تحمل قضية سد النهضة تفاصيل تاريخية تثير الفضول وتشكل جوانباً مثيرة للاهتمام، وفي هذا التقرير سنقوم بالكشف عن "مفاجأة" تاريخية كشفها عضو الوفد المصري للتفاوض، عارف غريب، بخصوص بناء سد النهضة.
سد النهضة تخطيط أمريكي في الستينات
وكشف عارف غريب، عضو الوفد المصري للتفاوض، في مداخلة هاتفية على برنامج "على مسؤوليتي"، عن تفاصيل مثيرة حيث أشار إلى أن الأمريكيين قد وضعوا خطة في عام 1963 لبناء 33 مشروعاً على النيل الأزرق فقط.
وكانت هذه الخطة تعكس رغبة أمريكا في بناء عدة سدود على النيل الأزرق، وتكشف عن التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة منذ تلك الفترة.
تغيير حجم سد النهضة
وفي تصريح صادم، أكد غريب أن سد النهضة كان مخططًا له بحجم أقل بكثير مما هو عليه الآن.
وكانت الخطة الأمريكية تتضمن سعة للسد تبلغ 14 مليار متر مكعب فقط، على عكس الواقع الحالي الذي يصل إلى 74 مليار متر مكعب.
ويتساءل الكثيرون عن دوافع هذا التغيير الكبير في حجم السد، وكيف تغيرت التوقعات والظروف على مر السنين.
تأسيس سد النهضة في 2011
وفي إطار الحقائق التاريخية، أشار غريب إلى أن إثيوبيا قامت بوضع حجر الأساس لسد النهضة في عام 2011، وهذا عندما اتسعت الظروف لها للبدء في تنفيذ هذا المشروع الضخم. ويثير هذا القرار العديد من التساؤلات حول دور إثيوبيا وتأثيراتها الإقليمية والدولية في هذا السياق.
مسارات مفاوضات سد النهضة
وبالرغم من مرور 12 عامًا على بداية مفاوضات سد النهضة، فإن الانقسام يظل سيد الموقف.
وأعلنت وزارة الري انتهاء الاجتماعات الأخيرة دون تحقيق نتائج، نظرًا لاستمرار المواقف الإثيوبية على حالها.
وتشير هذه المسارات المفتوحة إلى أهمية تحلي المواقف للوصول إلى اتفاق مستدام.
مصر تراقب ملء وتشغيل السد: الدفاع عن حقوقها
وفي تأكيد للموقف المصري، أكدت وزارة الري أنها ستراقب بعناية عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وتحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضه للضرر.
ويبرز هنا أهمية تحديد حدود وضوابط للتعاون الإقليمي لضمان تحقيق التوازن بين مصالح الدول المعنية.
وتظل مفاوضات سد النهضة تحديًا هامًا للدول الثلاث، وإن كشف عارف غريب عن تفاصيل تاريخية حول بناء سد النهضة يسلط الضوء على جذور هذا المشروع .
ومن الخطط الأمريكية في الستينات إلى تطورات الحجم وحجر الأساس في 2011، إلى نهاية المفاوضات، تظهر الأحداث كلها جزء من تاريخ معقد يحمل في طياته التحديات والتطورات.