضية ليست عمل فقط، لكن هناك اهتمام كبير بضرورة أن يحظى العمل المنفذ بحب الفتاة وأن يحمل الطابع والتراث القناوى، حتى يخرج بالشكل اللائق والمتميز الذى نسعى إليه، مع ضرورة أن يمس اهتمامات الشارع القنائى والمصريين، حتى تكون فرصة التسويق أفضل للمنتجات التى يتم عرضها بعد ذلك من خلال معرض الجمعية الدائم.